إشترى أم لم يشتر؟ ما هي قصة محمد بن سلمان مع لوحة المسيح؟

إشترى أم لم يشتر؟ ما هي قصة محمد بن سلمان مع لوحة المسيح؟
بقلم:  Samia Mekki
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بين نفي مبطّن وشرح وتبرير تتوارى الحقيقة.

اعلان

من هو مالك لوحة المسيح للرسام ليوناردو دافينشي؟ سؤال يكاد يساوي نصف مليار.

فالغموض لا يزال يحيط بهوية الشخص الذي يقف فعلا وراء صفقة القرن "الفنية" التي حصدت 450 مليون دولار في مزاد لدار كريستيز الشهر الماضي.

صحيفة وول ستريت جورنال كانت كشفت قبل أيام نقلا عن مصادر استخباراتية، أن مالك اللوحة الحقيقي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبر وسيط هو ابن عمه الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود وهو الذي تولى عملية الشراء.

لكن الناطق باسم السفارة السعودية في لندن قدم شرحا لملابسات ما حدث وقال إن الأمير بدر كان وسيطا نعم في الصفقة لكن لصالح وزارة الثقافة في أبو ظبي بالإمارات.

أي أن الإمارة الثرية هي المالك الحقيقي للوحة حيث ستجد طريقها لجدران متحف اللوفر الذي تم افتتاحه قبل مدة في أبو ظبي.

هذا الشرح الذي قدمته السفارة يخالف ما أوردته مصادر مقربة من مسؤولين استخباراتيين في واشنطن وشخصيات عربية على دراية بتفاصيل الصفقة. وكلهم أعادوا التأكيد على أن ولي العهد السعودي هو المشتري الفعلي للوحة المسيح للرسام الإيطالي المعجزة.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد كشفت أنها اطلعت على الوثائق الخاصة بعملية الشراء، وأن الفائز بالمزاد هو الأمير بدر بن محمد بن عبد الله بن فرحان آل سعود وأن الرجل لم يُعرف عنه اهتمامه باقتناء اللوحات الفنية، ناهيك عن كونه ليس من أصحاب الثراء القادر على اقتناء لوحة بنصف مليار دولار تقريبا.

لكن ثمة تفصيل مهمّ تقول الصحيفة، وهو أن الأمير بدر صديق لمحمد بن سلمان منذ وقت طويل وشريك له في بعض الأعمال وأن الأمراء السعوديين عادة ما يقتنون أشياء باهظة الثمن لكن من خلال مشترين وهميين بحسب نيويورك تايمز.

صحيفة التايمز أرسلت إلى الأمير بدر بعض الأسئلة حول عملية الشراء. واتصلت بسفارة السعودية في واشنطن لكنها تلقت جوابا من وسطاء للأمير يطلبون منها تأخير نشر تقريرها عن الصفقة بانتظار الرد منه.

لكن هؤلاء الوسطاء عادوا وقالوا للتايمز إن الأمير لا يود الحديث عن الموضوع.

وسرعان ما حدثت مفارقة عجيبة. فقد تصادف وفي نفس الوقت تقريبا أن إدارة متحف اللوفر في أبو ظبي كتبت في تغريدة على تويتر أنها تنتظر استلام لوحة المسيح ليوناردو دافنشي.

وحينها فقط نشرت التايمز تقريرها.

ولم يكشف متحف اللوفر أبو ظبي ما إذا كان اقترض أو استأجرها أو قُدمت له كهدية ولم يقدم أي توضيح بهذا الشأن حينما تم الاتصال بالمسؤولين هناك.

بعدها نشر الأمير بدر بيان مقتضبا شكّك فيما أوردته التايمز في تقريرها لكنه لم يذكر لا اللوحة ولا عملية الشراء ولا متحف اللوفر أبو ظبي ولا ولي العهد السعودي.

وعادت الصحيفة واتصلت بالسفارة السعودية في واشنطن بعد حصولها على معلومات من مسؤولين أمريكيين مفادها أن الأمير محمد بن سلمان هو المشتري للوحة المسيح وقد كلف صديقه الأمير بدر بإتمام الصفقة.

هذا الغموض والارتباك في التعاطي مع المسألة قد يجد بعض المبررات في الظرف الذي تمت فيه الصفقة وفي النظم والقوانين التي تحكم السعودية.

فشراء لوحة تمثل المسيح قد يثير حفيظة الكثيرين من رجال الدين والمشايخ وغيرهم، في بلد يعتبر التصوير حراما ومخالفا للشريعة الإسلامية وقد يعرض أي شخص للعقوبة فكيف إذا كان ذلك الشخص هو ولي العهد الذي سيتسلم الحكم إن آجلا أم عاجلا ويحمل لقب خادم الحرمين الشريفين؟

والنقطة الثانية في حساسية الموقف، هي أن صرف نحو نصف مليار دولار في شراء لوحة بعد صفقة اليخت ب 550 مليون دولار العام الماضي سيجعل من الصعب تبرير هذا الإسراف في الإنفاق، بينما يشن ولي العهد الشاب حملة على الفساد في بلاده أدت إلى القبض على أكثر من 200 شخص منهم أمراء ورجال أعمال واحتجازهم في فندق الريتز كارلتون.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مهاجم يلحق "أضرارا جسيمة" بلوحة "إيفان الرهيب يقتل ابنه" في موسكو

الأمير والأميرة والملك.. أين اختفت والدة محمد بن سلمان؟

الاعلان عن إصابة الملك تشارلز الثالث بالسرطان يُحطم قروناً من التقاليد الملكية