كولومبيا: اتفاق سلام تاريخي ينهي عقودا من الحرب بين الحكومة ومتمردي فارك

كولومبيا: اتفاق سلام تاريخي ينهي عقودا من الحرب بين الحكومة ومتمردي فارك
بقلم:  Adel Dellal
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

اتفاق سيتم منح العفو عن الجرائم السياسية، وسيتم انشاء محاكم خاصة لمحاكمة المتمردين وعناصر الدولة المتورطين في جرائم مرتبطة بالنزاع. سلام تاريخي بين الحكومة الكولومبية ومتمرّدي القوات المسلحة الثورية ا

اعلان

لحظة تاريخية تعيشها كولومبيا مع توقيع اتفاق السلام، الذى تم التوصل إليه مع متمردى القوات المسلحة الثورية الكولومبية “فارك“، لإنهاء أكثر من نصف قرن من حرب أسفرت عن سقوط مئات آلاف الضحايا، الاتفاق سبق وأن تمّ التوصل إليه في العاصمة الكوبية هافانا في أغسطس-آب الماضي بين الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وقائد حركة التمرد الماركسية رودريغو لوندونيو المعروف باسميه الحركيين “تيموليون خيمينيز” أو “تيموشنكو”.

“لقد اتفقنا بالإجماع على إنهاء الصراع وبناء سلام مستقر ودائم، مع قناعة راسخة بأنه وفي غضون ذلك تكمن بذور التحول التي تتمناها الغالبية العظمى من الكولومبيين في كافة أرجاء البلاد“، قال رودريغو لوندونيو، “تيموشنكو“، رئيس القوات المسلحة الثورية الكولومبية.

محادثات السلام بين قادة القوات المسلحة الثورية والحكومة الكولومبية انطلقت في كوبا في نوفمبر تشرين-الثاني من العام ألفين واثني عشر، التنازلات التي يجب اعتمادها مع المتمردين والضمانات الأمنية والملاحقات القضائية كانت النقاط الرئيسية التي تناولتها المفاوضات. الأمم المتحدة لعبت دورا أساسيا في عملية السلام، وهي تواصل دون هوادة لعب هذا الدور. الرئيس الكولومبي عرض اتفاق السلام على الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.

“إنها المرة الأولى التي توضع فيها حقوق الضحايا في مركز حل الصراع. حقهم في الوصول إلى الحقيقة، إلى العدالة واصلاح الضرر وعدم تكرار ما حدث“، قال الرئيس الكولومبي.

وفقا لاتفاق السلام، ستعمل الأطراف الحكومية وقوات التمرد على توفير الأراضي والقروض والخدمات إلى المناطق الفقيرة لمساعدة السكان.

القوات المسلحة الثورية الكولومبية ستتحول إلى حزب سياسي حيث تعهدت الحكومة بتخصيص مقاعد مباشرة وموقتة في الكونغرس للحركة، وستقام دوائر خاصة للسلام في المناطق التي طالها النزاع بشكل خاص، حيث يمكن انتخاب أعضاء لا يمثلون أحزابا تقليدية.

يتوجب على السبعة آلاف مقاتل في صفوف القوات المسلحة الثورية الكولومبية إلقاء السلاح وعليهم تسليم أسلحتهم في غضون مائة وثمانين يوما، والانتقال إلى ثمان وعشرين من مناطق نزع السلاح التي تشرف عليها الأمم المتحدة. ويتلقى كل مقاتل ستمائة يورو، إضافة إلى راتب شهري لمدة سنتين، إلى غاية إدماجهم في الوظيف العمومي.

ومن المقرر أن تواصل السلطات مكافحة تهريب المخدرات لكنها ستعرض مصادر بديلة للدخل على المزارعين وبرنامجا للصحة العامة، يذكر أنّ الدفاع عن الفلاحين الفقراء وضحايا عنف الدولة وكبار ملاك الاراضي كان سبب ظهور حركة التمرد في العام أربعة وستين من القرن الماضي.

سيتم منح العفو عن الجرائم السياسية، وسيتم انشاء محاكم خاصة لمحاكمة المتمردين وعناصر الدولة المتورطين في جرائم مرتبطة بالنزاع. وفي المجموع، سيحاكم ثمانية وأربعون قاضيا، بينهم عشرة أجانب، هؤلاء الاشخاص المتورطين في جرائم خطيرة مثل عمليات خطف واغتصاب وتهجير قسري او تجنيد قاصرين.

