الطفرة الاقتصادية في أفريقيا لم تعد اسطورة بل حقيقة.
على مدى ثلاثة أيام، المناقشات التي دارت في مندى نيويورك – أفريقيا تحدثت عن هذا النموذج الجديد. الأرض التي كانت تعد فوضى اصبحت نموذجا جديدا من التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
لقد حان الوقت للحديث عن افريقيا بروح من التفاؤل. هذه القارة يبلغ عدد سكانها اكثر من مليار نسمة، البنك الدولي يؤكد ان جنوب الصحراء الأفريقية ستكون المنطقة الوحيدة التي سيتسارع نموها في عام 2012 مع ارتفاع الناتج الإجمالي بنسبة 5.5٪. خلال العقد الماضي، ست دول افريقية كانت من بين الدول العشر الكبار التي شهدت أسرع نمو. انها تتنافس مع آسيا.
800 شخص جاءوا الى ليبرفيل، في الغابون حيث اجتمع قادة الرأي الدولي والأعمال التجارية والاقتصاد والسياسة بدعوة من منتدى نيويورك-افريقيا . انه الأول من نوعه.
جان بينغ . رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي يقول : “حين ترى اشخاصاً بحس تجاري امثال جورج سوروس الذي شعروفي وقت مبكر جداً بآسيا وماليزيا، القدوم الى افريقيا لإنشاء المشاريع هذا يعني انهم يشعرون بأن هذه الحركة ستستمر “.
ديفاراجان. كبير الاقتصاديين في البنك الدولي يقول:” معدل النمو هذا المرتفع والمتسارع، أعطى نتائج للحد من الفقر. للمرة الأولى، عدد الفقراء بدأ بالانخفاض. بين عامي 2005 و 2008، تسعة ملايين أفريقي خرجوا من دائرة الفقر وهذا يمثل عدد سكان البنين” .
كيف يمكن الحفاظ على هذا الأداء الجيد؟ المتحدثون وجهوا دعوة الى الدول لمواصلة المسيرة مع سياسات اقتصادية حذرة تجذب مجموعة واسعة من المستثمرين. هناك مشكلة أخرى هي البنية التحتية. كالجسور بين نهرين حيث لا بد من تعزيزها لتحسين تدفق السلع والأشخاص. وأخيرا، من الضروري مواصلة تحسين الأمن والحكم الرشيد.
“آريان دي روتشيلد. الرئيسة التنفيذية لشركة روتشيلد تقول:” العمل على جذب انواع مختلفة من المستثمرين أمر جيد لأنه يساعد على امكانية طلب تحسين ادارة البلد. وكذلك، ارتفاع عدد المهاجرين إلى المدن بتحسن الحالة الاقتصادية التي نأمل ان تستمر بالتحسن.”
التطور يعمل على زيادة عدم المساواة. لذلك على أفريقيا المعروفة بالتضامن أن ترسم طريقها من خلال دعم الأكثر ضعفاً ، كتحسين وضع المرأة . انها نتيجة طبيعية للتنمية الاقتصادية والتي ستكون مثالا يحتذى به لأنه سيعمل على تقييم رأس المال البشري.
“ النساء تعملن أكثر. اعتقد ان التظامن بينهن والتخطيط الأفضل للنشاطات إضافة الى توفير الوسائل اللازمة للتحرك في القارة، الطفرة الاقتصادية في أفريقيا ستتحق. “
فيسكس رومو تقول:
“هناك حكاية الرجل الذي اسس أول شركة وطنية للبترول في نيجيريا، المشروع الذي اصبح بملايين الدولارات ، عند سماع قصص نجاح كهذه أو عن مشاريع نمت وتطورت من قبل افريقيين في سيراليون او في نيجيريا او في اريتريا أو في اي امكان آخر في القارة ، هذا يعزز الثقة في إمكانية نجاحنا وإمكانية ان تصبح الأحلام حقيقة واقعة “.
أفريقيا تنمو أيضا لأنها تعتمد على جيل جديد من رجال الأعمال. تم تدريبهم في الخارج. ولربما اكثر من اللازم .
من الضروري اضفاء الطابع المهني للتعليم في قلب القارة ليتمكن المصممون والمقاولون والمطورون من البقاء فيها. مثال على هذا فيرون مونكو ، الكونغولي الذي وزع لوحته الرقمية في انحاء أوروبا والذي يؤكد على ان:” أفريقيا هي القارة الوحيدة في العالم التي يمكن تحقيق نموا من 4 أرقام في القطاع التكنلوجي، وعندما يكون لديك هذا فاننا نعلم أن هذا سيستمر. انني اؤمن بهذا واعلم أن كثيرين آخرين يؤمنون به ايضاً.، ليس في قطاع التكنولوجيا فقط، ولكن في جميع القطاعات. نرى الشباب الذين بدأوا الاستثمار في مشاريع جيدة في بلدهم ، اعتقد ان هذا شيء رائع. “
على مدى ثلاثة أيام، المناقشات التي دارت في مندى نيويورك- أفريقيا تحدثت عن هذا النموذج الجديد.
نلتقيكم العام المقبل، هنا في ليبرفيل، لنشاهد ان الأرض التي كان ينظر اليها على انها أرض من الفوضى اصبحت نموذجا جديدا من التطور“الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.”