عاشت المدينة على مدى ست سنوات تحت الحصار من أكتوبر/ تشرين الأول 2012 إلى أبريل/ نيسان 2018 ما دفع بمعظم السكان إلى النزوح إلى مناطق أخرى في ريف دمشق.
بدأت مدينة دوما في سوريا التي كانت معقل المعارضة السورية المسلحة تستعيد أنفاسها بعد الحرب الضارية التي هدمتها. العشرات من النازحين فضلوا العودة إلى المدينة الجريحة لإعادة إعمارها، يحذوهم الأمل في استعادة مسار الحياة الطبيعي.
وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قالت إن المدينة التي تقع في الغوطة الشرقية على بعد نحو عشرة كيلومترات شمالي شرق العاصمة دمشق شهدت عودة نحو 25 ألف أسرة تشكل حوالي 125 ألف شخص من بين 300 ألف شخص كانوا يعيشون في دوما قبيل بداية الحرب في سوريا.
وعاشت المدينة على مدى ست سنوات تحت الحصار من أكتوبر/ تشرين الأول 2012 إلى أبريل/ نيسان 2018 ما دفع بمعظم السكان إلى النزوح إلى مناطق أخرى في ريف دمشق.
ومع استعادة المدينة من سيطرة مجموعات مسلحة مختلفة معارضة للنظام السوري بدأ قلب دوما ينبض من جديد وسط الدمار الشامل الذي يشهد على حجم الكارثة. ومن المؤكد أن عملية الإعمار وإعادة البناء ستستغرق سنوات طويلة.
المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي يزور المدينة الجريحة أكد ان العديد من الأشخاص قد عادوا، وأنهم "بدأوا مرة أخرى في محاولة العيش بشكل طبيعي وسط الأنقاض".
اقرأ المزيد على يورونيوز:
حلب تنفض غبار الحرب وعودة تدريجية للحياة في عاصمة سوريا الاقتصادية
شاهد: استمرار عملية ترميم الجامع الأموي الكبير في حلب
لاجئون سوريون في لبنان يفضلون البقاء على العودة إلى سوريا
وتشير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى محاولتها توفير المتطلبات الأساسية مثل الأفرشة "الفُرُش" ومعدات المطبخ بالإضافة إلى بعض المساعدة القانونية بالتعاون مع المكتب المحلي قصد استخراج بعض الوثائق الرسمية الضرورية.
وتؤكد بعض تقارير إعادة الإعمار إلى أنه وبالرغم من صعوبة مهمة إعادة بناء البنية التحتية للمدينة إلا أنه قد تم إحراز بعض التقدم فيما يتعلق بمصانع الخبز والمدارس ومكاتب التسجيل.
ولم يتردد غراندي بإظهار تفاؤله بقوله "الشعب السوري قادر على الصمود بشكل لا يصدق، وهذه المرونة هي القوة التي يجب علينا دعمها والحفاظ عليها".
وكانت دوما الهدف النهائي لحملة الحكومة للسيطرة على ضواحي الغوطة الشرقية بدمشق واسترجاعها من مسلحي المعارضة والمجموعات المسلحة بعد سبع سنوات من اندلاع "الثورة" في سوريا، حيث غادر عدة آلاف من المسلحين وعائلاتهم المدينة كجزء من صفقة مع الحكومة السورية.