دفاعا عن المناخ.. السعودية تكثر زراعة شجرة الغضا التي تتحمل الجفاف

دفاعا عن المناخ.. السعودية تكثر زراعة شجرة الغضا التي تتحمل الجفاف
Copyright 
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من محمد بن منصور

عنيزة (السعودية) (رويترز) - في الوقت الذي يجتاح فيه الجفاف منطقة الشرق الأوسط، يرى الناشط البيئي السعودي عبدالله العبدالجبار جانبا مضيئا للصحاري.. إنه شجرة الغضا التي لا تنتج بذورا إلا حين تصبح أكثر جفافا، فيما يفُسح المجال للإكثار من زراعتها في صحراء القصيم الشاسعة بالمملكة.

وعلى مدى قرون وفرت ملايين من هذه الأشجار الحطب وعلف الحيوانات والراحة من حرارة الصحراء للبدو أسلاف السعوديين المعاصرين.

وتعمل جذور هذه الشجرة على تماسك الرمال حولها مما يساعد على الحد من العواصف الرملية.

وقال عبد الجبار، نائب رئيس جمعية غضا البيئية، إن الجمعية تعتزم زراعة 250 ألفا من هذه الأشجار هذا العام في عُنيزة بوسط منطقة القصيم.

وأضاف "هذا الغضا إرث عنيزة ورمز عنيزة... فوائد الغضا عندنا إنه يثبت الرمال".

وتأتي زراعة أشجار الغضا في إطار مبادرة خضراء للحكومة السعودية تستهدف تقليل انبعاثات الكربون والتلوث وتدهور التربة.

وتستهدف المملكة زراعة عشرة مليارات شجرة خلال العقود المقبلة في إطار حملة طموح كشف عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، العام الماضي. كما تعتزم الرياض أيضا العمل مع دول عربية أخرى لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في أنحاء الشرق الأوسط.

وتعاني دول كثيرة في الشرق الأوسط من درجات الحرارة المرتفعة وفترات الجفاف الأطول والأكثر تكرارا، وهو ما يضغط على إمدادات المياه وإنتاج الغذاء.

ويمكن لشجرة الغضا أن تعيش شهورا دون قطرة ماء وتزدهر في البيئات القاسية بشكل خاص حيث قد ترتفع درجات الحرارة إلى 58 درجة مئوية. ومنطقة الخليج من أشد المناطق حرارة على سطح الأرض.

وسجلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية متنزهات الغضا بعنيزة العام الماضي كأكبر حديقة نباتية في العالم لأشجار الغضا. وتغطي المتنزهات مساحة 172 كيلومترا مربعا.

وفي زيارة في الآونة الأخيرة بدت مساحات أشجار الغضا ممتدة عبر الأفق لتبث الحياة في الصحراء مع هبوب الرياح من خلال أوراقها التي تشبه الإبر.

وبينما يسير في المتنزهات ممسكا بشهادة جينيس في يديه، قال ماجد السليم، رئيس مجلس إدارة جمعية غضا البيئية "شجرة الغضا الحقيقة فيها مميزات كثيرة، أهمها أنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء.

"لذلك اهتم أهالي عنيزة بهذه الشجرة لتكون حقيقة رمزا بيئيا لهذه المحافظة".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"ترجمة الضوء إلى صوت"..تكنولوجيا جديدة تسمح للمكفوفين بسماع كسوف الشمس الكلي خلال أيام

بعد تجارب على قرود.. إيلون ماسك يكشف عن شرائح دماغية تُعيد البصر للمكفوفين

شنغهاي: تيم كوك يدشن أكبر متجر لأبل في أسيا