قُتل عشرة مقاتلين حوثيين في ضربة أمريكية بعد أن هاجموا سفينة شحن دنماركية في البحر الأحمر. يأتي ذلك وسط أنباء عن تخطيط واشنطن ولندن لضربات جوية ضد مواقع عسكرية للحوثيين.
اعلانقالت مصادر مطلعة إن عشرة مقاتلين من جماعة الحوثيين في اليمن قتلوا في هجوم جوي أمريكي استهدف 3 زوارق في البحر الأحمر، وأكدت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها أن مقتل عدد من أفراد المجموعة التي استهدفت سفينة شحن تابعة لعملاق الشحن البحري ميرسك الدنماركية. وأكد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، في بيان "استشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية"، بعد ما "أقدمتْ قوات العدو الأمريكيِ على الاعتداءِ على ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية".
وحمل الحوثيون الأمريكيين "تبعاتِ هذه الجريمةِ وتداعياتِها"، مشددين على أن التحركات العسكرية الأمريكية في البحرِ الأحمرِ "لحماية السفن الإسرائيلية لن تمنع اليمن من تأدية واجبِه الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِ دعما ونصرةً للمظلومين في فلسطينَ وغزة."
من جانبها قالت شركة ميرسك الدنماركية الأحد إن الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن شنوا هجوما على سفينة حاويات تابعة لها ما دفعها إلى تعليق جميع رحلاتها عبر البحر الأحمر لمدة 48 ساعة. وهذا الهجوم هو الأحدث الذي ينفذه المسلحون الحوثيون الذين يستهدفون السفن في البحر الأحمر في دعم واضح للفلسطينيين في غزة.
استهداف سفينة تابعة لشركة ميرسك
وأكدت ميرسك أن الطاقم على متن السفينة أبلغ عن وميض على سطح السفينة يوم 30 ديسمبر كانون الثاني في حوالي الساعة 1830 بتوقيت وسط أوروبا عندما كانت السفينة على بعد 55 ميلا بحريا جنوب غرب الحديدة. وأعلن الحوثيون في البيان الذي قرأه يحيى سريع عن مسؤوليتهم عن استهداف سفينة حاويات ميرسك هانغزو.
من جانبها قالت القيادة المركزية الأمريكية على منصة إكس إن طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية أغرقت ثلاثة من أصل أربعة زوارق استخدمها الحوثيون في اليمن لمهاجمة سفينة تجارية في جنوب البحر الأحمر يوم الأحد.
وأضافت أن الطائرات انطلقت من حاملتي الطائرات أيزنهاور وغرافلي استجابة لنداءات استغاثة من السفينة ميرسك هانغزو، وردت بإطلاق النار على قوارب الحوثيين دفاعا عن النفس وأغرقت ثلاثة زوارق دون ناجين على متنها بينما فر القارب الرابع من المنطقة.
وفي رد فعل على الهجوم على سفينة ميرسك، أعلنت الدنمارك عن إرسال فرقاطة إلى البحر الأحمر. وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن في حسابه على تويتر: "الهجوم غير المبرر ضد سفينة ميرسك أمر غير مقبول على الإطلاق. للأسف هذا يُبرز الوضع الخطير في البحر الأحمر. ولهذا السبب نرغب في إرسال فرقاطة إلى المنطقة للمساعدة في درء هجمات مماثلة."
ضربات جوية ضد الحوثيين
وفي سياق متصل، قالت صحيفة ذا تايمز البريطانية إن بريطانيا تستعد للمشاركة في ضربات عسكرية تقودها واشنطن. وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر لم تفصح عن هويته داخل الحكومة البريطانية، إن من المخطط أن تستهدف سلسلة من الضربات الجوية أهدافا عسكرية لجماعة أنصار الله الحوثية، إما في البحر الأحمر أو في اليمن نفسه، بمشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا ودولة أوروبية أخرى لم تذكرها.
وفي مكالمة هاتفية لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مع نظيره الإيراني أمير عبد اللهيان، قال كاميرون إن طهران تشترك في مسؤولية إيقاف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. من جانبه، قال عبد اللهيان "إنه لا يمكن اعتبار توقيف السفن الصهيونية بالبحر الأحمر تهديدا، فيما يُسمح لإسرائيل بارتكاب جرائم بغزة." وحذر الوزير الإيراني من أن بلاده سترد "بقوة وبحزم على أي مغامرة أو اعتداء من الكيان الإسرائيلي."
وصعدت جماعة الحوثي اليمنية في الآونة الأخيرة، من هجماتها على سفن تجارية تبحر في البحر الأحمر، رداً على الهجوم الإسرائيلي على غزة، ما دفع بعض شركات الشحن إلى تغيير مساراتها.