تركيا وقبرص، من بين ثماني دول تتصارع على حقول الغاز شرق البحر المتوسط.
تركيا وقبرص، من بين ثماني دول تتصارع على حقول الغاز شرق البحر المتوسط. الثروة الغازية الهائلة المكتشفة مؤخرا، كفيلة بإحداث نقلة كبيرة لاقتصادات الدول التي تزعم كل منها أحقيتها بهذه الحقول.
احتجاج..
ومن المتوقع أن تقدم جمهورية قبرص احتجاجا لدى الأمم المتحدة، حول تحرك تركيا لمنع سفينة إيطالية من استكشاف الغاز شرقي البحر المتوسط.
وذكرت وسائل إعلام يونانية أن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس، ناقشا هذه المسألة في مكالمة هاتفية، الثلاثاء، بعد أن جددت تركيا قولها إن موقعا محتملا لاحتياط الغاز يمكن استخدامه لتدريبات عسكرية.
حق سيادي..
ومازالت قبرص القابعة على الحافة البحرية لاكتشافين عملاقين للغاز في حوض الشام، "لوثيان" قبالة إسرائيل، و"ظُهر" قبالة مصر، تعتمد على زيت الوقود الثقيل والعالي التكلفة لتشغيل محطاتها للكهرباء، وترغب بشدة في محاكاة نجاحات جاريها.
بالنسبة لتركيا أيضا، فإن دخولها المجال النفطي سيكون من مصلحتها، بحسب مراقبين، إذ سيحولها من دولة مستوردة، أو مركز توزيع، إلى دولة منتجة.
لكن قبرص تقع أيضا في منطقة صراعات ومخاطر جيوسياسية متداخلة، فجزيرة قبرص نفسها مقسمة، وتقول تركيا التي تدعم كيانا انفصاليا للقبارصة الأتراك في شمال الجزيرة، إن القبارصة اليونانيين ليس لهم الحق في التنقيب عن الغاز الطبيعي، فيما يقول القبارصة اليونانيون بدورهم إنه حق سيادي لهم.
اقرأ أيضا: السيسي يمدح اتفاق الغاز مع إسرائيل ويقول "إننا أحرزنا هدفا يا مصريين"
"لا سبب للشعور بالقلق"..
وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد قال قبل أسبوع، إن "على قبرص ألا تتجاوز الحد" في شرق البحر المتوس، وأضاف أن وحدات الأمن والسفن الحربية التركية تراقب التطورات في المنطقة، ولديها تعليمات بالتحرك وفق ما تقتضي الضرورة.
من جهته، امتنع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس عن التعقيب على تصريحات إردوغان، لكنه قال إنه لا يوجد ما يدعو للقلق.
وأضاف أناستاسيادس للصحفيين في نيقوسيا: "لا سبب للشعور بالقلق. يجرى التعامل مع هذا بأسلوب يهدف لتجنب أي أزمة محتملة قد تخلق مشكلات للاقتصاد أو للدولة".
قبرص وتركيا ليستا وحدهما..
إلى جانب قبرص وتركيا، هناك أيضا اليونان وإسرائيل ومصر ولبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية. من بين هذه الدول من تشكل نوعا من التحالف، مثل اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل، فيما تتنازع الأخيرة مع لبنان بشأن الحدود البحرية والإقليمية.
وتتطور الأحداث سريعا حول الاكتشافات النفطية والغازية في المنطقة، بالتوازي مع تزايد التوترات السياسية، فيما يرى خبراء أن المنطقة ستكون من أهم مكامن الطاقة خلال قادم السنوات.