صوّتت أغلبية في البرلمان الإسباني المنتخب حديثا على تولي مرشحة عن الحزب الاشتراكي منصبَ رئيس المجلس، مما يزيد من فرص رئيس الوزراء المؤقت والمنتمي للحزب نفسه بيدرو سانشيز لتشكيل حكومة يسارية مرة أخرى.
وفازت فرانسينا أرمينغول بالتصويت بأغلبية 178 صوتًا في مجلس النواب المكون من 350 عضوا، مقابل 139 صوتًا لمرشح الحزب الشعبي المحافظ الرئيسي.
هذا التصويت هو الأول منذ الانتخابات التي لم تكن حاسمة، التي أجريت في 23 يوليو/ تموز، إذ أن هذا الاستحقاق عقّد الأمور أمام جميع الأحزاب. حيث كان عدد مقاعد اليمين واليسار متساويا تقريبا. لهذا، يتوقع أن يتعثّر مسار تشكيل الحكومة.
بمجرد أن يطلب الملك فيليب السادس من رئيس الوزراء المؤقت بيدرو سانشيز تشكيل حكومة، فسيتعيّن على الأخير حشد نفس الدعم الذي حصلت عليه رئيسة البرلمان المنتخبة اليوم، وإذا ما حدث العكس، فقد تذهب البلاد نحو انتخابات جديدة.
كما كان من المقرر أن يصوّت البرلمان على ثمانية أعضاء من هيئة الرئاسة، وهي الهيئة التي تحدد جدول أعمال مجلس النواب.
فازت أرمينغول بعد حصولها على 14 صوتا من حزبيْن انفصالييْن ينحدران من مقاطعة كاتالونيا شمال شرق إسبانيا، بما في ذلك سبعة من Junts "معا لأجل كتالونيا" وهو حزب انفصالي كاتالوني راديكالي يقوده السياسي الهارب كارليس بويجديمونت، المقيم في بروكسل منذ فراره من إسبانيا إثر فشله عام 2017 في محاولة الانفصال عن إسبانيا.
لكن الحزب الذي دعم رئيسة البرلمان قال: "إن التصويت كان فقط لمنصب رئيس المجلس" ولم يشر إلى أن الحزب سيدعم سانشيز.
في حال حصول ذلك، فسيكون بويجديمونت، الذي يواجه تهماً جنائية في إسبانيا، في موقع رئيسي لتحديد مسار السياسة الإسبانية على مدى السنوات الأربع المقبلة.
يسعى الرئيس السابق لإقليم كاتالونيا لانتزاع تعهّد من الحكومة الإسبانية القادمة بمساعدة مئات الانفصاليين الذين يواجهون مشاكل قانونية بسبب محاولاتهم الانفصالية. كما يريد من مدريد أن تسمح بإجراء استفتاء على استقلال المقاطعة الغنية.
"إشارات" سانشيز
مطلب الاستفتاء لا يمكن أن يبدأ به سانشيز حكومته، وهو غير مقبول كذلك بالنسبة للمحافظين. ومع ذلك، فقد أصدر الأخيرعفوا عن الانفصاليين البارزين وعمل على إدخال تعديلات على القوانين لمنح أولئك بعض المساعدة القانونية كجزء من أجندته وضمن جهوده الرامية لخفض درجة التوتر في كاتالونيا.
ستأتي العقبة التالية أمام تشكيل الحكومة في الأيام التالية عندما يبدأ الملك فيليب السادس مشاوراته مع قادة الأحزاب المختلفة لمعرفة صاحب الفرص الأوفر لتشكيل الحكومة. إذا فشل هذا المرشح في تأمين دعم البرلمان، فسيبدأ العد التنازلي لمدة شهرين، يتم بعدها تنظيم انتخابات جديدة.