يفتح المرسوم الجديد الباب أمام نقل التلميذ الذي يمارس التنمر بعدما كان يتمّ نقل الضحية في السابق إلى مدرسة أخرى في أكثرية الحالات.
اتخذت الحكومة الفرنسية عدة إجراءات جديدة هذا الأسبوع بهدف المساعدة في حماية التلاميذ ضحايا التنمّر.
ويشير المرسوم الجديد 2023-782 الذي وقعه وزير التعليم غابرييل أتّال بتاريخ السادس عشر من الشهر الجاري إلى أن التلميذ الذي مارس التنمر قد يتم نقله إلى مدرسة جديدة، فيما كان التلميذ الضحية هو الذي يُنقل غالباً إلى مدرسة أخرى في السابق.
والقانون الجديد أيضاً يركز على التنمّر عبر الإنترنت ويضع أسساً لمعاقبة المعتدين في حال ثبتت إدانتهم.
وقال ويلفريد إيسانغا ، مدير جمعية ALCHM التي تكافح التنمر وإساءة معاملة الأطفال والعنف في المدارس إن هذا الإجراء الجديد "يرسل إشارة قوية إلى نظام التعليم الوطني وإلى أولياء الأمور"، موضحاً أنّ الوزير أتّال دخل عبر قراره "في صميم المسألة".
"صفر تسامح"
كانت مسألة التنمر في المدارس أعلنت حالة وطنية طارئة وأولوية في فرنسا منذ انتحار التلميذة ليندساي [13 عاماً] شمال البلاد. وكان أتّال تطرق إلى هذه المشكلة غير مرة منذ تعيينه وزيراً للثقافة وقال إن الردّ عليها "سيكون بلا هوادة".
وكانت الجمعيات والمنظمات التي تعمل في هذا المجال تطالب الحكومة الفرنسية منذ سنوات باتخاذ تدابير أشدّ لمواجهة معضلة أدت إلى انتحار عدّة تلاميذ في فرنسا خلال السنوات الماضية.
وكانت تلك الجمعيات تقول إن إجبار تلميذ تعرض للتنمر على تغيير مدرسته يشبه فرض عقوبة إضافية لا عليه وحده بل على أهله أيضاً، رغم أنه في موقع الضحية.
وأشار إيسانغا ليورونيوز إلى أنه في بعض الحالات، خصوصاً في الأرياف حيث تبعد المدارس عن البيوت، تحوّل الأمر نتيجة لهذه القرارات إلى عبء كبير على الأهل مضيفاً "إذا كانت هناك حبة طماطم فاسدة في صندوق ما، فعليك أن تزيلها هي ولا الطماطم الأخرى الجيدة".
ومنذ آذار/مارس 2022 أصبح التنمر في المدرسة جريمة جنائية يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات وغرامة تصل إلى 150 ألف يورو في حالة أوصلت الضحية إلى الانتحار أو حتى محاولة الإقدام على الانتحار.
آفة عالمية
بحسب إحصائيات حديثة أجرتها وزارة التعليم الفرنسية وغطّت فترة الربيع الماضي [2022]، أفاد 6.7 بالمئة من طلاب المدارس الثانوية في فرنسا بأنهم كانوا عرضة خمسة حوادث عنفية ومتكررة.
وغالباً ما ما يبقى الصمت هو العقبة الرئيسية أمام أيّ حل في كثير من حالات التنمر والتحرش السيكولوجي.
ويؤكد إيسانغا أن "العديد من العائلات تكافح في صمت ولا نسمعها وأن هناك المزيد من الأطفال الذين يكافحون بمفردهم". ويخلص إلى أن "هذا المرسوم يعد خطوة ممتازة إلى الأمام، ولكن علينا الانتظار لنرى ما الذي سيتغير بالفعل على أرض الواقع".
يعتبر التنمر في المدرسة آفة عالمية، فبحسب موقع Atlasocio يقع ما يقرب من 130 مليون تلميذ تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عاماً في جميع أنحاء العالم [أي أكثر من واحد من كل ثلاثة] ضحايا للتنمر في المدرسة.