ليبيا: دعوة أمريكية "لوقف فوري" لأعمال القتال وروسيا تمنع صدور بيان أممي
وصل النزاع العسكري في ليبيا إلى ذروته، أمس الأحد، بعد أن شنّت قوات شرق ليبيا "الجيش الوطني الليبي"، بقيادة خليفة حفتر، ضربة جوية على أحد ضواحي العاصمة طرابلس، فيما أعلنت حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة، إطلاقها "هجوما مضادا".
ودعت الأمم المتحدة في "نداء عاجل" إلى هدنة لمدة ساعتين في الضواحي الجنوبية للعاصمة، من أجل السماح بإجلاء الجرحى والمدنيين، لا سيما بعد ارتفاع أعداد القتلى خلال المواجهات التي جرت في اليومين الماضيين إلى 32 شخصا.
لكن الأمم المتحدة قالت مساء الأحد إنه لم يتم التقيد بهذه الهدنة الإنسانية، فيما قالت فرق الإسعاف وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا إن المعارك تواصلت في جنوب العاصمة الليبية.
قلق أمريكي
من جانبها، دعت الولايات المتحدة إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في ليبيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيان: إن واشنطن "تشعر بقلق عميق من القتال قرب طرابلس"، وتحث على إجراء محادثات لوقف القتال.
وأضاف بومبيو: "لقد أوضحنا اعتراضنا على الهجوم العسكري الذي تشنه قوات خليفة حفتر، ونحث على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية".
وعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة مغلقة طارئة لبحث الوضع في ليبيا، أصدر في ختامها بيانا صحافيا دعا فيه "الجيش الوطني الليبي" إلى وقف الأعمال القتالية على العاصمة.
بالمقابل، منعت روسيا، بحسب وكالة "فرانس برس"، صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي ، يدعو قوات شرق ليبيا لوقف تقدمها باتجاه طرابلس.
وكان بريطانيا قد تقدمت بمسودة البيان، لكن روسيا طلبت تعديل صيغته، بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر، لكن الولايات المتحدة رفضت مقترح التعديل الروسي فأجهضت موسكو صدوره.
للمزيد على يورونيوز:
- شاهد: تحرك قوات تابعة للحكومة الليبية باتجاه طرابلس للدفاع عن العاصمة
- قوات شرق ليبيا تنفذ ضربة جوية على طرابلس والأمم المتحدة تدعو إلى هدنة
"مستبد" جديد؟
وسادت الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، وأصبحت ليبيا نقطة عبور لمئات الآلاف من المهاجرين المتدفقين عبر الصحراء، على أمل عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا.
ويصور حفتر (75 عاما) نفسه على أنه عدو للتطرف الإسلامي، ولكن خصومه يعتبرونه مستبدا جديدا ويشبهوه بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
ويحظى حفتر بدعم مصر والإمارات، اللتين تعتبرانه حصنا في وجه الإسلاميين وتدعمانه عسكريا، بحسب تقارير للأمم المتحدة.
وبدأ هذا الهجوم الأسبوع الماضي، وهو يزيد من صراع على السلطة أحدث انقسامات في ذلك البلد المنتج للنفط والغاز.
وباغت القتال الأمم المتحدة، وقوض خطط التوصل لاتفاق بشأن خارطة طريق للانتخابات لحل عدم الاستقرار الذي تشهده ليبيا منذ فترة طويلة.