ولى زمن الانتداب ونحن أيضا نخجل.. هكذا رد اللبنانيون على كلام ماكرون عن الساسة في لبنان

اعلان

عبارات قوية تلك التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد، إلى الطبقة الحاكمة في لبنان والتي فشلت في تشكيل حكومة كما تم الاتفاق عليه خلال زيارة ماكرون الثانية إلى لبنان في الأول من أيلول/سبتمبر الماضي.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي عقد في باريس إنه "أخذ علما بالخيانة الجماعية" للطبقة السياسية اللبنانية مضيفا أن الاطراف اللبنانيين "يتحملون كامل المسؤولية" عن هذا الفشل.

ووجه ماكرون هجوما لاذعا لسياسين ومسؤولين لبنانيين بمن فيهم الرئيس ميشال عون، وحزب الله و حركة أمل اللذين اتهمهما بعرقلة تشكيل الحكومة.

وتباينت ردود فعل اللبنانيين على مواقع التواصل الإجتماعي حول خطاب الرئيس الفرنسي إذ انتقد البعض "توجيه ماكرون اتهامات" لشخصيات لبنانية

معتبرين في كلماته مساس بسيادة لبنان.

كما لمسوا تعاليا في خطابه و كأن لبنان "مستعمرة فرنسية" وفق أحد المغردين.

وذكرت مغردة أخرى أن "كلام ماكرون غير مقبول، ولا يسكت عنه إلا فاقد كرامة، فلسنا في زمن الانتداب والفرنسيين كانوا رعاة للكثير من الساسة الفاسدين في لبنان فلا يحق لهم التحدث الفوقي كمنقذين.."

كما طالب أحد اللبنانيين الرئيس الفرنسي أن يغير "فريق عمله الخاص بلبنان" مضيفا أن ماكرون بات ينطق بلغة أمريكية.

ماكرون: أشعر بالخجل مكان حكامكم.. ولبنانيون يردون: نحن أيضا

تفاعل إعلاميون وفنانون لبنانيون مع عبارة ماكرون التي قال فيه إنه يشعر بالخجل من الحكام اللبنانيين وكتبت الفنانة نوال الزغبي "ماكرون يخجل بالحكام اللبنانيين، ونحن كذلك سيدي الرئيس".

فيما كتب الإعلامي يزبك وهبة " لقد استهدف الرئيس الفرنسي الجميع.. خجلنا من مسؤولينا.. وآسفاه".

وردت مغردة على ماكرون "الشعب اللبناني أشد خجلا لأن من يمثله أمام دول العالم منظومة من الفاسد والإجرام"

دفاع عن حزب الله

وقد هاجم ماكرون حزب الله الذي قال عنه إنه "لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه جيشا يحارب اسرائيل ومليشيا تحارب في سوريا وحزبا يحظى بالاحترام في لبنان. عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين. وفي الأيام الأخيرة، أظهر بوضوح عكس ذلك"

مشيرا أن على الحزب أن"لا يعتقد أنه أقوى مما هو" عليه.

ودافع مغردون عن حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله ردا على كلمات ماكرون وكتب مغرد " يا ماكرون المقاومة كل ما نملك وهي شرفنا وسلاحنا في وجه العدو الاسرائيلي...".

وغرد آخر "ماكرون لعبتك واضحة من الأول، -لكن- حزب الله أقوى جيش وأقوى حزب بلبنان شئت أم أبيت...".

تهريب ممنهج لتدمير الإقتصاد

كما شد انتباه اللبنانين المقطع الذي تحدث فيه ماكرون بالتفصيل عن كيفية قيام مسؤولين في بلاد وبشكل ممنهج بالتسبب في انهيار النظام الاقتصادي اللبناني بتواطؤ مصرف لبنان ومصارف أخرى، من خلال تجميد ودائع المواطنين في البنوك مع تمكين المسؤولين من تهريب أموالهم إلى الخارج.

وذكر ماكرون أن طريقة تهريب الأموال تمت بطريقة "هرم بونزي" الذي يعد شكلا من أشكال الإحتيال المالي، حيث يُوعَدُ أصحاب الودائع والمستثمرون بهامش ربح مرتفع غير أنهم لا يتلقون أي شيء بعدها بسبب انهيار هذه المصارف.

ولا يستفيد في النهاية إلا أصحاب "اليد الفاسدة" مثلما وصفهم ماكرون في زيارته الأولى إلى لبنان، الذين يهربون أموالهم ويقع المواطن ضحية.

اعلان

وكتب مغرد "وكأن المصارف اللبنانية أسست لخدمة مصالح كبار المسؤولين وحصل ما يسمى سلسلة البونزي ولم يعد أحد يثق بالنظام المصرفي اللبناني".

فرصة أخيرة...

وأكد الرئيس ماكرون أنه لايزال متمسكا بالمبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة مهام في لبنان وذكر أن أمام القادة اللبنانيين "فرصة أخيرة" للوفاء بالتعهدات التي أعلنوها بداية أيلول/سبتمبر بهدف تشكيل حكومة مهمة والحصول على المساعدة الدولية.

وقال ماكرون إن "خارطة الطريق التي وضعت في الاول من أيلول/سبتمبر باقية ... إنها المبادرة الوحيدة التي اتخذت على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي ... لم يتم سحبها من الطاولة ... ولكن يعود الآن الى المسؤولين اللبنانيين أن ينتهزوا هم هذه الفرصة الأخيرة".