من ناتاليا زينتس
كييف (رويترز) – وقعت انفجارات يوم الثلاثاء في قاعدة عسكرية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا لتندد موسكو بعدها بما وصفته بأعمال تخريبية تسببت في الانفجارات وتلمح أوكرانيا إلى مسؤوليتها في الانفجارات.
وقال مسؤولون ووكالات أنباء من روسيا إن انفجارات هزت مستودع ذخيرة في قاعدة عسكرية في شمال شبه جزيرة القرم التي تعد خط إمداد مهما للغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى تعطيل القطارات وإجلاء ألفي شخص من قرية مجاورة.
وقالت صحيفة كومرسانت الروسية إن أعمدة من الدخان شوهدت في وقت لاحق في قاعدة عسكرية روسية أخرى بوسط القرم، بينما ضربت انفجارات منشأة ثالثة في غرب الإقليم الأسبوع الماضي.
ولمحت أوكرانيا إلى ضلوعها في الانفجارات، وهو إن صح يُظهر قدرتها على الضرب على مدى أعمق داخل الأراضي الروسية مما قد يغير من مسار الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.
وأثارت الانفجارات احتمال بروز معادلات جديدة في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، وتحديدا إذا كان لدى أوكرانيا الآن القدرة على الضرب على مدى أعمق داخل الأراضي الروسية أو إذا نجحت الفصائل الموالية لكييف في شن هجمات على غرار حرب العصابات.
وتستخدم روسيا شبه جزيرة القرم، التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014، لإمداد قواتها التي تقاتل في مناطق أخرى من أوكرانيا بالعتاد العسكري، وهي عملية تسعى أوكرانيا جاهدة إلى تعطيلها قبل هجوم مضاد محتمل في جنوب أوكرانيا.
والقرم هي قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود وتشتهر بأنها منتجع لقضاء العطلات في الصيف.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي الروسي اشتعال النيران في محطة كهرباء فرعية بالقرب من بلدة جانكوي في حادث يوم الثلاثاء. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن سبعة قطارات تأخرت كما تم تعليق حركة السكك الحديدية على جزء من الخط في شمال شبه جزيرة القرم.
* عملية “نزع السلاح”
لم تؤكد أوكرانيا أو تنف رسميا مسؤوليتها عن الانفجارات في شبه جزيرة القرم، على الرغم من أن مسؤوليها رحبوا صراحة بالحوادث في المنطقة التي بدت حتى الأسبوع الماضي أنها آمنة تحت سيطرة موسكو وخارج نطاق الهجمات.
وفي إشارة ساخرة على ما يبدو إلى إحدى الذرائع التي تستخدمها روسيا لتبرير غزوها، أشاد مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك ورئيس الأركان أندريه يرماك على وسائل التواصل الاجتماعي بتقدم عملية “نزع السلاح” الأوكرانية.
وكتب يرماك على تيليجرام “ستستمر عملية ‘نزع السلاح‘ بأسلوب محدد للقوات المسلحة الأوكرانية إلى أن يتم إنهاء احتلال الأراضي الأوكرانية بالكامل. جنودنا هم الأفضل في رفع المعنويات”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الانفجارات التي وقعت في مستودع الذخيرة ناجمة عن “أعمال تخريب”.
مع استمرار الحرب منذ 24 فبراير شباط، انصب الاهتمام أيضا في الأيام الأخيرة على القصف بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، في منطقة تحتلها روسيا من جنوب شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مسؤولين عينتهم روسيا قولهم إن القوات الأوكرانية قصفت مدينة إنرهودار حيث تقع المحطة، واتهموا أوكرانيا بشن الهجمات لجر روسيا للرد بإطلاق النار.
وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، كتب الحاكم الإقليمي الأوكراني فالنتين ريزنيشنكو على تيليجرام إن 20 صاروخا روسيا وعشر قذائف مدفعية سقطت على مدينة نيكوبول الواقعة على الضفة التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية لنهر دنيبرو على الجانب الآخر من إنرهودار.
وذكر أن أربعة أشخاص أصيبوا في القصف الروسي.
ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من التقارير الصادرة عن أي من الجانبين.
وألقى كل جانب باللوم على الآخر في تزايد المخاطر بشأن محطة زابوريجيا النووية، التي استولت عليها روسيا في مارس آذار رغم أن فنيين أوكرانيين لا يزالون يديرونها.
وفي غضون ذلك، اتهم جهاز الأمن الاتحادي الروسي “مخربين” أوكرانيين بتفجير أبراج نقل الكهرباء من محطة للطاقة النووية في منطقة كورسك، على بعد حوالي 90 كيلومترا شمالي الحدود الأوكرانية، مما أدى إلى تعطيل عمليات المحطة.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من التقرير. ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية على الفور على طلب للتعليق.
وتسبب الصراع في أوكرانيا في فرار الملايين ومقتل الآلاف، وعمق الخلاف الجيوسياسي بين موسكو والغرب.
وتصف موسكو الغزو بأنه “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح جارتها، وحماية المجتمعات الناطقة بالروسية، ومواجهة توسع حلف شمال الأطلسي في الدول الأعضاء الأقرب إلى روسيا.
وتتهم أوكرانيا، التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي الذي كانت تهيمن عليه روسيا حتى تفككه عام 1991، موسكو بشن حرب توسعية.
* بوتين يندد بالولايات المتحدة
في كلمة أمام مؤتمر أمني، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بمحاولة إطالة أمد الحرب الأوكرانية من خلال دعم حكومة زيلينسكي وإثارة الخلافات في آسيا في نفس الوقت.
وحتى مع استمرار أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945، حدث مزيد من التقدم في اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب. وكان الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود قد أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية.
وبعد فتح الموانئ، حملت السفينة (بريف كوماندر) أول شحنة من المساعدات الغذائية لأفريقيا من أوكرانيا، منذ الغزو الروسي.
ورست أول سفينة غادرت أوكرانيا، قبل نحو أسبوعين، بموجب اتفاق 22 يوليو تموز في مدينة طرطوس الساحلية السورية يوم الثلاثاء وعلى متنها 26 ألف طن من الذرة، بحسب مصدر ملاحي وبيانات أقمار صناعية.
وقال مسؤول حكومي إن أوكرانيا يمكنها تصدير ثلاثة ملايين طن من الحبوب من موانئها في سبتمبر أيلول، وقد تتمكن في النهاية من تصدير أربعة ملايين طن شهريا.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الأمين العالم سيزور أوديسا، الميناء الأوكراني الرئيسي على البحر الأسود، يوم الجمعة خلال رحلة إلى هذا البلد يجري خلالها محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ساعد في الوساطة في اتفاق الحبوب.