من جلوريا ديكل ومي شمس الدين
شرم الشيخ (مصر) 16 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - كانت مطاردة ناشطة المناخ الهندية ليكيبريا كانجوجام البالغة من العمر 11 عاما لوزير المناخ البريطاني زاك جولدسميث بالأسئلة عن مصير نشطاء المناخ المحتجزين في بلاده أحد أكثر اللحظات إثارة للاهتمام في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 27) في مصر حتى الآن.
وقالت لرويترز في وقت لاحق "علينا محاسبة الساسة على قراراتهم".
ووسط حشود من الرجال والنساء في المؤتمر المقام بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، سافر أطفال صغار من جميع أنحاء العالم لمطالبة القادة والمسؤولين الكبار باتخاذ إجراءات لحماية مستقبلهم. ورغم أنهم صغار بمعيار السن، فقد كانت أصواتهم بين أعلى الأصوات في حركة العمل المناخي.
قالت كانجوجام "سيفقد الكثير من الأطفال مستقبلهم الجميل.. جيلي بالفعل ضحية لأزمة المناخ. لا أريد أن تواجه المزيد من الأجيال التالية العواقب نفسها".
أظهرت لقطات جولدسميث وهو يبتسم غير مصدق عندما أخبرته بعمرها، ثم يبتعد، لكنها طاردته بإصرار حتى وجد مخرجا من مبنى المؤتمرات.
ولدت كانجوجام في عام 2011، بعد عامين من اتفاق الدول الغنية لأول مرة على خطط لتوجيه ما يصل إلى 100 مليار دولار سنويا إلى الدول الفقيرة بحلول عام 2020. وقد تراجع هذا الهدف، مثل العديد من الأهداف الأخرى، خلال حياتها، ولن يتحقق حتى العام المقبل.
وعانت دول مثل الهند في هذه الأثناء. ففي عامي 2018 و2019، تعرضت ولاية أوديشا، التي كانت تعيش فيها كانجوجام، للدمار بسبب إعصاري تيتلي وفاني الناجمين عن تغير المناخ.
وبعد فترة وجيزة، انتقلت كانجوجام إلى نيودلهي حيث "عمت الفوضى حياتها تماما بسبب زيادة مستويات تلوث الهواء وموجات الحر".
واليوم أصبحت كانجوجام مؤسسة لما يعرف باسم "حركة الأطفال" التي تناضل من أجل العدالة المناخية. وتأتي مشاركتها على غرار الناشطة الشابة البارزة جريتا تونبرج، البالغة من العمر الآن 19 عاما، والتي قادت إضرابات مدرسية في السويد للمطالبة باتخاذ إجراءات.
ولم تشارك تونبرج في محادثات شرم الشيخ.
* تغير المناخ والتعليم
لم تكن كانجوجام هي الوحيدة من الأطفال المشاركين في (كوب27) التي تأمل أن يتعرف المندوبون على المصاعب التي يعاني منها الجيلان (زد) و(ألفا)، وهم الذين ولدوا في الفترة من 1996 إلى 2024.
يقول منظمون إنه تم توجيه قدر أكبر من الاهتمام للأطفال في القمة، بتعيين مبعوث للشباب وتخصيص جناح للأطفال والشباب في المؤتمر.
جاء مصطفى، وهو صبي يبلغ من العمر 12 عاما من مدينة المنيا بصعيد مصر إلى كوب27 مع منظمة إنقاذ الأطفال غير الهادفة للربح.
وقال "تهطل على قريتنا أمطار غزيرة جدا في الشتاء"، مضيفا أن الوحل يكسو الشوارع وتنقطع الكهرباء ويلف البلدة الظلام. وأشار إلى أنه في كثير من الأحيان يواجه صعوبات في الوصول إلى المدرسة.
وأظهر استطلاع أجرته منظمة أنقذوا الأطفال على 54 ألف طفل في أكتوبر تشرين الأول أن 83 في المئة من الأطفال في 15 دولة قالوا إنهم يعانون من آثار تغير المناخ أو عدم المساواة أو من كليهما.
وقال مصطفى "أرى أن تغير المناخ يؤثر على التعليم. عندما يحدث شيء من هذا القبيل، لا نذهب إلى المدرسة. لا يمكننا حتى المذاكرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي".
بالنسبة لآخرين، تشكل الحرارة تهديدا أكبر. وقالت مريم، وهي فتاة تبلغ من العمر 16 عاما من القاهرة، لرويترز إنها تعاني من الإرهاق بسبب الحرارة خلال الصيف حيث تقترب درجات الحرارة عادة من 40 درجة مئوية.
وأضافت "أنا دائما أشعر بالتعب والدوار.. في بعض الأحيان لم أستطع الذهاب إلى المدرسة وتغيبت عن العديد من الحصص المهمة".
وقال كل من مصطفى ومريم إنهما يريدان أن يستمع قادة العالم إلى الأطفال ويتخذوا إجراءات للحد من تغير المناخ.