أثار الأزمة الاقتصادية على قطاع التعليم في أوروبا

أثار الأزمة الاقتصادية على قطاع التعليم في أوروبا
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الأزمة الاقتصادية الأوروبية ألقت بظلالها على قطاع التعليم في القارة، التدابير التقشفية التي فرضتها الدول الأوروبية على مؤسساتها العمومية والتكاليف الباهظة للدراسة في المعاهد الخاصة بالإضافة إلى الهجرة الجماعية للطلاب إلى الخارج هي من مظاهر هذه الأزمة.

إسبانيا، هجرة الأدمغة

نصف شباب إسبانيا يعاني من البطالة، شباب أصبح همه الوحيد الهجرة إلى الخارج للبحث عن العمل، فهل هي هجرة للأدمغة؟

نسبة البطالة في إسبانيا تعدت الخمسة والعشرين بالمائة، ما دفع بالعديد من خريجي الجامعات والمعاهد إلى استئناف الدراسة في غياب فرص العمل. فعلى سبيل المقارنة نسبة الشباب العاطل عن العمل في إسبانيا تعدت الثلاثة والخمسين بالمائة في الوقت الذي لا تتجاوز فيه هذه النسبة السبعة بالمائة في ألمانيا.

عميد جامعة فالنسيا خوان إيغوال يدق ناقوس الخطر: “ المشكلة لا تتمثل في المواهب التي تتخرج من الجامعات على المدى القصير، بل في هجرتها إلى الدول التي تمتلك نظاما إقتصاديا أفضل وأقوى، إذا فشلنا في تهيئة الظروف من أجل إنعاش إقتصاد البلاد، وإيجاد نظام قوي للإبقاء على هذه المواهب هنا في إسبانيا، فالأمر حينها سيصبح مثيرا للقلق “

إسبانيا المثقلة بتداعيات الأزمة الاقتصادية لم تعد قادرة حتى على الاحتفاظ بالمواهب الشابة، هذه المواهب التي كانت في الوقت ليس بالبعيد تحج إليها قادمة من كل أنحاء العالم.

اليونان، ثمن التقشف

عندما تصبح الحياة صعبة يهاجر الناس خارج أوطانهم، أما في قطاع التربية فالهجرة تتمثل في الانتقال من المدارس الخاصة إلى المؤسسات التعليمية الحكومية، انتقال أصبح يهدد النظام التعليمي في اليونان بشكل كبير.

الدخول المدرسي هذه السنة في اليونان شهد موجات غضب وإضرابات عديدة بسبب الإجراءات التقشفية الجديدة التي فرضتها الحكومة اليونانية على قطاع التعليم جراء الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ العام ألفين وعشرة . المؤسسات التعليمية الخاصة أصبحت اليوم حكرا على الطبقة الغنية فقط في اليونان.

مدير إحدى المدارس الخاصة يقول: “ الأزمة الاقتصادية أثرت بصورة كبيرة على المدارس الخاصة التي فقدت أكثر من عشرين بالمائة من التسجيلات في أقسام السنة الأولى وحتى في الأقسام الأخرى. المدارس الخاصة تعاني اليوم من نزيف كبير بسبب انتقال التلاميذ إلى الدراسة في المدارس الحكومية وأحيانا في منتصف السنة الدراسية”

الإجراءات التقشفية في اليونان تهدد اليوم قطاع التعليم المثقل بالمشاكل والأزمات.

البرتغال، جنة اسمها البرازيل

البرتغال تشهد أيضا زيادة في هجرة مواطنيها إلى الخارج، الآلاف من البرتغاليين هاجروا أو ينوون الهجرة إلى المستعمرات البرتغالية السابقة للبحث عن فرص عمل، عدد كبير من المعلمين العاطلين عن العمل انتقلوا للعيش في البرازيل حيث الرواتب تتعدى بكثير تلك التي يتقاضونها في البرتغال.

جواوو مرغيلياو الذي يبلغ من العمر إثنين وثلاثين عاما هو الأستاذ البرتغالي الوحيد الذي تم اختياره للتدريس في كلية ساو باولو للاقتصاد، إحدى أكثر الكليات شهرة في البلاد . منصب يفتخر به كثيرا خاصة وأنه جاء بعد سنوات طويلة قضاها في البحث عن وظيفة عمل في بلده الأصلي البرتغال.

حياة جواوو في البرازيل لا تختلف كثيرا عن تلك التي كان يعيشها في البرتغال، فاللغة المشتركة بين البلدين ساعدته للتأقلم بسرعة في موطن هجرته رغم حنينه للأهل و الأصدقاء.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: متحف الأضواء في مدريد ... مساحة مبتكرة بتجارب غامرة

رغم المطر والجو العاصف.. مواكب دينية في إشبيلية تحتفل بأحد الشعانين

احتجاج "التظاهر بالموت" في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على قطاع غزة