هذا الفريق الذي شُكل من جديد لم يكن هدفه المشاركة في الدوري فقط، وأنما يتعداه إلى أهداف أسمى، الأساسي منها هو تذكير العالم أن مدينة ماريوبول أوكرانية وأن ضمتها موسكو.
اعلانهجمت القوات الروسية قبل عام تقريبًا على مدينة ماريوبول الأوكرانية واحتلتها، المدينة الساحلية التي أضحت رمزًا للمقاومة الأوكرانية حينها، لأن الجيش الروسي كان يتفوق بالسلاح والعدد على الجيش الأوكراني، ولكن الأخير أظهر مقاومة استثنائية رفع لها العالم القبعة.
أطيح بالمدينة بعد شهرين من المقاومة وأطيح معها بفريق ماريوبول النسائي لكرة القدم.
شتت الحرب أعضاء الفريق، لكن خمسة منهم رفضوا الاستسلام وشكلوا فريقًا جديدًا في كييف، ضم لاعبات جديدات من المدن الأوكرانية المختلفة.
لكن الهدف لم يكن المشاركة في الدوري فقط، وإنما يتعداه إلى أهداف أسمى، هو تذكير العالم أن مدينة ماريوبول أوكرانية وإن ضمتها موسكو.
تنزل اللاعبات إلى الملعب متشحات باللونين الأزرق والأصفر، العلم الوطني للبلاد، ويبدأن كل مباراة أو تمرين بغناء النشيد الوطني لبلادهن.
تقول مدربة الفريق كارينا كولاكوفسكا: "دافعنا الرئيسي عند اللعب في كل مباراة، هو أن يرى جميع الناس وعلى جميع وسائل التواصل الاجتماعي أن فريق ماريوبول موجود، وهذا الفريق هو أوكراني، حتى إذا كانت المدينة محتلة مؤقتًا".
لعب الفريق هذا الأسبوع ضمن مباريات الدوري ضد فريق "شاختار"، لكن السلطات منعت الجماهير من الحضور بسبب مخاطر الحرب، فكان الصمت مخيفًا في الملعب، خاصة عند وقوف دقيقة الصمت.
دقيقة صمت "صعبة"
وهي تقف إلى جانب فريقها لـ60 ثانية صمتًا على ضحايا الحرب، تذكرت لاعبة الوسط ألينا كايدالوفسكا التي هربت من ماريوبول جميع صور الدمار والأبنية المتفحمة وطريق الهروب المرعب والاختباء من الضربات الروسية، وكذلك المشاهد المأساوية للناس الذين فقدوا حياتهم.
للوصول إلى الملعب، يستخدم اللاعبون مدخلًا مكدسًا بأكياس رمل تحمل كلمة "مأوى".
وتقول لاعبة الوسط ألينا كايدالوفسكا: "كانت دقيقة الصمت صعبة للغاية. مرت في رأسي كل الأحداث بسرعة. كل هؤلاء الناس، كيف كنا نختبئ، ونركض بسرعة ونسقط على الأرض. وكل الأشخاص الذين كانوا يحتضرون."
تتدرب ألينا كايدالوفسكا مع زميلاتها ساعتين كل صباح، في ملعب متواضع في كييف يقع وسط مباني من عدة طوابق. رغم علمهن بأنهن لن يفزن بالبطولة هذا العام.
في عام 2015، بدأت كولاكوفسكا مسيرتها التدريبية وشاركت في تأسيس فريق ماريوبول لكرة القدم للسيدات جنبًا إلى جنب مع رئيسة النادي يانا فينوكوروفا.
في أوائل عام 2022، احتل فريق ماريوبول المرتبة الرابعة في الدوري للأندية النسائية.
لكن القتال الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط 2022 لم يقطع موسم كرة القدم فحسب، بل أحبط أيضًا طموحات فريق ماريوبول في الصعود في التصنيف بعد تشتت اللاعبات وهروبهن إلى دول مختلفة حول العالم.
قرار العودة إلى كييف
سعى الأعضاء الأساسيون في الفريق، منهم رئيسة النادي والمدربة، إلى اللجوء في بلغاريا، لكن عندما بدأ موسم كرة قدم جديد في أغسطس/ آب، جاءتهم فكرة العودة إلى أوكرانيا والبدء من جديد.
حصل الفريق على تبرعات من أشخاص ونوادٍ أخرى، شملت معدات والزي الرسمي والأحذية.
بعد أشهر أولى متعثرة، بدأ النادي يزدهر ووصل عدد أعضائه الأن إلى 27 عضوًا، تتراوح أعمارهم بين 16-34 عامًا.
اعلانوعلى الرغم من أن اللاعبات ينتمين لمدن مختلفة، لكن الشعار المطبوع على الزي الأزرق الداكن يوضح بفخر ارتباط النادي بماريوبول، والشعار عبارة عن نورس وخلفه كرة القدم، في أشارة إلى موقع المدينة على الشاطئ الشمالي لبحر آزوف.