إسرائيل تستعد للرد على أي ضربة من إيران وتخشى تحول روسيا بعد الضربات الغربية على سوريا
على الرغم من الترحيب الذي أبداه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت بالضربات التي قادتها الولايات المتحدة على مواقع قيل إنها لتصنيع الأسلحة الكيميائية في سوريا، لكن تقويض التواجد الإيراني على الأراضي السورية يبقى الأولوية الأساسية بالنسبة للدولة العبرية.
وقد أكدت عدّة أطراف أن إسرائيل كانت على علم أو حتى تم استشارة مسؤولين فيها بخصوص الضربات الجوية الأميركية البريطانية الفرنسية المشتركة التي نفذت فجر السبت في سوريا، لكن يبدو أن ما تم إنجازه من إضعاف لقدرات الجيش السوري ليس كافيا بالنسبة للحكومة اليمينية في تل أبيب.
فقد سارع الأحد وزيران في إسرائيل للتأكيد على مواصلة "التحرك" ضد التواجد الإيراني في سوريا. وكرر وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان القول إن "التمركز العسكري لإيران في سوريا يشكل تهديدا لأمن اسرائيل". فيما قال وزير التعليم ورئيس حزب البيت اليهودي، المتطرف نفتالي بينيت : "لا يمكن أن تصبح حدودنا الشمالية باحة مفتوحة لـ [الرئيس السوري] بشار الأسد".
مخاوف من ردّ إيراني
لطالما استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا خلال االسنوات الأخيرة قوافل يشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
واتهمت دمشق وموسكو وطهران إسرائيل الأسبوع الماضي بشن الضربة الجوية على مطار التيفور العسكري في محافظة حمص، والتي أدت إلى مقتل 14 شخصا بينهم سبعة عسكريين إيرانيين.
لذا تتحسب تل أبيب من إمكانية استهداف إيراني أو سوري لأراضيها ردا على الضربات العسكرية الغربية الأخيرة أو انتقاما لقصف قاعدة التيفور الجوية. خصوصا وأن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني توعد أن الضربة "لن تبقى من دون رد".
وتؤكد تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكانية ردّ انتقامي إيراني، وأنه يتحسب لجميع السيناريوهات سواء جوا بطائرات من دون طيّار، أم بقصف صاروخي ينفذ من الأراضي السورية، أو حتى من خلال هجمة إلكترونية.
ويقاتل الحرس الثوري الإيراني منذ سنوات دعما للرئيس السوري بشار الأسد. وقتل أكثر من ألف إيراني في الحرب الأهلية السورية وبينهم أعضاء بارزون.
للمزيد:
- نصر الله يقول إن إسرائيل ارتكبت خطأ تاريخيا في سوريا
- إسرائيل تهدد بإسقاط نظام الأسد في حال تعرضها لضربة إيرانية من داخل سوريا
روسيا تنظر بتدعيم الدفاعات السورية
ويزيد من القلق الإسرائيلي التصريحاتُ الروسية الأخيرة التي أعقبت الهجمات الصاروخية الغربية، وأعربت فيها موسكو عن رغبتها بدعم الدفاعات الصاروخية السورية.
وقال الكولونيل جنرال سيرغي رودسكوي إن روسيا قد تبحث تزويد سوريا "ودول أخرى" بمنظومة "إس-300 الصاروخية.
وأضاف أن روسيا "رفضت" من قبل تزويد سوريا بتلك الصواريخ منذ أعوام قليلة "آخذة في الاعتبار طلبا ملحا من بعض الشركاء الغربيين وإصرار حكومة تل أبيب على مطالبة موسكو عدم تزويد دمشق بأسلحة نوعية متقدمة.
وقال إنه في أعقاب الضربات التي قادتها الولايات المتحدة "نفكر أن من الممكن أن نعود للنظر في هذه المسألة ليس فقط فيما يتعلق بسوريا بل بدول أخرى كذلك".