تستمر العاصفة التي تضرب الصين بالتسبب بفيضانات بعد أمطار غزيرة شهدتها منطقة قوانغشي، وذلك لليوم السابع على التوالي.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية اليوم الإثنين أن فرق الإنقاذ في مقاطعة بوباي الريفية بمنطقة قوانغشي سارعت على متن زوارق سريعة لانتشال الأشخاص إلى بر الأمان منذ مساء أمس الأحد، حيث أدت المياه التي يزيد منسوبها عن مترين (6.6 قدم) إلى تقطع السبل بالسكان القاطنين في منازل منخفضة الارتفاع.
وفي المناطق الجبلية، تسببت الانهيارات الأرضية في تدمير الطرق وانهيار الجسور. وسجلت إحدى محطات الأرصاد الجوية في بوباي رقمًا قياسيًا محليًا بعدما بلغ هطول الأمطار مستوى 511.5 ملليمتر (20 بوصة)، أي أكثر من معدل ربع هطول الأمطار السنوي في المنطقة.
أسباب العواصف
وضعفت قوة هايكوي من إعصار إلى عاصفة مدارية منذ وصوله إلى اليابسة بمقاطعة فوجيان في 5 أيلول/ سبتمبر، لكن الدوامة التي خلفها استمرت في إحداث فوضى في جنوب الصين.
وغمرت مدينة شنتشن المكتظة بالسكان أمطار هي الأكثر غزارة منذ بدء تسجيل معدل هطول الأمطار في عام 1952. وتعرضت هونغ كونغ المجاورة لأسوأ عاصفة منذ 140 عامًا.
ويحذر العلماء من أن الأعاصير التي تضرب الصين أصبحت أكثر شدة وأن مساراتها أصبحت أكثر تعقيدًا، مما يزيد من خطر وقوع الكوارث حتى في المدن الساحلية مثل شنتشن التي تتحدى على الدوام الأعاصير المدارية ولديها بالفعل قدرات قوية للتعامل مع الفيضانات.
وقال شاو صن، الخبير في شؤون المناخ بجامعة كاليفورنيا في إيرفين: "الأعاصير التي تتحرك كثيرًا في مناطق داخلية تؤثر على المناطق الأقل تعرضًا تاريخيًا لهطول الأمطار الغزيرة والرياح القوية، وغالبًا ما تكون أقل قدرة على التكيف مع الكوارث، مما يؤدي إلى وقوع خسائر أكثر خطورة".
وأضاف: "في حالة شنتشن هذه، كانت الكارثة ترجع بشكل رئيسي إلى الحركة البطيئة غربا للدوامة التي خلفها هايكوي، والتي ظلت شبه راكدة في موقعها من بعد ظهر يوم 7 سبتمبر حتى الساعات الأولى من يوم 8 سبتمبر، وحدث /تأثير دومينو/ مما جعل الإعصار يتجاوز القوة المتوقعة".
يشير ما يسمى "تأثير الدومينو" إلى التأثير التراكمي لأنظمة السحب المحملة بالأمطار المتعددة التي تمر فوق منطقة ما على التوالي، مما يؤدي إلى تراكم كبير للأمطار وزيادة كبيرة في احتمال هطولها يغزارة أو حتى بشكل عنيف.
ومن المتوقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة في قوانغشي خلال الأيام القليلة المقبلة.