Newsletterرسالة إخباريةEventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

الحرب العالمية الاولى كارثة اعادت رسم خارطة العالم في القرن العشرين

الحرب العالمية الاولى كارثة اعادت رسم خارطة العالم في القرن العشرين
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

“المانيا ستدفع الثمن”, تلك اللازمة الفرنسية التي تقع في صلب معاهدة فرساي تلخص اوهام المنتصرين حول وضع اوروبا عند الخروج من الحرب العالمية الاولى, متجاهلين الانهيار السياسي والاقتصادي والاخلاقي لقارة كانت تهيمن على العالم منذ قرون. وهذا التغاضي عن واقع حال اوروبا سيكون ثمنه النزاعات العنيفة والايديولوجيات القاتلة التي ستجتاح العالم طوال القرن العشرين, بدءا بالحرب العالمية الثانية, ووصولا الى النزاعات الاستعمارية وكل مواجهات الحرب الباردة. وكتب المؤرخ بيار ميكيل في “الحرب الكبرى” ان حرب 14-18 “آخر حروب القرن التاسع عشر” بما تحمله من مطالب وطنية وخصومات, ادت الى “تفاقم القوميات ازاء الحرب الفاشلة, المنقوصة والخاسرة” وهي نزعات قومية ستجعل من “الحرب الكبرى مقدمة للنزاع الاخر الذي وقع بعد عشرين عاما”. كما نجد تلك الجملة الملفتة بفظاعتها ووضوحها للماريشال فوش الذي وصف معاهدة فرساي بانها ليست “سلاما بل هدنة لعشرين عاما”. وعند انتهاء الحرب العالمية الاولى, كانت الشعوب الاوروبية منهكة وانتشرت النزعات الثورية في 1919 مستلهمة النموذج الروسي, ولا سيما في المانيا والمجر. غير ان هذه المحاولات فشلت وتم قمعها بشدة, كما جرى قمع حركات الاضراب التي شهدتها دول مثل فرنسا وايطاليا, فيما نجحت روسيا البلشفية في ارساء سلطتها بعد حرب اهلية قاسية, قبل ان تتحول الى نظام مستبد لا يرحم بزعامة ستالين. واستقطب الاتحاد السوفياتي قسما من العالم في مواجهة مع الولايات المتحدة ليدخل العالم بعد الحرب العالمية الثانية حقبة الحرب الباردة التي استمرت نصف قرن. لكن تبقى معاهدة فرساي الموقعة في 28 حزيران/يونيو 1919 العامل الاساسي على المدى القريب الذي سيتسبب بالتدهور من جديد, لما كان لها من عواقب وخيمة من خلال وصم المانيا اخلاقيا واقتصاديا. “المانيا ستدفع الثمن” كان المطلب الفرنسي الوحيد وحدد مؤتمر لندن عام 1921 ب132 مليار مارك رايخ قيمة “التعويضات” المترتبة للحلفاء, وبشكل اساسي لفرنسا. وندد الالمان ب“فرض املاءات” تبين لاحقا انهم غير قادرين على الوفاء بموجباتهم. ولارغامهم على دفع المستحقات, احتلت القوات الفرنسية في 1923 حوض الرور ما اغرق البلاد في المزيد من الفوضى الاقتصادية والتضخم المتفاقم واجج خصوصا الاحقاد والضغينة. ووجد شخص مثير للفتن غير معروف انذاك يدعى آدولف هتلر في هذه الظروف تربة خصبة مكنته من الوصول الى السلطة بعد عشر سنوات, قبل ان يشعل في العقد التالي حربا مدمرة جديدة التهمت اوروبا بهدف إقامة رايخ ثالث نازي يفترض ان يضمن هيمنة المانيا على القارة لالف عام. ومن الجانب الاخر من جبال الالب, انجرفت ايطاليا ايضا بقيادة الفاشي بينيتو موسوليني في احلام الثأر والعظمة الدامية ذاتها, في حين ارست الحرب في المقابل نزعة مسالمة في فرنسا وبريطانيا تفسر شلل الديموقراطيات الاوروبية وتقاعسها امام هتلر. وتخطت معاهدات السلام حدود المانيا لتعيد رسم خارطة اوروبا والشرق الاوسط, فقسمت الامبراطوريات المهزومة وزرعت بذور نزاعات قادمة بانشائها بلدان ورسمها حدودا جديدة, من دول البلطيق الى تركيا, مرورا بيوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا. وتم تفتيت الامبراطورية العثمانية التي كانت تحتضر منذ القرن التاسع عشر لحساب الدول المنتصرة, فيما ادت الوعود البريطانية المتناقضة لكل من العرب واليهود الى زرع بذور النزاع الاسرائيلي الفلسطيني المقبل. وان كانت المكانة السياسية للدولتين المنتصرتين الرئيسيتين فرنسا وبريطانيا تبدو في اوجها عام 1919, الا انها قلما تخفي صعود الولايات المتحدة الاميركية وتزايد نفوذها في العالم وقد رسخت خلال العقود التالية موقعها كاول قوة اقتصادية ثم عسكرية وسياسية في المعسكر الغربي. على الصعيد الاقتصادي, عززت الحرب في جميع انحاء العالم دور الدول بصفتها الجهة الوحيدة القادرة على ضمان التعبئة العامة للاقتصاد في المجهود الحربي, ثم اطلاق عملية اعادة الاعمار في الدول المدمرة مثل فرنسا.
وعلى الصعيد الديموغرافي ايضا, خرجت اوروبا من الحرب العالمية الاولى منهكة حيث قتل ما لا يقل عن عشرة ملايين جندي واصيب عشرون مليونا بجروح, فيما حصدت المجاعة والامراض عشرات ملايين المواطنين قضى ما بين 20 و40 مليونا منهم بالانفلونزا الاسبانية وحدها, وقتل اعداد اخرون في مجازر منهجية. وتركت الحرب في جميع بلدان القارة ايضا ملايين المعوقين والارامل والايتام ومئات الاف الازواج الذين فرقتهم المسافة وبلبلة النظام العائلي التقليدي. ولعبت النساء في كل مكان دورا اساسيا في المجهود الحربي, فتولت العمل في المصانع والحقول محل الرجال الذين ذهبوا الى الجبهة. واكتشفت العديد منهن بهذه المناسبة التحرر وحسناته, وان كن عدن بصورة عامة الى المهام المنزلية بعد تسريح الرجال من الجيوش, الا انهن حصلن على حق التصويت في العديد من الدول مثل المانيا والنمسا وبريطانيا. وكانت فرنسا الدولة الوحيدة التي لم تمنحهن هذا الحق الا بعد انتهاء الحرب العالمية التالية عام 1944. وبقيت مجازر سنوات الحرب مطبوعة الى الابد في اذهان الفنانين والمفكرين الذين ظلوا يهجسون المجازر التي شهدوها والتي اسقطت قيمهم السابقة. وانتشرت الحركة الدادائية التي ولدت اثناء الحرب ومن ثم الحركة السريالية لتعم جميع النشاطات الفنية والادبية من شعر ورسم وادب, ولا سيما في فرنسا وبلجيكا والمانيا, كأنما لتخطي الفظاعة. وفي الوقت نفسه سيطر تعطش نهم الى الحياة والاحتجاج على شبان المدن فكانت حقبة “السنوات المجنونة” في العشرينيات ونزوات الراقصة جوزيفين بيكر التي احيت ليالي الملاهي الباريسية بعروض جريئة, فيما تناسى فنانو وكتاب برلين واقعهم الكئيب في حفلات ليلية كانت تستمر حتى الفجر.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الإنفاق العسكري في أوروبا الغربية والوسطى بلغ مستويات أعلى من نهاية الحرب الباردة (تقرير)

قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أجزاء واسعة من شرق أوروبا

المؤتمر الأوروبي لليمين المتطرف يستأنف أعماله في بروكسل غداة حظره من الشرطة