الخرطوم (رويترز) – داخل ملاجئ مهلهلة مصنوعة من الخشب والأغطية البلاستيكية، أو مبان خرسانية غير مكتملة، يعيش مواطنون من جنوب السودان عادوا إلى السودان حياة أكثر صعوبة في ظل تدهور اقتصاد بلدهم السابق.
وقالت توقا أيمن أقوق، وهي أم لتسعة أطفال “الظروف صعبة علينا شديد المعيشة بقت أصعب من الأول. لا هنا و لا في الجنوب ما قادرين نعمل حاجة”.
وبعد صراع استمر لعقود، استقل جنوب السودان عن السودان في عام 2011، وانتقل مئات الآلاف إلى بلدهم الجديد.
لكن سنوات من الحرب الأهلية والفقر المتزايد أعقبت ذلك، وعاد العديد من سكان جنوب السودان إلى السودان، بينما لم يتمكن البعض أصلا من القيام بهذه الرحلة من البداية.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن هناك أكثر من 800 ألف لاجئ من جنوب السودان يعيشون في السودان. ويعيش حوالي 113 ألفا في مساكن مؤقتة في العاصمة الخرطوم وحولها.
ولم يعد هؤلاء اللاجئون مواطنين سودانيين، ويجدون صعوبات في الحصول على التعليم والرعاية الصحية في بلدهم السابق.
وقالت أليسا دينج، التي ذكرت أنها كانت في البداية قادرة على العمل في تنظيف المنازل وإلحاق أطفالها بالمدرسة واستئجار منزل “أنا بقيت عيانة ووضعي بقى صعب في الجنوب عشان ما في مستشفيات وما في علاجات، جيت راجعة هنا الخرطوم”.
لكن اقتصاد السودان نفسه يعاني من الركود مع تفاقم الأزمة الاقتصادية منذ سيطرة الجيش على السلطة بالكامل في أكتوبر تشرين الأول. وتجاوز معدل التضخم 100 بالمئة وارتفعت معدلات الجوع.
وتابعت دينج تقول “ناس الإيجار طلعوني، قالوا لازم أدفع خمسين ألف(جنيه).. طلعت أولادي من المدرسة”.
ومنع المرض دينج، وهي أرملة وأم لخمسة أطفال، من العمل. واضطرت بسبب ضعف مصادر دخلها إلى الانتقال للعيش مع أقاربها على قطعة أرض مهجورة في مدينة بحري المجاورة للخرطوم.
ولطالما دعت الجماعات الحقوقية إلى حصول مواطني جنوب السودان على حقوقهم كسودانيين. وتوقفت محاولات تحسين أوضاعهم، بينما يعتمد معظمهم على منظمات الإغاثة للحصول على المال أو الغذاء أو المساعدة للالتحاق بالتعليم.