دبي (رويترز) - ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن السلطات غيرت مسار رحلة جوية كانت متجهة إلى دبي يوم الاثنين لمنع زوجة وابنة القائد السابق للمنتخب الإيراني لكرة القدم علي دائي، وهو من الداعمين للاحتجاجات، من مغادرة البلاد.
كما قالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين إن اعتقال مواطنين على صلة ببريطانيا يشير إلى "الدور المدمر" للندن في الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتتهم إيران دولا غربية وإسرائيل والسعودية بتأجيج الاضطرابات خلال الاحتجاجات التي شارك فيها أفراد من كافة أطياف المجتمع والتي تشكل أقوى تحد لرجال الدين الحاكمين في البلاد منذ الثورة الإسلامية في 1979.
ويعتمد المحتجون بقوة في تنظيم المظاهرات ونشر أخبارها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحاول الحكومة حجبها.
ومن الخدمات التي يمكن أن تساعد الإيرانيين في مراوغة قيود الإنترنت، ستارلينك، وهي خدمة إنترنت بنطاق عريض عبر الأقمار الصناعية تشغلها شركة سبيس إكس التي يمتلكها إيلون ماسك.
وقال ماسك يوم الاثنين إن شركته تقترب من حيازة 100 جهاز ستارلينك يعمل داخل إيران.
في غضون ذلك، قال القضاء الإيراني إن زوجة دائي مُنعت من السفر إلى الخارج بعد أن أمرت السلطات الطائرة التي كانت تستقلها، والتابعة لشركة ماهان إير، من استكمال رحلتها لدبي وأمرتها بالهبوط في جزيرة كيش الإيرانية في الخليج.
وقال دائي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية "لا أعلم حقا سببا لذلك. هل أرادوا القبض على إرهابي؟"
وأغلقت السلطات هذا الشهر متجرا للحلي ومطعما يمتلكهما دائي بعد دعمه للاحتجاجات على وسائل للتواصل الاجتماعي.
وخرجت الاحتجاجات بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر أيلول وهي رهن احتجاز شركة الأخلاق لارتدائها "ملابس غير لائقة" وفقا للقواعد الصارمة التي تفرضها إيران على ملبس النساء.
ورافق ما قالته طهران عن تورط أجنبي في الاحتجاجات، حملة اعتقالات لعشرات من مزدوجي الجنسية في إطار تصريحات رسمية هدفها تحويل المسؤولية بعيدا عن القيادة الإيرانية.
وردا على طلب من أحد الصحفيين للتعليق على إعلان طهران يوم الأحد اعتقال سبعة على صلة ببريطانيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني "لعبت بعض الدول، وخاصة الدولة التي ذكرتَها، دورا غير بناء فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في إيران".
وأضاف "كان دورها مدمرا للغاية وحرض على أعمال الشغب".
وقال الحرس الثوري الإيراني يوم الأحد إن السبعة، وبعضهم يحملون جنسيات مزدوجة، اعتُقلوا على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تهز البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات من السلطات الإيرانية حول تقارير اعتقال مواطنين إيرانيين يحملون الجنسية البريطانية.
وقال كنعاني إن طهران أخطرت حكومات المحتجزين وأبلغتها "بجرائمهم". وقال إن طهران سمحت للمحتجزين بالتواصل مع أسرهم في عطلة عيد الميلاد "لأسباب إنسانية".
وبينما تقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن نحو 18500 شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات، يقول مسؤولون حكوميون إن أغلبهم خرجوا من الحبس. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المدعي العام للعاصمة طهران قوله يوم الاثنين إن 83 بالمئة ممن اعتقلوا في العاصمة تم الإفراج عنهم.
وبخلاف الاعتقالات، فرضت السلطات حظرا على السفر على عشرات من الفنانين والمحامين والصحفيين والمشاهير بسبب دعمهم للاحتجاجات.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إنه حتى تاريخ 25 ديسمبر كانون الأول، قتل 507 محتجين في الاضطرابات بينهم 69 قاصرا. وأضافت أن 66 فردا من قوات الأمن قُتلوا أيضا. ويُعتقد أن السلطات اعتقلت ما يصل إلى 18516 محتجا.
وواصلت العملة الإيرانية التراجع لمستويات انخفاض قياسية مع معاناة المواطنين من تبعات معدل تضخم رسمي سجل نحو 50 بالمئة إذ يحاولون شراء الدولار وعملات أجنبية أخرى وذهب في محاولة لحماية مدخراتهم وسط الاضطرابات التي تشهدها البلاد.
وفي سوق غير رسمية للصرافة تم بيع الدولار بأعلى مستوى على الإطلاق مقابل 415400 ريال يوم الاثنين ارتفاعا من 410 آلاف يوم الأحد وذلك وفقا لموقع بونباست.كوم لأسعار صرف العملات.
وخسرت العملة الإيرانية المحلية نحو 24 بالمئة من قيمتها منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء البلاد في سبتمبر أيلول.