من جلوريا ديكي ومي شمس الدين
شرم الشيخ (مصر) 9 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - نظم عدد من النشطاء الشباب وجماعات المجتمع المدني تجمعات صغيرة وغير منظمة يوم الأربعاء على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب27) التي تستمر أسبوعين في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر.
لم يستمر أي من هذه التجمعات أكثر من بضع ساعات، بل وتفرق بعضها بعد أقل من ساعة.
وقالت زوكيسوا وايت (29 عاما)، وهي ناشطة من جنوب أفريقيا تنادي بالمساواة بين الجنسين في سياسة المناخ، "لم يعد هناك وقت للاستمرار في القدوم إلى مؤتمرات كوب للاحتجاج، خاصة مع قدوم الوفود على متن طائرات خاصة برعاية شركات مثل كوكا كولا وغيرها. نحن بتنا نتفادى مناقشة قضية خطيرة وملحة للغاية بشكل مباشر".
وكانت وايت قد نظمت هي ونحو 50 آخرين تجمعا وجيزا في منطقة مكشوفة داخل مركز المؤتمرات يوم الأربعاء.
وهتف الحاضرون "ادفعوا تعويضات!" في الوقت الذي تجمع فيه أعضاء الوفود لمشاهدتهم.
وقالت وايت "نحاول احترام اللوائح والقيود التنظيمية لمؤتمر كوب. لكننا نريد أيضا أن نوضح أن هذا موقع للمشاركة الحقيقية، ولكي تكون هذه المشاركة هادفة وفعالة، نحن بحاجة كذلك إلى أن يكون صوتنا مسموعا".
وقبل المؤتمر، عبر نشطاء عن قلقهم من أن أصواتهم قد يتم تكميمها في المنتجع السياحي الخاضع لحراسة مشددة في مصر، حيث يتم حظر المظاهرات العامة فعليا ويواجه النشطاء صعوبة في العمل بشكل قانوني وسط حملة واسعة النطاق على المعارضة السياسية.
وقالت مصر إنها ستسمح بالاحتجاجات داخل مناطق مخصصة في كوب27.
وذكرت وايت أن المنظمات المدنية عملت بجد طوال العام الذي سبق القمة لضمان إدراج قضية تعويض الدول الفقيرة عن الخسائر والأضرار التي لحقت بها بسبب الكوارث الناتجة عن تغير المناخ، مثل الفيضانات أو حرائق الغابات، في جدول أعمالها.
وأضافت "نحن نشدد هذا العام على فكرة أن تمويل المناخ لم يعد عملا خيريا... بل أمرا واجبا على أساس الإنصاف والعدالة. نحن لم نعد نطلب التمويل، بل نقول ببساطة: حان وقت السداد".
ولفت أحد المنظمين الانتباه إلى أن الفيضانات التي سببتها الأمطار في نيجيريا أودت بحياة مئات الأشخاص في الأشهر الأخيرة.
وقال جون باكي، نائب المدير التنفيذي للبرنامج البيئي للمرأة "هل يمكن لصندوق التكيف أن يدفع ثمن ذلك؟ هل يمكن لصندوق التكيف أن يدفع ثمن البنية التحتية المتضررة أو المزارع وسبل العيش التي دُمرت؟ لا ...لا يمكنه دفع ثمن ذلك".
وتوجت ضغوط الدول النامية أخيرا بوضع قضية تعويضات الخسائر والأضرار على جدول أعمال المؤتمر لأول مرة في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ.
وفي تجمع صغير آخر، طالب حوالي 20 متظاهرا بوضع حد لاستخدام الوقود الأحفوري، مرددين هتافات "ماذا نريد؟ العدالة المناخية... متى نريدها؟ الآن!"
وقال الناشط الشاب لاكي أبينج من التحالف الأفريقي للعدالة المناخية إن المجموعة تريد من قادة العالم أن يأخذوا مسألة التمويل على محمل الجد.
وأضاف "تمويل التكيف وكذلك أنشطة مكافحة تغير المناخ في أفريقيا هو أمر غير قابل للتفاوض... فمستقبلنا نحن الشباب على المحك".
وفي وقت سابق يوم الأربعاء خارج المقر الرئيسي للقمة، وتحديدا في "المنطقة الخضراء" التي أقيمت لتكون بمثابة منصة لمجتمع الأعمال والشباب وجماعات المجتمع المدني، اصطف 32 طالبا أمام الكاميرات يحملون لافتات حول تسبب تغير المناخ في تدمير الشعاب المرجانية، وهي عامل جذب رئيسي لشرم الشيخ حيث يُعقد المؤتمر.