العاملون الفقراء في ألمانيا

العاملون الفقراء في ألمانيا
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في المانيا، ارتفاع عدد العاملين غير القادرين على العيش اعتماداً على دخلهم الشهري.

*الاقتصاد الألماني مزدهر ومعدل البطالة منخفض، لكن هناك طابور طويل أمام وكالة للتوظيف. لماذا؟
الجواب بسيط. معظم هؤلاء يعملون لكنهم يعتبرون عاملين فقراء. انهم هنا لطلب المساعدة الاجتماعية لتعويض رواتبهم المنخفضة.*

في المانيا، هناك الكثير من العمال المتواضعين، أمثال مونيكا. مؤهلة لتكون مديرة مبيعات لكنها لم تحصل على فرصة لتوقيع عقد بدوام كامل.

“انهم لا يريدون أن يدفعوا، أنا مكلفة للغاية. يفضلون توظيف أشخاص غير مؤهلين يدفعون لهم 8.50 يورو في الساعة. عليهم ان يدفعوا لي راتباً أعلى“، تقول المتقاعدة مونيكا ساغارتش. عواقب إصلاح سوق العمل

الآن لنتوجه إلى هال. بعد إعادة توحيد ألمانيا، كانت هناك حاجة ملحة للتوظيف . لكن اشتكى أصحاب العمل من ارتفاع تكاليف الأيدي العاملة. ألمانيا كانت امام هذا التحدي: كيف تحافظ على قدرتها التنافسية؟ هذا الحرفي، في الستين من العمر، لديه الجواب. في العام 2003، أطلقت ألمانيا عملية إصلاح جذري لسوق العمل تحت راية التحرير والمرونة. هذا يعني مال أقل للاشخاص العاطلين عن العمل، هنا انطلق الضوء الأخضر للعمل المؤقت. النتيجة: تطورَ القطاع الأقل أجرا ، وانخفضت البطالة لكن ارتفع الفقر النسبي.

هانز فان دير بريلي، يورونيوز“اننا في منزل السيد مورير: حرفي قديم ومؤهل جداً، يستطيع إصلاح كل شيء. يجد زبائنه على الانترنيت. نموذجه الاقتصادي هو المرونة التامة. أعتقد أن هذا يعني، في يوم ما، قد تكسب المال جيداً، وفي يوم آخر، لا تحصل على شيء. لكن ما هي المخاطر التي قد تتعرض لها؟ “

“علي أن أتعامل مع خطر عدم الحصول على أدنى فكرة عن نوع العمل الذي سأقوم به غدا أو بعد غد. بالاضافة لهذا، هناك خطر ان لا يدفع لي الزبائن، هذا ما حصل لي في احدى المرات“، يقول رولف مورر، عامل لحسابه الخاص.

هانز فان دير بريلي، يورونيوز:” تعملُ لحسابك الخاص، أي انك تتحمل هذه المخاطر بمفردك . ماذا يعني هذا بالنسبة لمعدل اجورك في الساعة؟”

“ غرفة التجارة اوصتني بعدم الموافقة على العمل باقل من 35 يورو في الساعة، لكن في السنوات الأخيرة، منذ ان بدات بتقديم خدماتي على الإنترنت، اطلب أقل بكثير، عادة حوالي 15 يورو أو 10 يوروهات“، يقول رولف مورر.

Insiders - Filming 'Poor Germany'الإيجار وأدوات العمل

دفع ايجار شقته الصغيرة هو الإنفاق الأول للسيد رولف مورير. شراء معدات جيدة للقيام بعمل جيد، هو الانفاق الثاني. في هذا السياق لا يمكن ان يخصص مبلغاً للتقاعد.
عندما كان شابا كان يتمتع بوظيفة دائمة في مسبك. أغلق المصنع، فاصبح عاطلاً عن العمل لبضع سنوات تخللتها بعض العقود الصغيرة. دون أمل العثور على وظيفة بدوام كامل. حين توجه مورير لوكالة العمل، اعتبرته مسناً .

لا قدرة على البدء من الصفر

“بهذا العمر، أن أكون مرغماً على العمل لحسابي الخاص، أمر غير محبذ. حين نصل إلى سن معينة، من الجيد الحصول على وظيفة طبيعية، دائمة. في الستين من العمر، لا مزاج لنا لبدء عمل من الصفر “، يؤكد رولف مورر.

لا خطة لمورير للتوقف عن العمل قريبا. خلال العقد الماضي الماضي، تضاعف عدد الألمان الذين يواصلون العمل . من 5 إلى 11 في المئة بالنسبة للفئة العمرية التي تتراوح
بين 65 و 75 عاماً. معظمهم لتكملة المعاشات الصغيرة والعيش الكريم. اي ان الأمر يتعلق ضرورة وليس بخيار.

