أقدم وأحدث البيانات لدراسة تغيير المناخ

نتابع باستمرار حالة الطقس. نريد أن نعرف هل سيكون دافئاً أو بارداً، رطباً أو جافاً. لكن ماذا عن الظروف الجوية على المدى الطويل؟
متى نقول كلمة الجو بدلاً من كلمة الطقس؟ ما هو الحد الفاصل بينهما؟
لإعطاء معنى لهذه الفوضى ، نستطيع ان نبحث في التوجهات من خلال وجهة نظر استثنائية من الفضاء.
يوهانس شميت، الرئيس العلمي، من ميتوسات يقول: “الأقمار الصناعية لها دور رئيسي في إعطاء صورة شاملة. أنها توفر بيانات الأقمار الصناعية على نطاق واسع جدا.”
لكن حين تتحول المتابعة اليومية لحالة الطقس إلى متابعة لحالة المناخ، التاريخ له دور حيوي لأن البيانات القديمة تعد كنزاً للمعلومات.
لمعرفة الخط الفاصل بين الطقس والمناخ، والعلاقة بينهما، في ميتوسات في ألمانيا، مراقبة الحالة الجوية تتم عبر أسطول من الأقمار الصناعية الأوربية، على راسها ميتوسات. فالمنظمة تدير هذا الإسطول الأوربي المزود بآلات عالية الدقة. هذا يعني أنه يدير فئتين من الأقمار الصناعية بمدارات مختلفة.
ستيفان كارلير، مدير مشروع وكالة الفضاء الأوروبية يقول: “ المدار الأول هو المدار الثابت بالنسبة للأرض، على ارتفاع 36،000 كيلومترا من الأرض تقريباً. هناك مراقبة دائمة على هذا
الموقع من الأرض. بالإمكان الحصول على تحديث كبير. هذا يعني الحصول على البيانات في الوقت الحقيقي لأن الضوء مسلط باستمرار على المحطة الأرضية. لكن لا نستطيع رؤية القطبين.
لذلك، تم تطوير الأقمار الصناعية القطبية. حين تنتقل من قطب إلى آخر، الأرض تواصل الدوران . في نهاية اليوم، نحصل على عرض كامل للأرض. “
ستيفان كارلير يضيف قائلاً:“هذه الأثنتي عشرة صورة لها اثنا عشر أطوال موجية مختلفة، كل واحدة منها تزودنا بمعلومات عن الأرض ودرجة حرارة غلافها الجوي. هل هناك سحب وما هو
معدل درجة حرارة الأرض، أو درجة حرارة الغلاف الجوي، وايضاً ، أحد الجوانب الهامة للأرصاد : الرطوبة “.
بفضل الأقمار الصناعية، الآن لدينا معلومات أكثر عن الطقس. لكن هذه البيانات لها القدرة على تزويدنا بمعلومات نتمكن من خلالها أن نفهم تغيرات المناخ ؟
يوهانس شميت رئيس فريق العلماء، ميتوسات يقول: “حين نحصل على متوسط المعلومات الخاصة بالطقس، أي البيانات الجيوفيزيائية، درجة الحرارة، والرطوبة، على مدى حوالي ثلاثين
عاما، هذا ما نطلق عليه المناخ المرجع. الأقمار الصناعية لم تكن موجودة سابقاً لتزودنا بالبيانات المناخية على القرنين الماضيين. ليست لدينا بيانات لها مصداقية عن الغلاف الجوي في سجلات درجات الحرارة قبل عام 1979.
في مكتب الإرصاد الجوي البريطاني. بيانات الأقمار الصناعية على مدى السنوات الثلاثين الماضية تعد رصيدا مهماً بالنسبة لخبراء الإرصاد للساعات المقبلة. أما خبراء الارصاد الجوي فانهم
يستخدمون بيانات متيوسات لرصد الغلاف الجوي لبضعة أشهر أو بضع سنوات، وتحليل ما حدث.
آدم سكيف يقول:“البيانات التاريخية لها استخدامان اساسييان . الأول من خلال تحليل البيانات المناخية القديمة ، نفهم التقلبات الجوية. بامكاننا استخدامها لاختبار قدرة الحواسيب على إنتاج الشئ
ذاته .إن كانت مشفرة بشكل صحيح، إن كانت تستند على القياس العلمي والفيزيائي الصحيح.
الإستخدام الثاني للبيانات التاريخية يستعمل لإختبار توقعاتنا، لذلك علينا أن نبدأ قبل فصل الشتاء، دقة معرفتنا الإرصادية في الشتاء المقبل. نحن نقوم بهذا كل عام. بعد ذلك ننظر إلى نتائج البيانات التاريخية.
في المكتبة البريطانية هناك حوالي تسعة الآف سجل لهذه الشركة الهندية، الأقدم يعود إلى العام 1605.
هناك الآلاف من السجلات في متاحف أخر ايضاً ، منها سجلات كاتي سارك.
البيانات التي سجلها موظفو الشركة في عام 1789 ، مفيدة حقاً لمعرفة الحالة التاريخية للطقس.
البيانات التاريخية للطقس مورد غني لأننا نعرف وقت ومكان تسجيلها. لكن هل هي دقيقة في عصر الأقمار الصناعية ؟
يوهانس شميت يقول:“قياسات الأقمار الصناعية مختلفة جدا. نقيس في الجزء العلوي، حقول إشعاع الغلاف الجوي. حقول الإشعاع هذه تحتوي على معلومات جيوفيزيائية مهمة بالنسبة لنا. كدرجة الحرارة والرطوبة، وكمية الأوزون في الغلاف الجوي: سرعة الرياح على سطح المحيط. هذا يعني أن مبدأ القياس يختلف تماما. الأقمار الصناعية تقيس شيئاً، ونحن نقوم باستنتاج القياسات الجيوفيزيائية التي نود الحصول عليها.”
هناك اختلاف بطريقة القياس بيد أن الربط بين البيانات التاريخية وبيانات الأقمار الصناعية هو أن القواعد الأساسية للفيزياء والتي تحكم نظام المناخ لم تتغير.
هذا يعني أن معلومات الطقس تساعد العلماء على تصحيح النماذج المناخية .أنها تساعد على تحليل مسألة حساسة هي متى يعمل التغيير في الطقس على تغير المناخ.