تُكره النساء أحيانا على استخدام أجسادهن لسداد القروض من المشرفين أو غيرهم من العمال. تمنح النساء الأصغر سنًا، وخاصة اللواتي يُعتبرن جذابات، وظائف أقل تطلبًا مثل تنظيف منزل المدير أو المشرف، مع توقع ممارسة الجنس في المقابل.
نشرت وكالة الأسوشيتد برس تحقيقا موسعا حول الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في قطاع إنتاج زيت النخيل في إندونيسيا وماليزيا. وكشف التحقيق الذي أنجز بالتعاون مع مركز ماكغرو وكلية نيومارك للدراسات الصحفية العلياعن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وحقوق المرأة تعدت إلى الاعتداء الجنسي والاغتصاب والاتجار بالبشر وعمالة الأطفال والعبودية المباشرة.
يستخدم زيت النخيل في صناعات مختلفة، مثل رقائق البطاطس وحبوب منع الحمل وطعام الحيوانات الأليفة، كذلك يدخل في تركيبة معظم المواد التجميلية. وتعتبر إندونيسيا أكبر منتج لزيت النخيل في العالم، حيث تعمل حوالي 7.6 مليون امرأة في حقولها، أي قرابة نصف إجمالي القوى العاملة، ووفقًا لوزارة تمكين المرأة في إندونيسيا.
استند التحقيق إلى مقابلة أكثر من ثلاثين امرأة وفتاة من 12 شركة مختلفة، تعمل على توظيف ملايين النساء ومن مختلف الفئات العمرية للعمل الشاق في مزارع شاسعة، لإنتاج حوالي 85 بالمئة من زيت النخيل إلى العالم.
ظروف غير إنسانية، عبودية واغتصاب
يتم تعيين العديد من النساء من قبل مقاولين بأجرة يومية لا تتجاوز 2 دولارا ليوم العمل، ورصد الصحفيون بأن النساء يؤدين عملهن لعقود، كما يعمل بعضهن بدون أجر لمساعدة أزواجهن.
تكافح النساء لكسب ما يكفي لتغطية التكاليف الأساسية، مثل الكهرباء وشراء الأرز، ويقضين ساعات في المياه الملوثة نتيجة للمواد الكيميائية والتي تستخدم دون وقاية، كما تحمل النساء أوزانا ثقيلة، تسببت بمشكلات في الرحم والانجاب.
ويقول هلتر بارسوران من مجموعة ساويت ووتش غير الربحية والتي تركز في عملها على الانتهاكات في قطاع زيت النخيل" كل مزرعة تقريبًا لديها مشاكل تتعلق بالعمل... لكن ظروف العاملات أسوأ بكثير من الرجال".
تُكره النساء أحيانا على استخدام أجسادهن لسداد القروض من المشرفين أو غيرهم من العمال. تمنح النساء الأصغر سنًا، وخاصة اللواتي يُعتبرن جذابات، وظائف أقل تطلبًا مثل تنظيف منزل المدير أو المشرف، مع توقع ممارسة الجنس في المقابل.
شركات التجميل العالمية والتزام الصمت
التزمت العديد من شركات التجميل الصمت إلى حد كبير خصوصا فيما يتعلق بانتهاك حقوق العاملات، بعد أن نشر منتدى السلع الاستهلاكية تقريرا موجها لرؤساء شركات التجميل العالمية البالغ عددهم 400 وضمت: لوريال ويونيليفر وبروكتر آند جامبل وأفون وجونسون أند جونسون في عام 2018.
وحذر التقرير بشكل واضح من أن النساء في المزارع الإندونيسية تتعرضن لمواد كيميائية خطيرة و"تخضعن لأسوأ الظروف في قطاع زيت النخيل".
فيما تتناقض الظروف التي يتحملنها العاملات بشكل صارخ مع رسائل تمكين المرأة التي تروج لها شركات التجميل.
بالرغم من ذلك مازالت الضغوط تستهدف مواضيع كالاستيلاء على الأراضي وتدمير الغابات المطيرة وقتل الأنواع المهددة بالانقراض.
ردت شركة لوريال العالمية إنها "ركزت بشكل خاص على دعم وتمكين النساء، ضحايا العديد من التحديات الاجتماعية والبيئية التي يواجها عالمنا".