سينظم استفتاء في الثاني من تشرين الأول-أكتوبر حول اتفاق السلام هذا، الذي سيلغى بأكمله اذا رفضه الناخبون الكولومبيون.
هذه الحرب الداخلية الأطول في أميركا اللاتينية، شاركت فيها على مر العقود حركات تمرد يسارية متطرفة وقوات شبه عسكرية يمينية متطرفة والجيش وأسفرت حسب الأرقام الرسمية عن سقوط نحو مائتين وستين ألف قتيل خمسة وأربعين ألف مفقود وسبعة ملايين مهجر. وأمام المجتمع الكولومبي الكثير من الوقت للتعافي من هذه الحرب الأهلية الطويلة…

يورونيوز:
“ينضم إلينا من روما، جياني لا بيللا من منظمة سانت إيجيديو، الحركة الإيطالية التي شاركت كوسيط في المفاوضات بين الحكومة الكولومبية وقوات فارك، أهلا بكم على يورونيوز…. شهدتم شخصيا التوقيع على الاتفاق االاثنين الماضي، وعدتم للتو من كولومبيا، كيف وجدتم الأجواء هناك؟ هل الناس يؤمنون بالاتفاق، وهل سيتمّ هذه المرة تنفيذه؟”.

جياني لا بيللا:
“ التوقيع على الاتفاق في قرطاجنة تمّ الترحيب به بحماس وبفرح كبيرين. الكولومبيين الذين ينتظرون السلام أكثر من اثنين وخمسين عاما، تابعوا حفل التوقيع في جميع أنحاء البلاد. ومع ذلك، فإن الشعور بالفرح ممزوج ببعض القلق وكثير من الناس لديهم شكوك. إنهم يريدون السلام، لكن في الوقت نفسه هم يخشون أن لا يدوم هذا السلام”.

يورونيوز:
“انتقد اليمين في كولومبيا الاتفاق بقوة، هل كان أفضل ما يمكن تحقيقه من وجهة نظركم؟

جياني لا بيللا:
“هو اتفاق معقد جدا، ويتكون من أكثر من مائتين وتسعين صفحة، وهو ما سيؤدي إلى عملية السلام. كجميع الاتفاقات، هناك حل وسط، وسيستغرق الأمر وقتا طويلا قبل تجسيد المصالحة. ولكن ما هو مهم الآن هو تحويل الاتفاق إلى حقائق ملموسة”.

يورونيوز:
“استمرت المفاوضات أربع سنوات، ومن دون شكّ كانت هناك لحظات حرجة. هل سبق لكم وأن فكرتم أنكم ستفشلون؟

جياني لا بيللا:
“أعتقد أن النقطة الأكثر أهمية هي المحادثات حول العدالة الانتقالية أي ما سيحدث لمقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية. هل سيجنون أم لا؟ كان السؤال الأكبر والمناقشات الأكثر أهمية التي استمرت عدة أشهر. وهناك الكثير من الأشخاص عملوا على إيجاد حل قانوني ومبتكر لضمان العدالة التي لن تكون عقابية فقط ولكن تضمن أيضا إعادة إدماجهم في المجتمع المدني”.

يورونيوز:
“ما الذي سيحدث في الثالث من تشرين الأول-أكتوبر؟”.

جياني لا بيللا:
“عندما تعلن الحكومة نتائج الاستفتاء، سيتم تنفيذ الاتفاق تدريجيا وفقا لجدول زمني. مقاتلو القوات المسلحة الثورية الكولومبية سينتقلون إلى بعض مناطق نزع السلاح، نوع من القرى الجديدة. سيقومون بتسليم أسلحتهم وستتم حمايتهم من أيّ أعمال انتقامية من قبل ميليشيات معترف بها من قبل الحكومة، سيتم تقديمهم أمام القضاء”.

اعلان

يورونيوز:
“منظمة سانت إيجيديو ستتابع عن كثب تنفيذ الاتفاق، كم من الوقت يلزم كولومبيا لتحقيق الاستقرار الحقيقي؟”

جياني لا بيللا:
“الفترة ستكون طويلة بالطبع، لقد أسرعنا في تنفيذ جميع التدابير الواردة في الاتفاق، ولكن هذه العملية يجب أن تتجسد في قلوب وعقول الشعب الكولومبي. من المفترض أن يغيّر الاتفاق سلوك الناس ومواقفهم وهذا ما لن يحدث في يوم واحد. من المهم حقا أن يبذل المجتمع الدولي والمجتمع المدني والكنيسة جهودا كبيرة من أجل المساعدة في عملية المصالحة هذه”.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

اعتذارات حركة "فارك" قبل التصويت على اتفاق السلام

فيديو: المنشقون عن القوات المسلحة الثورية الكولومبية "مستعدون" لمحادثات السلام الشهر المقبل

شاهد: مئات الإسرائيليات والفلسطينيات يتظاهرن في القدس ويطالبن بالسلام