يورونيوز التقت أسامة الرحباني بين أحضان الآثار الرومانية في بعلبك، حيث شاركنا أسرار نجاحه وخطط عمله المستقبلية. كما كشف عن ماهية العمل مع أفراد العائلة المشاهير مثل والده منصور، وشقيقه مروان وزوجة عمه الأسطورة فيروز.
موهبة بالوراثة تلك التي يتناقلها الرحابنة جيلا بعد جيلا، هذه العائلة الأشهر على الساحة الثقافية والفنية العربية، أنجبت أسماء بارزة ومميزة أغنت بانتاجها المكتبة الموسيقية والمسرحية العربية بأعمال خالدة لا تحصى منذ خمسينيات القرن الماضي.
أسامة الرحباني، سليل هذه العائلة، وأحد أبرز أركانها "الموسيقية"، يكمل ما بدأه الجيل الأول ويمضي حاملاً هذا الإرث العظيم، مضيفاً له المزيد بأعماله وبتعاونه مع أخيه مروان.
يمتلك الرحبانة عموماً وأسامة خصوصاً تاريخًا طويلاً مع مهرجان بعلبك الدولي - وهو أحد أهم الفعاليات الثقافية في لبنان - الذي استضاف هذا العام الفنان الأمريكي بن هاربر، ومغني الروك الفرنسي ماتيو شديد، والممثل والمخرج المسرحي اللبناني جورج خباز، إضافة إلى فنانين محليين ودوليين آخرين.
يورونيوز التقت أسامة الرحباني بين أحضان الآثار الرومانية في بعلبك، حيث شاركنا أسرار نجاحه وخطط عمله المستقبلية. كما كشف عن ماهية العمل مع أفراد العائلة المشاهير مثل والده منصور، وشقيقه مروان وزوجة عمه الأسطورة فيروز.
تبني المواهب الشابة
يسعى أسامة باستمرار إلى البحث عن المواهب الموسيقية الشابة في الشرق الأوسط، يذكر البعض دوره منذ سنوات في برنامج تلفزيون الواقع ستار أكاديمي، والذي كان منصة لاختيار أصوات جديدة من المنطقة وصقل مواهبها وتبنيها، يقول أسامة: "ليس من السهل التعامل مع مرشحين من جميع أنحاء العالم العربي. الأمر الأكثر صعوبة هو تقبلهم لرأيي".
بعد ما عرف عنه من صرامة بالتعامل مع طلابه، يشرح أسامة أن الفنانين في بداية مشوارهم الفني يجب أن يكونوا منفتحين ومتقبلين للنقد وقادرين على التكيف إذا أرادوا النجاح. كما يحذر من تبعات الشهرة بين عشية وضحاها، مضيفاً أن برامج الواقع لا تضمن شهرة على المدى الطويل.
يقول أسامة: "إن سر نجاحك هو امتلاكك أعصاباً وطباعاً جيدة، تتقن الاسترخاء وتتلقى "اللكمة" دعنا نقول".
وأضاف: "إن الموسيقى والفن هي احتراف جاد بالنسبة لنا، ولهذا السبب أنا قاسي جدًا معهم".
للمزيد على يورونيوز:
المهرجانات الصيفية في لبنان.. موسيقى بلحن الأزمات المحلية والإقليمية
أوبرا "فانيسا" لصامويل باربر تأسر القلوب في غليندبورن
وفاة ملكة موسيقى السول.. آريتا فرانكلين التي غنت في جنازة مارتن لوثر كينغ
مشاريع مستقبلية
أسامة كذلك يشارك مغنية السوبرانو اللبنانية هبة طوجي، التي حققت شهرة واسعة باشتراكها في برنامج ذا فويس بنسخته الفرنسية عام 2015، في العديد من المشاريع.
لعبت هبة أدواراً عدة في مسرحيات أنتجها أسامة ومروان، إضافة إلى تسجيل العديد من الألبومات والأغاني التي ألفاها.
يكشف أسامة أن هناك المزيد من التعاون في المستقبل: "نحن نعمل على كثير من المشاريع مع هبة - موسيقى وبعض الحفلات الموسيقية، لكن المشروع الرئيسي الذي أقوم بإعداده هو مسرحية جديدة، قيد التحضير منذ ست أو سبع سنوات، نفرتيتي ".
هل ستكتسب الموسيقى العربية شعبية في أجزاء أخرى من العالم؟
وفقاً لأسامة، تواجه الموسيقى العربية العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى جمهور أوسع، كما وصلت أنواع موسيقية أخرى كالموسيقى اللاتينية.
من الناحية الفنية ، يشرح أن النغمات المستخدمة في الموسيقى العربية (الربع نغمة أو الربع تون) قد تبدو غريبة بالنسبة لأولئك الذين لم يعتادوا على هذا الأسلوب في أوروبا أو الولايات المتحدة، لأنهم يتلقونها على أنها "نشاز ".
إضافة إلى ذلك، هناك عقبة أخرى تحول دون وصول الموسيقى العربية إلى الشهرة في البلدان الغربية هي اللغة، فمعرفة اللغة هي مفتاح الجمهور للتفاعل مع هذا اللون الموسيقي.
فيروز: تحفظ، غموض، وأسطورة
عن زوجة عمه عاصي، الفنانة فيروز، يقول أسامة إن التواصل معها يمكن أن يشكل تحدياُ كبيراً في بعض الأحيان.
يقول أسامة: "إنها متحفظة وغامضة، وهذا ما يجعلها مطربة" ، لأن "المطربة لا تحصل على مجدها من خلال صوتها فقط، بل من خلال تفاعلها وتصرفها مع محيطها".
العمل مع العائلة
في حين أن العمل مع الأسرة قد يبدو وكأنه عمل روتيني بالنسبة للبعض، فإن الرحبانة استطاعوا تحويله إلى فن رفيع.
يقول أسامة إن السر يكمن باحترام من يقود العمل خلال مشروع معين، على الرغم من أي اختلافات إبداعية.
"لديك هويتك ، لديك الأفكار الخاصة بك ولديك شخصيتك أيضا" كما يقول، "ولكن إذا كان شخص ما في موقع المسؤولية، فعليه رسم الخطة وإرشادك".
الرحابنة: تاريخ في بعلبك
بدأ الرحبانة بالمساهمة في المشهد الثقافي في المنطقة قبل نحو 70 عاماً، عندما بدأ الأخوان الراحلان منصور وعاصي ببث أغنياتهما على الراديو اللبناني.
وحقق الأخوان أعمالاً ناجحة في التلحين وكتابة الأغاني والمسرحيات، قبل انضمام فيروز إليهما وتعزيز قوتهما الإبداعية.
وبدأ الثلاثي بتحقيق النجاح تلو الآخر، وبعد مضي أربع سنوات على زواج فيروز وعاصي، أدى الثلاثي معاً أعماله الفنية للمرة الأولى في مهرجان بعلبك الدولي في عام 1957.
وتصاعد نجاح الثلاثي خلال الستينيات والسبعينيات، وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية، أنتج الأخوان المسرحيات الموسيقية التي تحمل رسائل نقدية وسياسية ساخرة.