حذر ترامب من "خفض كبير في الأجور" ضد الممتنعين عن العودة بينما أعلن عن مكافأة قدرها 10 آلاف دولار لكل مراقِب "وطني عظيم" لم يأخذ إجازة خلال ما وصفه بـ"خدعة الإغلاق التي دبرها الديمقراطيون".
أصدر الرئيس دونالد ترامب، الاثنين، إعلاناً رئاسياً يُعلن فيه الأسبوع الجاري "أسبوعاً وطنياً لمناهضة الشيوعية"، في وقت لا تزال فيه الحكومة الفيدرالية مغلقة منذ أكثر من شهر، وهو أطول إغلاق في التاريخ الأمريكي.
وجاء الإعلان، الذي أصدره البيت الأبيض، في ذروة أزمة تشغيلية ناجمة عن الإغلاق، أدّت إلى إلغاء آلاف الرحلات الجوية وشلل جزئي في إدارة الطيران الفيدرالية (FAA).
ووصف ترامب الشيوعية بأنها "إحدى أكثر العقائد تدميراً في التاريخ"، معتبراً أن "أصواتاً جديدة تُردد اليوم أكاذيب قديمة، مُخفيةً إياها تحت عبارات مثل العدالة الاجتماعية أو الاشتراكية الديمقراطية"، في إشارة إلى زهران ممداني، رئيس بلدية نيويورك المنتخب، الذي وصفه ترامب سابقاً بـ"الشيوعي".
وقال ترامب في الإعلان: "رسالتهم لم تتغيّر: تخلّوا عن حرياتكم، وسلّموا مصيركم لسلطة الحكومة، واتركوا طموح الامتلاك من أجل راحة المراقبة الزائفة". وعقب فوز ممداني، أضاف، "يواجه الأمريكيون اليوم خياراً واضحاً: إما الشيوعية… أو المنطق السليم"
وفي الساعات نفسها، وأثناء استمرار الإغلاق الحكومي، وجّه ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" أوامر طارئة لمراقبي الحركة الجوية، وهم من الموظفين الفيدراليين الأساسيين الذين ما زالوا مطالبين بالعمل رغم تعليق رواتبهم ــ داعياً إياهم إلى "العودة فوراً إلى العمل، الآن!!!".
وحذر من "خفض كبير في الأجور" ضد الممتنعين عن العودة بينما أعلن عن مكافأة قدرها 10 آلاف دولار لكل مراقِب "وطني عظيم" لم يأخذ إجازة خلال ما وصفه بـ"خدعة الإغلاق التي دبرها الديمقراطيون".
كما حثّ من "لم يفعلوا سوى الشكوى وأخذوا إجازات، رغم علمهم بأنهم سيتقاضون رواتبهم كاملة قريباً" على الاستقالة، مضيفاً: "ستُدرج في سجلكم علامة سلبية – على الأقل في نظري. وإذا كنتم تنوون ترك الخدمة قريباً، فلا تترددوا في ذلك، دون أي دفعات أو مكافآت إنهاء خدمة. وسيتم استبدالكم سريعاً بوطنيّين حقيقيّين".
وأكّد ترامب أن هؤلاء سيتم تزويدهم "بالمعدات الحديثة ذات التقنية الفائقة التي نقوم بطلبها حالياً – وهي الأفضل في العالم".
تمرير مشروع قانون لتمويل الحكومة
وجاء تصويت مجلس الشيوخ الأميركي اليوم على تمرير مشروع قانون لتمويل الحكومة، وذلك بعد أن توصلت مجموعة من 8 أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى اتفاق مع قادة الحزب الجمهوري بالمجلس والبيت الأبيض لإنهاء الإغلاق الحكومي بصورة مؤقتة.
ووفق شبكة "سي إن إن" فقد صوت 8 ديمقراطيين على الأقل إلى جانب الجمهوريين في المجلس البالغ عددهم 53 عضوا لتمويل الحكومة، ويعد هذا الاتفاق خطوة رئيسية نحو إعادة فتح الحكومة بعد فترة إغلاق لمدة 41 يوما، وتعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
إلغاء 2600 رحلة وسط انهيار في الطاقة التشغيلية
وأدت أزمة الإغلاق ــ المصحوبة بغياب جزء من مراقبي الحركة الجوية ــ إلى إلغاء شركات الطيران آلاف الرحلات. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، طبّقت شركات الطيران طلباً من FAA بخفض جداول الطيران بنسبة 4%. وسترتفع النسبة إلى 6% في 40 من أنشط المطارات اعتباراً من الثلاثاء، لتصل إلى 10% بحلول نهاية الأسبوع.
وبحلول صباح الاثنين، ألغت شركات الطيران 1600 رحلة ليوم الاثنين، وقرابة 1000 رحلة ليوم الثلاثاء.
وتشمل المطارات الأكثر تضرراً: أتلانتا، دنفر، دالاس، أورلاندو، ميامي، سان فرانسيسكو، بالإضافة إلى مطارات كبرى في نيويورك وهيوستن وشيكاغو. فيما لم تتأثر الرحلات الدولية حتى الآن.
ضغوط مزمنة ومخاوف قانونية متزايدة
ورغم أن الموظفين الأساسيين كالذين في FAA مضمون لهم صرف رواتبهم المتأخرة بموجب قانون معاملة الموظف الحكومي بشكل عادل لعام 1999، فإن تهديد ترامب بخفض أجورهم قد يُنظر إليه على أنه تجاوز للصلاحيات، خاصةً إذا اعتُبر عقوبة على ممارسة حق قانوني (مثل أخذ إجازة مرضية أو شخصية).
كما أن منح مكافأة مالية ــفي ظل عدم صرف راتبين متتاليين ــ قد يُطرح أمام مراجعة قانونية، نظراً لغياب إطار تشريعي أو مخصصات مالية مُعتمدة لهذه الغاية.
وقال مدير FAA، براين بيدفورد، الأربعاء: "أود أن أثني على مراقبي الحركة الجوية الذين يستمرون في الحضور يومياً، ويضمنون سلامة نظامنا. وفي الوقت نفسه، أقرّ بأن المعطيات تُظهر أننا بحاجة إلى بذل جهد أكبر. وسنفعل ذلك. وأود أن أطمئن المسافرين الأمريكيين: إن الطيران في سماء أمريكا آمنٌ تماماً".
وأشار وزير النقل شون دافي سابقاً إلى وجود خطة لتوظيف مراقبي حركة جوية إضافيين، لكنها ستستغرق وقتاً. وكانت FAA تعاني من نقص حاد في الكوادر حتى قبل الإغلاق.
ويتوقع أن يُطرح في مجلس الشيوخ، الاثنين، حزمة تشريعية لإنهاء الإغلاق، بعد أن انضم عدد من الديمقراطيين إلى الجمهوريين لكسر الجمود.
وتتضمن الاتفاقية تمويلاً مؤقتاً لبرامج المساعدات الغذائية (SNAP) ودفع الرواتب المتأخرة التي أبقتها الإدارة معلّقة سابقاً من دون إرضاء أي من الطرفين.