من فيل ستيوارت وإدريس علي
واشنطن (رويترز) - قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم السبت إن تصعيد الضربات الصاروخية الروسية في أوكرانيا يستهدف ضمن أشياء أخرى إجهاد إمدادات الدفاعات الجوي الأوكرانية وتحقيق الهيمنة على أجواء البلاد في نهاية المطاف.
وشنت روسيا ضربات صاروخية مكثفة على مدن في أنحاء أوكرانيا على مدار الأسبوع الماضي، في إحدى أعنف موجات الهجمات الصاروخية منذ بدء موسكو غزوها قبل نحو تسعة أشهر.
وتقول أوكرانيا إن الضربات عطلت نحو نصف منظومة الطاقة الأوكرانية، ما قد تنجم عنه أزمة إنسانية محتملة في الشتاء.
وحذر كولين كال، وكيل وزارة الدفاع للسياسات، من أن موسكو تأمل أيضا في استنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية التي منعت الجيش الروسي حتى الآن من تحقيق الهيمنة على الأجواء الأوكرانية.
وقال كال للصحفيين خلال رحلة إلى الشرق الأوسط "إنهم في الحقيقة يحاولون إرباك وإجهاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية".
وأضاف "نحن نعرف نظرية النصر الروسية، وملتزمون بضمان ألا تثمر وذلك من خلال ضمان حصول الأوكرانيين على ما يحتاجون إليه لتظل دفاعاتهم الجوية قوية".
وعقب غزو روسيا أوكرانيا يوم 24 فبراير شباط، توقع الخبراء العسكريون الغربيون على نطاق واسع أن يحاول الجيش الروسي تدمير القوات الجوية والدفاعات الجوية الأوكرانية على الفور. وذلك هو العنصر الأساسي في الاستراتيجية العسكرية الحديثة، إذ يسمح بتقديم دعم أفضل للقوات البرية المتقدمة.
وبدلا من ذلك، استطاعت القوات الأوكرانية التي تملك صواريخ أرض-جو ودفاعات جوية أخرى تهديد الطائرات الروسية وظلت الهيمنة على الأجواء الأوكرانية في حالة تنازع حتى هذه اللحظة.
وكان الفشل الذريع في وقت مبكر عنصرا جوهريا في مشكلات روسيا في أوكرانيا، إذ تواصل روسيا الضغط لإكمال غزوها الذي يعاني من إخفاقات، متكبدة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري.
وقال كال "أظن أن من بين الأمور التي مثلت أكبر مفاجآت للروس قوة الدفاعات الجوية الأوكرانية منذ بداية هذا الصراع".
وأضاف "السبب إلى حد بعيد هو براعة الأوكرانيين وذكاؤهم في إبقاء أنظمة دفاعاتهم الجوية فعالة... وأيضا لأن الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء الآخرين قدموا قدرا هائلا من الدعم".
وركز لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي الأسبوع الماضي على إمدادات الدفاعات الجوية إلى أوكرانيا في اجتماع عبر الإنترنت عقده من البنتاجون. ويقدم حلفاء أوكرانيا كل شيء تقريبا، من الأنظمة العتيقة من فترة الاتحاد السوفييتي إلى الأنظمة الغربية الأكثر حداثة.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فيشمل هذا أنظمة الدفاعات الجوية ناسامز المقدمة حديثا لكييف والتي يقول عنها البنتاجون إنها حققت حتى الآن معدل نجاح بنسبة 100 بالمئة في اعتراض الصواريخ الروسية.
وقال كال "كنا ننقل الأوكرانيين إلى العتاد القياسي لحلف شمال الأطلسي على نحو شامل. ولكن أقلها لا يشمل أنظمة دفاع جوي مثل ناسام".
وقدمت الولايات المتحدة إلى أوكرانيا أكثر من 1400 من أنظمة ستينجر المضادة للطائرات بالإضافة إلى مضادات المدفعية ورادارات المراقبة الجوية ورصد قذائف المدفعية.