فيديوهات لممارسات عنيفة للشرطة الفرنسية تزيد الضغط على وزير الداخلية
شهدت المسيرات التي أقيمت في باريس الفرنسية بمناسبة عيد العمال في الأول من أيار / مايو مواجهات عنيفة بين قوات حفظ الأمن والمتظاهرين، خصوصاً ما يعرف "بالكتل السوداء" (Black Blocs)، ما أدى إلى سقوط جرحى لدى الطرفين. غير أن اللجوء - وكان موثقاً بالصوت والصورة هذه المرة - إلى استخدام العنف المفرط من قبل قوات مكافحة الشغب، ضد متظاهرين مسالمين - لا علاقة لهم بالكتل السوداء - دفع ببعض الأصوات الفرنسية إلى مطالبة وزير الداخلية كريستوف كاستانير بتقديم استقالته.
"الهجوم على المستشفى"
لا ينحصر الغضب السياسي والشعبي المتصاعد ضد كاستانير - والذي يمكن القول إنه جزء من الغضب الموجه ضدّ رئيس الجمهورية ماكرون - بالحوادث المتعلقة بمواجهات الميدان، إن جاز القول، فقط، إنما أيضاً بالطريقة التي تتم عبرها إدارة أمن التظاهر بشكل عام، منذ بدء حركة "السترات الصفراء" منذ أشهر، ومؤخراً، في الأول من أيار / مايو، قضية إحدى المستشفيات الباريسية.
ففي الأول من أيار غرّد وزير الداخلية عبر حسابه على تويتر ما مفاده أن "مستشفى باريسياً تمت مهاجمته وأن الطاقم العامل فيه تعرض لاعتداءات وأن شرطياً حاول حماية المستشفى جرح".
بعد ذلك نشر أحد العاملين في المستشفى شريط فيديو مكذباً رواية وزير الداخلية، ليتبين في وقت لاحق أن المتظاهرين كان يهربون من الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته عليهم قوات الأمن، وأنهم لم يهاجموا أحداً. لا بل أن شهادات ممرضين عاملين في المستشفى أكدت ذلك بحسب ما نقلته وسائل إعلام فرنسية اليوم، الجمعة. وهذا لا يسعف كاستانير أبداً، إذ يرى البعض أن هناك سعياً حكومياً فرنسياً "لشيطنة المتظاهرين" إلى حد ما، بمعزل عن مطالبهم وتحركاتهم في الحقيقة.
تعقيباً على ذلك وصف جان-لوك ميلانشون، رئيس كتلة فرنسا الأبية النيابية، كاستانير "بالكاذب وغير المؤهل لقيادة وزارة الداخلية" عبر تغريدة على تويتر، فيما تساءل بونوا هامون، أحد المرشحين سابقاً إلى الانتخابات الرئاسية، "كيف يمكن لكاستانير أن يبقى وزيراً للداخلية في حال تبين أن الاعتداء على المستشفى لم يكن صحيحاً؟".
وفي آخر المستجدات اعترف كاستانير اليوم، الجمعة، أنه لم يكن يجب عليه استخدام مفردة "هجوم" في التغريدة التي تحدث فيها عن المستشفى، مفضلاً عليها مصطلح "تسلل عنيف"، الذي قال إن مديرة المستشفى استخدمته.
فيديو صفع المتظاهر
في الأول من أيار إذن سقط بعض الجرحى خلال المواجهات بين المتظاهرين وباريس، فيما طالب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالرد بشكل حاسم على متظاهري الكتل السوداء. ونددت نقابات فرنسية وعدة شخصيات من المعارضة الفرنسية بطريقة إدارة الشرطة للمظاهرات، وبالجهاز الأمني الذي تم نشره من أجل حماية أمن المظاهرات.
ولم تكن مسألة "صب الزيت على النار" - بحسب تعبير النائب الفرنسي برونو روتايّو، في خبر المستشفى هي الوحيد، إذ أن الميدان شهد بعض المواجهات العنيفة التي تمّ توثيقها من قبل المشاركين في الاحتجاجات.
وفي أول فيديو انتشر مثل النار في الهشيم في وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر رجل أمن فرنسي وهو يصفع متظاهراً طالبه بمغادرة المكان. ولم يقم المتظاهر بالرد على الشرطي بعد تعرضه للصفع، ولكن آخرين تدخلوا لردع رجل الأمن عنه. وبعد تحقق أجرته صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية تبين أن المتظاهرين أغلقوا باب المتجر لكي يحتموا وراءه، فيما قام بعض عناصر الشرطة بركل الباب.
فيديو رمي الحجر
في شريط فيديو ثانٍ نشرته وكالة إعلامية مستقلة (Line Press)، يظهر شرطي وهو ينحني ليلم حجراً عن الأرض ومن ثم يرميه نحو المتظاهرين بحسب ما تقوله الوكالة عبر حسابها على تويتر.
وقالت الشرطة إنها لم تفتح تحقيقاً في المسألة بما أن أحداً لم يرفع أي شكوى ضدّها، ولكن المتحدث باسم مكتب التفتيش العالم للشرطة الوطنية قال إن الإدارة لا تلغي حتى الساعة احتمال الدفاع المشروع عن النفس.
عن نفس الموضوع: