قائد أنصار الله يحذر من مخطط تصفية القضية الفلسطينية، مُدينًا الإجرام الممنهج في غزة، ويدعو الأمة للتحرك وفق "السنة الإلهية" لمواجهة التحديات، في ظل صمت عربي وإسلامي مُخيب.
أكدعبدالملك بدر الدين الحوثي، قائد حركة أنصار الله "الحوثيون" في اليمن، أن "الأحداث الجارية في غزة تمثل واحدة من أشد الفترات مأساوية منذ بدء التصعيد الأخير"، مشيرًا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بمستويات غير مسبوقة.
ووصف الحوثي الأسبوع الماضي بأنه "الأقسى من حيث الكثافة المأساوية والظلم"، مُشيرًا إلى أن صور المعاناة، خصوصًا بين الأطفال، تُشكل "وصمة عار على ضمير الإنسانية جمعاء، وفي المقدمة الدول المسلمة والمجتمع العربي".
وشدد على أن "المجرمين الصهاينة بمعتقداتهم وجرائمهم لا يمكن إيقافهم وإيقاف شرهم إلا بالتحرك وفق السنة الإلهية"، مشددًا على أن "التخاذل الجماعي يُسهم في توسع الطغيان، وأن الصمت ليس خيارًا في مواجهة المظالم المستمرة".
وأكد أن الأطفال في القطاع يعيشون ظروفًا استثنائية من الحرمان، مشيرًا إلى أن منع دخول مستلزمات أساسية مثل حليب الأطفال يُعد جزءًا من سياسة ممنهجة تُفاقم من حدة الأزمة الإنسانية.
وأشار إلى أن "العمليات العسكرية تطال شرائح واسعة من المدنيين، بما فيهم النساء الحوامل والمسنون"، لافتًا إلى أن المشاهد الإنسانية في غزة تُظهر درجة بالغة من القسوة، مع تزايد حالات الوفاة بين الرضع والأطفال نتيجة سوء التغذية وانهيار البنية الصحية.
وأعرب عن استغرابه من صمت المؤسسات الدولية، ومنها منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، متسائلًا عن دور هذه الهيئات في مواجهة ما وصفه بـ"عملية إبادة جماعية وتهجير قسري". وشدد على أن "الخذلان العربي والإسلامي يُشكل خيانة للمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، خصوصًا في ظل وجود أمة تضم ملياري مسلم".
وأشار إلى أن بعض الدول العربية والإسلامية واصلت، طوال 22 شهرًا، تعزز تبادلها التجاري مع الدولة العبرية، بل ورفدت اقتصادها بسلع غذائية واحتياجات أساسية، في وقت تُفرض فيه حصار على سكان غزة، ما يُظهر تناقضًا صارخًا بين الخطاب الإعلامي والسلوك العملي.
وأكد أن بعض الأنظمة "تُمارس قمعًا داخليًا ضد أي نشاط شعبي تضامني مع الفلسطينيين، مشابهًا في ذلك سياسات تُتبع في الغرب تُحظر بموجبها انتقادات تُوجه للدولة الإسرائيلية تحت مبرر مكافحة معاداة السامية". ورأى أن هذا التوجه يُسهم في تجميد أي تحرك جماعي داعم للشعب الفلسطيني.