أثار غلاف مجلة لوفيف البلجيكية ضجة كبيرة في بلجيكا، بعد أن عنونت غلاف صفحتها الأولى : "ماذا لو كانوا من ذوي البشرة السوداء"؟. ويمكن أن نشاهد صورا لشخصيات سياسية مطلية وجوهها باللون الأسود.
أثار غلاف مجلة لوفيف البلجيكية ضجة كبيرة في بلجيكا، بعد أن عنونت غلاف صفحتها الأولى : "ماذا لو كانوا من ذوي البشرة السوداء"؟. ويمكن أن نشاهد صورا لشخصيات سياسية مطلية وجوهها باللون الأسود.
هذه الشخصيات الشهيرة منها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. وتحدثت المجلة في تقريرها، عن شجب فكرة حضور قلة المنحدرين من أصول إفريقية ضمن الطبقة السياسية أو في مواقع المسؤوليات في أوروبا. وتتساءل المجلة عن مصير هؤلاء السياسيين لو كانوا من ذوي البشرة السوداء؟
بالنسبة لرئيسة تحرير المجلة، فإن الهدف لم يكن بأي حال من الأحوال الدخول في مماحكات تتعلق برسوم كاريكاتورية تعكس في أبعادها المختلفة أفكارا نمطية بشكل من الأشكال.
آن صوفي بايي، رئيسة تحرير مجلة لوفيف:
"في الشائع فإن تصوير وجه أسود، يعكس في بعض دلالاته جوانب من حالات السخرية و توصيفات كاريكاتورية معينة، لكن لم يكن هذا الهدف الذي كنا نطمح إلى إبرازه على الإطلاق. ما أردنا التعبير عنه وتسليط الضوء بشأنه غير مرتبط أساسا بالتقليل من قيمة أي شخص أو إثارة أي شكل من أشكال التهكم، لقد أردنا أن نظهر للناس عكس ذلك تماما. لكن من الواضح و للأسف أن الرسالة لم تبلغ مرماها على النحو الذي أردنا إيصاله".
تاريخ ظهور ما عرف بالـ"بلاك فيس"
يعود تاريخ ظهور ما عرف بالـ"بلاك فيس" إلى نحو مئتي عام وبالتحديد في منتصف القرن التاسع عشر عندما بدأ المؤدون المسرحيون يرسمون وجوههم باللون الأسود، في عروض كوميدية يسخرون فيها من الأفارقة المستعبدين.
أدت هذه العروض إلى ترك تصورات سلبية عن السود وإرث مدمر في الثقافة الشعبية، وخاصة في الفن والترفيه. وتركت أيضا مرارة بالغة لدى الأميركيين من أصول إفريقية وجروحا لا تندمل ، تنكؤها صور عنصرية.
وكان المؤدون المسرحيون البيض يرتدون ملابس سوداء ممزقة ويصورون السود ككسالى أو جهلاء أو جبناء أو لديهم هيجان جنسي، بقصد إضحاك الجمهور الأبيض، وهو ما كان مهينا ومؤلما لمجتمع السود.
ستيفاني إنغالوغا ، ناشطة مناهضة للعنصرية:
"الكثير من الأشخاص وأنا منهم شخصيًا أثار انتباهنا غلاف المجلة، حيث نجد استخدام الوجه الأسود للتعبير عن فكرة ما. والوجه الأسود هو أحد رواسب التاريخ الاستعماري وتاريخ قصة العبودية، التي كانت تهدف دائمًا إلى نزع الصفة الإنسانية عن السكان السود والمنحدرين من أصل أفريقي. لذا فما شاهدناه كان أمرا مروعا للغاية" .
ولدت فكرة المقال الذي نشرته مجلة لوفيف البلجيكية، في أعقاب اندلاع االاحتجاجات المناوئة للعنصرية ووحشية الشرطة تحت شعار "حياة السود مهمة" في مدن أوروبية مثل بروكسل وكوبنهاغن ولندن وبودابست ومدريد وبرشلونة.
و خلال شهر حزيران/يونيو، نزل عشرات الآلاف إلى شوارع مدن برلين وباريس وميونيخ وهامبورغ وفرانكفورت ودبلن وبراغ لدعم حركة "حياة السود مهمة" التي اجتاحت الولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم على خلفية مقتل جورج فلويد، الأمريكي من أصل إفريقي، أثناء احتجازه على يد الشرطة الأمريكية. وتوفي فلويد، 46 عاما، في 25 مايو في مدينة مينيابوليس الأمريكية بعد أن جثا ضابط شرطة أبيض على رقبته لمدة تسع دقائق تقريبا. واحتضر فلويد وهو مكبل اليدين تحت أقدام الشرطي بينما كان يردد" لا استطيع التنفس".
إيفا جونسون، المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية:
" فكرة غلاف المجلة، ليست الحل الصحيح حقًا. لكني أعتقد أن جوهر النقاش الذي أثاره المقال مهم للغاية. هناك مشاكل لأن الكثير من الناس يعتقدون أن كونك أوروبيًا يعني أن تكون أبيض البشرة . لدينا صعوبات في المفوضية الأوروبية حيث إن من بداخلها هم بشكل كبير من ذوي البشرة البيضاء. أعتقد أنه من المهم جدا التحدث عن القضية وإيجاد إجابات ناجعة، فينبغي علينا أن نكون ممثلين لأوروبا قاطبة"
وعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن تعد خطة عمل لمحاربة كل أشكال العنصرية من أجل أن يكون الاتحاد الأوروبي نموذجا يحتذى حين التحدث عن تكافؤ الفرص.