دبي (رويترز) - قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، إنه سيركز عملية صنع السياسات بشكل أكبر لضمان نجاح مساعيه لتنويع موارد الاقتصاد.
وأضاف في مقابلة بثها التلفزيون السعودي في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء أن المملكة أسست مكتبا للميزانية لتولي مهمة وضع ميزانية الدولة بدلا من وزارة المالية، وستطلق بنهاية العام مكتبا جديدا للسياسات.
وقال "السياسات اليوم تُترجم من خلال اللجان، ولكن مستقبلا من خلال مكتب متخصص سينشأ آخر هذه السنة، وتحول إلى أوامر للوزارات بتنفيذ الإستراتيجية المعدة بدور ومستهدف واضح لكل وزارة".
تأتي تلك الخطوات استمرارا لجهود تحويل قرارات السياسة بعيدا عن المؤسسات التقليدية مثل وزارة المالية والبنك المركزي، وهو تحول بدأ بتأسيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يترأسه الأمير بعد أن تولى والده الملك سلمان الحكم في 2015.
أصبح الأمير محمد وليا للعهد في 2017 في انقلاب قصر أطاح بمن كان يسبقه في ترتيب ولاية العرش، وأحكم قبضته على مقاليد السلطة في أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.
يشغل ولي العهد أيضا منصب وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى لشركة أرامكو النفطية العملاقة المملوكة للدولة، ويترأس كذلك صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي للمملكة والأداة الأساسية في مساعيه لتنويع الاقتصاد.
وقالت كارين يونج، الباحثة بمعهد إنتربرايز الأمريكي، "دور الدولة يتسع في إطار أهداف التنويع، وهو ما ينطوي على بعض التناقض لكنه مؤشر أيضا على تحمل الحكومة للمسؤولية وتقديمها الخدمات".
وتابعت "بالنسبة لوزارة المالية، يبدو الأمر انتزاعا لبعض مدخلات السياسات، خاصة مع إيقاف النقاش بشأن فرض مزيد من الضرائب".
وقال ولي العهد في المقابلة إنه ليس لدى المملكة أي خطط لسن ضريبة على الدخل وإن قرار يوليو تموز بزيادة ضريبة القيمة المضافة إلى 15 بالمئة هو قرار مؤقت.
جاءت تصريحات الأمير بمناسبة الذكرى الخامسة لإطلاق رؤية 2030، وهو برنامج يهدف للحد من اعتماد الاقتصاد على إيرادات النفط وجذب الاستثمار الأجنبي لإقامة قطاعات جديدة وتوفير فرص للعمل.
وقال الأمير محمد إن مركز الدولة قبل تولي الملك سلمان الحكم كان ضعيفا وكانت الوزارات متفرقة دون أن تكون هناك سياسة عامة.
وقال "بدون مركز دولة قوي يضع سياسات وإستراتيجيات ويوائمها بين الجهات ويعطي لكل وزارة دورا مطلوبا منها لتنفيذه، لا يتحقق شيء".
(تغطية صحفية غيداء غنطوس وديفيد باربوشيا; إعداد دعاء محمد للنشرة العربية; تحرير أحمد إلهامي)