تناقش الشرطة التايلاندية إجراءات جديدة من أجل مكافحة “المحتويات غير الملائمة على الشبكة العنكبوتية“، هذا التحرك جاء على خلفية الجريمة المفجعة التي جرت عندما شنق أب تايلاندي طفلته الرضيعة خلال بث مباشر على فيسبوك، ثم انتحر بنفس الطريقة.
وأظهر مقطعا فيديو، بقيا متاحان على فيسبوك على مدى نحو 24 ساعة، الأب “وتيسان ونغتالاي“، وهو يقتل ابنته شنقا في مبنى مهجور بجزيرة “فوكيت” السياحية جنوب تايلاند، لينتحر بعد أن قام بإغلاق الكاميرا.
وسائل الإعلام قالت إن الأب البالغ من العمر 20 عاما كان قد تشاجر مع صديقته متهما إياها بالخيانة بعد أن فتش بيانات هاتفها المحمول، مما دفعها للهرب من المنزل، وترك ابنتهما الصغيرة البالغة 11 شهرا معه.
ولم تفصح السلطات التايلاندية بعد عن طبيعة الإجراءات التي سوف تتخذها من أجل مكافحة نشر الجرائم عبر الإنترنت.
جريمة البث المباشر تهزّ #تايلاند والشرطة تتحرّك!https://t.co/FrZIVYuNUHpic.twitter.com/B92y5J2m6z
— Al Joumhouria (@aljoumhouria) April 26, 2017
فيديو الجريمة يحصد نصف مليون مشاهدة قبل حذفه
الشرطة التايلاندية طلبت من وزارة الرقميات التواصل مع شركة “فيسبوك” الأميركية، من أجل حجب شريطي الفيديو الذين بثهما “وتيسان ونغتالاي” قبل انتحاره. وبالفعل اتصلت الوزارة مع فيسبوك يوم الثلاثاء لحذف الشريطيين بعد ما يقرب من يوم على تحميلهما.
المقاطعان حصدا نحو نصف مليون مشاهدة قبل أن يتم إزالتهما ، وقد أثار الأمر غضبا بين مستخدمي الانترنت اللذين طالبوا فيسبوك بتسريع “نظام الإبلاغ” لحذف المحتويات العنيفة.
منظمات إنسانية نسبت التأخر في حذف المقطع العنيف إلى الفارق الزمني بين مكان وقوع الجريمة في تايلاند وبين مقر شركة فيسبوك في الولايات المتحدة الأميركية.
هذه القضية التي أثارت الرأي العام في تايلاند تعد الأحدث في سلسلة من الجرائم العنيفة التي نشرت على فيسبوك. فقد اعتقلت محكمة سويدية الثلاثاء ثلاثة رجال لارتكابهم جريمة اغتصاب بحق امرأة وبثها مباشرة على فيسبوك.
وفي الأسبوع الماضي، نشر رجل في كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية جريمة عندما أطلق النار على رجل مسن وأرداه قتيلا، وقد بقي المقطع متاحا على فيسبوك على مدى ساعتين قبل أن تتم إزالته.
ما موقف فيسبوك من هذا الحوادث؟
المدير التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، أكد في هذا الإطار أن فريقه سوف يعمل كل ما بوسعه لمنع تكرار مثل هذه المآسي، وأقر بوجود “الكثير من العمل” الذي يتعين القيام به في هذا المجال.
إذ يملك فيسبوك فريق من المشرفين يعمل على مدى 24 ساعة في اليوم، بهدف إزالة المحتويات التي يتم التبليغ عنها، ويحاول التعامل بأسرع وقت مع مقاطع الفيديو والصور التي تظهر عمليات انتحار أو جرائم قتل، لتتم إزالتها بأسرع وقت.
غير أن فعالية العمل تكون محدودة بالنظر إلى الكمية الهائلة من المحتويات التي يتم نشرها يوميا من قبل المتتبعين لموقع فيسبوك.
غير أن الشبكة الاجتماعية العملاقة أشادت بأن فريقها تمكن، في بعض الحالات، من تحذير الشرطة بالسرعة المطلوبة وحماية أرواح بعض الأشخاص من محاولات انتحار، كما هو الحال في شهر كانون الثاني/ يناير في تايلاند.