Eventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

شاهد.. تونسي أمضى سنوات لاكتشاف طريقة استخراج اللون الأرجواني من القواقع

محمد غسان نويرة
محمد غسان نويرة Copyright FETHI BELAID/AFP or licensors
Copyright FETHI BELAID/AFP or licensors
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

دفع الشغف بالحضارات المتوسطية القديمة التونسي محمد غسان نويرة إلى تمضية ساعات طويلة في مطبخه حيث يحاول منذ سنوات اكتشاف أسرار استخراج اللون الأرجواني من أصداف وقواقع بحرية، وفق تقنيات تعود لآلاف السنين.

اعلان

دفع الشغف بالحضارات المتوسطية القديمة التونسي محمد غسان نويرة إلى تمضية ساعات طويلة في مطبخه حيث يحاول منذ سنوات اكتشاف أسرار استخراج اللون الأرجواني من أصداف وقواقع بحرية، وفق تقنيات تعود لآلاف السنين.

ويستعمل هذا الأربعيني في عمله مطحنة يدوية من الحجر ومطرقة صغيرة الحجم وملقطا.

هكذا تنطلق أولى المراحل للحصول على اللون الأرجواني، هذا اللون الفريد الذي ابتكره الفينيقيون وحملوه معهم في اسفارهم، وأتقنه القرطاجيون والرومان.

ويتحفّظ غسّان على كشف ما تبقى من مراحل الإعداد التي أبقاها القدماء سرية، ما أدى إلى اختفاء الصناعة منذ حوالي 600 سنة.

وقد تمكنّ نويرة إثر 13 عاما من المحاولات المتكررة من إتقان جزء من مراحل الصناعة.

وتعود بداية شغفه إلى آب/أغسطس من العام 2007، حين عثر على أحد الشواطئ على صدفة نافقة يخرج منها لون أحمر أرجواني ذكّره بدرس تعلّمه في المدرسة في خصوص استخراج هذا اللون.

دفعه الفضول إلى شراء كمية من القواقع من عند الصيادين، وبدأ العمل على اكتشاف هذا "الكنز البحري" داخل مطبخ صغير في بيت والده يستعمله إلى اليوم كورشة يقوم فيها بكل عملياته.

ويقول غسان وهو مدير في شركة استشارات "في البداية، لم أكن أدرك من أين أنطلق. كنت أهرس كل الأصداف بالكامل في محاولة لفهم كيف لهذا الحيوان الصغير البحري أن ينتج لونا نفيسا".

لم يكن تعلّم التقنية سهلا، بل كلّفه ذلك سنوات من فشل التجارب وأحيانا الإحساس بالإحباط وتحمّل رائحة الصدف الكريهة.

ويقول نويرة "شجّعني وساعدني العديد من المختصين في الدباغة وفي علم الآثار، ولكن لم يكن أحد منهم يعرف الطريقة".

رمز النفوذ والأناقة

ويقول الأستاذ من المعهد الوطني للتراث علي درين إن استخلاص اللون الأرجواني الذي كان يستعمل لدباغة لباس الحكام، كان مصدرا لثراء الفينيقيين ثم القرطاجيين والرومان.

ويضيف أن هذا اللون صُنّف رمزا للنفوذ والأناقة والجمال، وكان "تحت سيطرة الأباطرة والقياصرة، لأنه يدرّ مالا كثيرا لخزانة الإمبراطور".

ولم يعثر إلى اليوم عن وثائق تاريخية تبيّن بصفة واضحة طرق تحضير اللون، حسب درين الذي يتابع "ربما لأن الحرفيين لم يكونوا يريدون الإفصاح عن أسرار مهارتهم أو لأنهم كانوا يخافون لأن انتاج الأرجوان مرتبط بأنشطة تابعة مباشرة للإمبراطور الذي يرفض أي منافسة".

وبقيت آثار الصدف وبقايا نار في مواقع أثرية في البحر الأبيض المتوسط وخصوصا في مدينة صور في جنوب لبنان وفي سواحل جزيرة جربة (شرق)، يمكن أن تستنتج من خلالها بعض التقنيات التي كانت تستعمل لتحضير اللون.

ووضع الفينيقيون الذين جاؤوا من مدينة صور، الأسس الأولى لما سيعرف لاحقا بالإمبراطورية القرطاجنية.

ويشعر نويرة "بالفخر والرضى"، لأنه أعاد "إنعاش شيء مرتبط بأجدادنا القرطاجنيين".

ويُستخرج بعد عملية هرس الصدفة وإخراج جزئها الرخو، مسحوق باهظ الثمن يبلغ سعر الغرام الواحد منه حوالي 2800 دولار ويمكن أن يصل سعره إلى أكثر من أربعة آلاف دولار عند بعض التجار الأوروبيين، حسب نويرة الذي يبيعه بسعر أقل من ذلك.

اعلان

مئة كيلوغرام من أجل غرام واحد

وهناك عدد محدود يعد على الأصابع من منتجي اللون الأرجواني الطبيعي في العالم، من بينهم فنانة ألمانية وياباني ولكل منهما تقنياته السرية.

ويتذكر نويرة أنه عندما طلب منهم المساعدة، ردّ أحدهم متهكما "هذه ليست وصفة طبخ".

ويقول نويرة "هذا ما دفعني للاعتماد على نفسي والاطلاع أكثر وتكثيف تجاربي" خصوصا على صنفين من القواقع والأصداف "رنكيلوس" و"بولينوس براندريس".

ويحفظ نويرة خلاصة مستحضراته في علبة من الخشب تجمع ألوان مدرجة من الأزرق القاني إلى الأحمر والبنفسجي، وهي نتاج عمله منذ العام 2009 و"ذكريات غالية لنجاحي الأول".

اعلان

ويتابع "حسّنت من طريقتي إلى أن تمكنت من الوصول الى تقنية جيدة جدا ما بين عامي 2013 و2014".

وللحصول على غرام واحد من لون الأرجوان الخام، يجب هرس مئة كيلوغرام من الأصداف، ما يتطلب عملا طيلة عطلتي نهاية الأسبوع.

ويجب فرز القواقع والأصداف حسب الفصيلة والحجم ثم تنزع عنها القشرة الخارجية لاستخراج الجزء الرخو الذي يتمّ تجفيفه بالملح وهو الذي يستخرج منه اللون بعد ذلك خلال عملية الأكسدة.

وأنتج نويرة عشرات الغرامات من هذا المسحوق وباعها في عدد من دول العالم.

وبين الشارين، شركة "كريمر بيغمنتي" التي تتخذ من ألمانيا مقرا وتبيع منتجات فنية. كما أن هناك رسامين وجامعي أغراض نادرة وخبراء يجرون أبحاثا حول الدباغة، يشترون مستحضر اللون الأرجواني.

اعلان

ويحلم محمد بعرض أعماله في متحف في تونس ويحزن لأن السلطات في بلاده لا تعير اهتماما لعمله.

ويؤكد نويرة الذي يحلم بإدارة ورشات على الشكل القديم أو في أحد المواقع الأثرية التاريخية، أن هذا "من شأنه أن يضيف نوعا غير تقليدي من السياحة الثقافية في تونس"، معتبرا أن هذا "اللون له إمكانات سياحية كبيرة".

viber
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: مجريون يتوافدون بكثافة على المسابح والحفلات وخبراء يحذرون من تفشي العدوى

بعد قرار بريطاني وتحذير فرنسي إسبانيا تقول إن تفشي كورونا "تحت السيطرة"

ما الذي يفعله الصحفي الفرنسي المثير للجدل برنار هنري ليفي في غرب ليبيا؟