مرونة تامة

“فيما يتعلق بساعات العمل، أتكيف مع رغبات الزبون. اذا كان يريد مني أن أعمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، سأفعل ذلك، وإذا كان يريد مني أن أعمل في المساء، سوف أقوم بذلك. انا مرن تماما لإرضاء الزبائن“، يقول رولف مورر.

برلين: عاصمة للعمل بأجر منخفض

لنعد إلى برلين. بعض النقابيين يطلقون على المدينة اسم “عاصمة العمالة غير المستقرة والعاملين الفقراء”. هذا ما يوضحه كبير الاقتصاديين في واحدة من أكبر منظمات المهن والخدمات في ألمانيا، منظمة “فيردي”.

“في ألمانيا المشكلة هي أن العامل يتقاضى أقل من 10 يوروهات في الساعة، لذا فانه يعد عاملاً ضعيفاً، انها نتيجة لتدمير قواعد سوق العمل. ألمانيا بلد غني، لا شك بذلك. لكن
ألمانيا منقسمة اجتماعيا أيضا. في هذا البلد الغني، هناك عمال فقراء، اشخاص يعملون 40 أو 50 ساعة في الأسبوع لكنهم لا يكسبون عيشهم من خلال العمل “، يقول ديرك هيرشل، كبير الاقتصاديين.

اجتماع عبر مدونة فيديو

المشكلة تتعلق بقطاع البناء والفنادق والمطاعم وتجارة التجزئة وقطاع الخدمات بشكل عام بالاضافة للمهن التي تتطلب سنوات طويلة من التدريب: أدريانا وجان يعملان في المدارس الموسيقية العامة في برلين. اليوم لديهما موعد مع تيلمان، وهو صديق ومدون فيديو.

“مرحبا ايها الشباب. أهلاً بكم في أحدث مدونة فيديو، اليوم دعوت اثنين من زملائي للتحدث حول موضوع في غاية الأهمية هو المعاشات التقاعدية. انهما هنا! مرحبا “، يقول تيلمان- بي. شولز.

جان متزوج وله طفلان. يكافح لتوفير بعض الأموال لسن التقاعد.
أدريانا تُدرس الموسيقى منذ عشرين عاماً.
سوف تتقاعد في عام 2033. تتحدث عن صدمتها حين تلقت رسالة من وكالة المعاشات.

“ لا أحد صدقني. لذا ساطلعكم على الرسالة التي استلمتها بخصوص تقاعدي. سأحصل على معاش شهري قدره 351 يورو و 82 سنتا. ايجار شقتي 400 يورو.
راتبي التقاعدي لا يسمح لي بدفع الإيجار “، تقول أدريانا بالبوا، مدرسة موسيقى.

الراتب التقاعدي351 يورو فقط

“351 يورو؟ لا شيء! انها نتيجة عقود لحسابهم الخاص، لأنهم ملزمون بالتصريح عن كل ساعة عمل أو لعدم حصولهم على رواتبهم في العطلة، لا دخل ثابت. نحن من يتعرض
للخطر. ما هي الحلول؟” يتسائل تيلمان – بي. شولز.

“هناك دراسة اتفاق لعمل مشترك لموظفي المدارس الموسيقية. الأمر يتعلق بامكانية الحصول على راتب معيشي مناسب، لوقف العقود لحسابهم الخاص لكل ساعة، واستمرار الحصول على الراتب في حالة المرض. اليوم إذا مرضت، قد تتعرض لخطر عدم امتلاك المال، وفي حالة الولادة، ينبغي ان لا تفقد المرأة عملها في نفس الوقت“، يؤكد جان هوبنستدت، مدرس موسيقى.

هنا في برلين هناك عدد قليل جدا من فرص العمل المستقرة: انها أسوأ حالة في جميع انحاء ألمانيا. 93٪ من العاملين يعملون لحسابهم الخاص، و7٪ فقط لديهم عقد ثابت“، تقول أدريانا بالبوا، مدرسة موسيقى.

عمال باجور يومية

قررت برلين ان تمنح عقوداً دائمة ل 20٪ من مدرسي الموسيقى . العدد ليس كافياً للأصدقاء الثلاثة. كتب تيلمان أغنية احتجاجا على هذا: “اجرنا يكفي لشراء الكباب فقط“، وضع يأسف عليه في نص كتبه وغناه.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ربع سكّان الاتحاد الأوروبي تقريباً هم داخل جادّة الفقر

اسبانيا: الأثرياء سيزدادون ثراءً والفقراء سيزدادون فقراً

هل إصلاح سوق العمل يقتل الازدهار؟