حذر بحث جديد من أن الأرض ستفقد مساحات شاسعة من سطوحها الجليدية بنهاية هذه القرن، أي ما يعادل مساحة بلد كبير مثل فنلندا، مالم يتم التحرك من أجل وقف الاحتباس الحراري.
دقّ العلماء ناقوس الخطر حيث رأو أن وقف ذوبان الغطاء الجليدي على الأرض يتطلب بذل المزيد من الجهود في سبيل حماية الكوكب من تبعات تغير المناخ.
فحتى في أفضل السيناريوهات، وتم الوفاء بأهداف اتفاقية باريس للمناخ لوقف التغير المناخي، فسوف يشهد العالم انكماشًا في السطوح الجليدية بمساحة تعادل مساحة دولة نيبال.
هذه التحذيرات هي من بين نتائج ورقة بحثية نشرتها مؤخرًا مجلة Nature، وقام بها علماء سويسريون وفرنسيون، أضافوا من خلالها دعوة جديدة لبذل المزيد من الجهود لحماية الأرض من آثار التغير المناخي. الورقة نشرت مع بيانات تظهر تداعيات وسيناريوهات مختلفة عما سيحدث بعد الذوبان الجليدي.
سيناريوهات ما بعد الذوبان
يحاول خبراء المناخ معرفة ما ستخلفه الجبال والكتل الجليدية بعد ذوبانها، والإجابة عن هذا السؤال ليست سهلة.
يقول جان بابتيست بوسون، من المجلس الوطني الفرنسي لحماية الطبيعة "يمكننا من خلال فهم التضاريس الموجودة حاليا تحت الكتل الجليدية محاولة توقع المستقبل. ما الذي يمكن أن نشهده بعد ذوبان جبال الجليد؟ هل سنرى مناطق كبيرة من اليابسة أو الجبال أو السهول القطبية؟ أو أننا سنشهد ظهور بحيرات كبيرة.. مثل الكثير من تلك الموجودة على الأرض اليوم بسبب تراجع الجليد؟ أو ربما تتشكل الأخاديد المائية في المناطق القطبية؟ "
السيناريوهات التي قدمها العلماء تبدأ من أسوأ الاحتمالات إلى أفضلها. فقد يخسر العالم ما بين 149000 كيلومتر مربع، هذه المساحة تقريبًا بحجم نيبال - إلى حوالي 339000 كيلومتر مربع، وهي مساحة تقارب حجم فنلندا، بحلول عام 2100.
يقول بوسون "تصل مساحة الكتل والصفائح الجليدية التي تغطي القطبين وجزءا من القارات إلى ما مجموعه 10 بالمئة من سطح كوكب الأرض. هذا يعني أن 10 بالمئة من مساحات الأرض بيضاء وتعكس الكثير من أشعة الشمس - وهو ما يسمى تأثير آلبيدو - ينتج هذا أيضا هواء نقيا ومياها عذبة ويتحكم في تيارات المياه في المحيطات وهذا يتسبب بانخفاض درجات الحرارة على الأرض"
تعايش البشر مع الغطاء الجليدي لآلاف السنين لكن فقدان هذا الغطاء في العقود القادمة سيفضي إلى تغيّر كبير ومقلق في النظم البيئية الموجودة.