ينام الأطفال على الأرض بجانب آبائهم ويتساءلون كيف سيعيشون في منطقة نزح فيها أكثر من 1.5 مليون شخص.
اعتقد الفلسطيني يوسف مهنا أن الحرب في غزة ستنتهي بسرعة، إلا أنه أصيب بقصف إسرائيلي، ودمّر منزله، قبل أن يعيش مشردًا منذ 25 يومًا.
وحال مهنا كالآلاف من سكان غزة، الذين نزحوا من شمال القطاع إلى جنوبه.
ويفر عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالشاحنات أو السيارات أو في عربات تجرها الحمير، هربًا من القصف الإسرائيلي المستمر منذ 37 يومًا.
وعند مفترق طرق بني سهيلا في خان يونس، على طريق صلاح الدين الذي يربط غزة من الشمال إلى الجنوب، لا تزال مواكب النازحين تتوالى.
وينضم إلى الفارين من مدينة غزة أولئك الذين يغادرون خان يونس متجهين جنوبًا نحو رفح الحدودية مع مصر.
وغادر مهنا مخيم جباليا للاجئين في الساعة السابعة صباحًا، شمال مدينة غزة، على أمل الوصول أيضًا إلى رفح في نفس اليوم.
لكن رحلته انتهت في خان يونس، بعد 8 ساعات من السفر قطع خلالها 25 كيلومترًا فقط.
وقال وهو محاط بأطفاله الستة: "لقد دفعت بالفعل 500 شيكل (130 دولارًا) للقدوم من جباليا".
"لا نمتلك الخبز"
ولأن زوجته المريضة على كرسي متحرك، اضطر إلى استئجار "عربات تجرها الحمير والشاحنات والسيارات" لنقلها.
وفي بعض الأحيان، بين جولات السيارات، كانوا يُجبرون على السير على الأقدام.
ينام الأطفال على الأرض بجانب آبائهم ويتساءلون كيف سيعيشون في منطقة نزح فيها أكثر من 1.5 مليون شخص.
وفي جنوب غزة، الذي يعج بالنازحين من الشمال، فإن الإيجارات البالغة 150 دولاراً في الشهر تصل الآن إلى 500 و1000 دولار.
وقالت أم يعقوب: "ليس لدي حتى لقمة خبز لإطعام أطفالي. منذ السادسة صباحًا وأنا أبحث في كل مكان."
وأضافت السيدة البالغة من العمر 42 عاماً والتي وصلت إلى خان يونس قبل ثلاثة أيام مع زوجها وأطفالها السبعة من مدينة غزة: "لا أستطيع أن أعطيهم أي شيء ليأكلوه".
قبل الحرب، كان ما يزيد قليلا عن 80% من سكان غزة يعيشون في فقر، وكان ما يقرب من ثلثيهم يعتمدون على المساعدات الدولية، وخاصة في الغذاء، وفقًا للأمم المتحدة.