كشفت منظمة "أكسس ناو" غير الربحية التي تدافع عن الحقوق الرقمية، و"سيتزن لاب" بجامعة تورونتو بكندا، في تحقيق مشترك أن برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، استخدم للتجسس على ما لا يقل عن 35 صحفياً وسياسياً وناشطًا في مجال حقوق الإنسان في الأردن.
وكشف التحقيق الخميس، عن اختراق أجهزة الهواتف المحمولة الخاصة بمدافعين عن حقوق الإنسان ومحامين وصحافيين في الأردن، باستخدام تقنية "بيغاسوس" التي طورتها شركة البرمجة والهايتِك الإسرائيلية "إن إس أو"، بين أغسطس/آب عام 2019 وديسمبر/كانون الأول عام 2021.
بعض الضحايا وصلتهم إشعارت من شركة آبل بأن مهاجمين ترعاهم دولة حاولوا اختراق هواتفهم الخلوية الشخصية، في أكثر من مناسبة.
وضمّت قائمة المستهدفين الأسماء التالية:
- 16 صحفياً وعاملاً في وسائل إعلامية، بينهم صحفيان من "مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد" الأردني، وداود كتاب، وهو صحفي فلسطيني أمريكي حائز على جوائز
- هالة عاهد محامية حقوق الإنسان، استهدفت مع سبعة محامين حقوقيين آخرين
- سياسي وخمسة نشطاء محليين
وتطرق التقرير إلى أن تحميل برمجيّة بيغاسوس يتم خلسة على الهواتف الخلويّة، وبمجرّد الانتهاء من التحميل، يستطيع العميل تحويلها إلى أداة مراقبة قوية من خلال الوصول إلى الكاميرا والمكالمات والوسائط والبريد الالكتروني والرسائل النصيّة، ما يُمكنه من مراقبة الشخص المستهدف وجهات الاتصال الخاصة به.
وفي بعض الحالات، تظاهر أشخاص بأنهم صحفيون، يسعون إلى إجراء مقابلة مع الضحايا، بينما يقومون بتضمين روابط لبرنامج بيغاسوس وسط رسائلهم.
وأفاد التقرير بأن استهداف الباحثين والصحفيين والنشطاء وأعضاء الأحزاب السياسية والديبلوماسيين المقيمين في الأردن ببرمجيّة التجسس، يأتي وسط حملة قمع مكثفة على الفضاء المدني في البلاد. تضطهد السلطات الأردنيّة وتُضايق بشكل متزايد المواطنين الذين يتنظمون بشكل سلمي وينخرطون في المعارضة السياسية.
وفي أبريل/نيسان 2021، أفاد موقع "أكسيوس" أن الحكومة الأردنيّة دخلت في مفاوضات مع "إن أس أو" للحصول على برامج مراقبة متطورة، لكن لم يكن هناك تأكيد في ذلك الوقت بأنّ الصفقة تمّت.
ورفعت عدة دعاوى قضائية بحق الشركة الإسرائيلية، خصوصاً من قبل "آبل" الأمريكية، وشركات أخرى. وفي يوليو 2021، كشف تحقيق عن قائمة تضم أكثر من 50 ألف اسم تم التجسس عليهم عبر نظام "بيغاسوس"، من بينهم رؤساء دول.