أعلنت الجماعة الإسلامية على صفحتها على موقع فيسبوك وفاة سعيدي، متهمة السلطات بـ"تحويله ببطء إلى شهيد دون علاج في السجن".
قال مسؤولون إن آلاف المحتجين الغاضبين رددوا شعارات مناهضة للحكومة خلال مسيرة في بنغلادش، يوم الاثنين، بعد ساعات من وفاة زعيم معارض إسلامي بارز مسجون بنوبة قلبية عن عمر يناهز 83 عاما.
وتوفي دلوار حسين سعيدي، نائب رئيس حزب الجماعة الإسلامية المعارض، في مستشفى سجن كاشيمبور خارج العاصمة دكا بعد ما يزيد قليلا عن عقد من الزمان منذ أن تسببت إدانته من قبل محكمة جرائم حرب مثيرة للجدل في إثارة أعنف أعمال العنف السياسي في تاريخ البلاد.
ووسط انتشار كبير لعناصر الشرطة، احتشد الآلاف من المعزين والمؤيدين لسعيدي خارج المستشفى بعد وفاته مرددين "الله أكبر" و"لن ندع دماء السيد تذهب سدى" فيما ألقى كثيرون منهم باللوم على حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي تستعد لانتخابات عامة رئيسية مقررة في يناير / كانون الثاني.
من جانبها، أعلنت الجماعة الإسلامية على صفحتها على موقع فيسبوك وفاة سعيدي، متهمة السلطات بـ"تحويله ببطء إلى شهيد دون علاج في السجن".
وحكمت محكمة جرائم الحرب على سعيدي بالإعدام في عام 2013 بثماني تهم تتعلق بجرائم قتل واغتصاب واضطهاد هندوس، مما أثار احتجاجات دامية شارك فيها آلاف المؤيدين في أنحاء البلاد وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.
وفي عام 2014، أعلنت المحكمة العليا في بنغلادش عن قرارها بحبسه "بقية حياته" لارتكابه جرائم خلال حرب التحرير مع باكستان عام 1971.
ويذكر أن اسم سعيدي برز في فترة الثمانينيات بعد أن بدأ يخطب في بعض أكبر المساجد في الدولة ذات الأغلبية المسلمة حيث كان يستقطب مئات الآلاف إلى جلساته وكانت الأقراص المدمجة لخطبه من الأكثر مبيعا آنذاك. حتى أن الأشخاص الذين لم يكونوا من أنصار الجماعة حضروا مواعظه القرآنية.
ورغم حظر الجماعة الإسلامية طوال فترة السبعينيات لدعمها باكستان أثناء الحرب، إلا أنها أصبحت بحلول التسعينيات ثالث أكبر حزب في البلاد وأكبر جماعة إسلامية. وينسب محللون سياسيون السبب في ذلك إلى مواعظ سعيدي التي ساهمت في تحويل الحزب إلى قوة رئيسية في البلاد.