القتل الرحيم في إسبانيا.. بين الحق في الحياة وبين الحرية الفردية

.
. Copyright .
Copyright .
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

القتل الرحيم لا زال قضية مثيرة للجدل لما تنطوي عليه من تأويلات أخلاقية ودينية وإنسانية وصحية وقانونية متناقضية، وإضافة إلى ذلك، فثمّة اختلاف في وجهات نظر بين المرضى المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء، فبعضهم يطالب بقوقنة القتل الرحيم وآخرين يعتبرون أنّه مدخل للاستهتار بالنفس البشرية.

اعلان

تؤكد استطلاعات الرأي في إسبانيا أن 70 بالمائة من مؤيدي القتل الرحيم في البلاد يطالبون بأن يضمن مشروع القانون الذي يتمّ تداوله داخل أروقة البرلمان، على حقّين أساسيين؛ الحق في الحياة والحرية الفردية.

وكان أكثر من مليون مواطن إسباني وجّهوا في شهر تموز/يوليو الماضي رسالة إلى البرلمان تطالب السلطات بإلغاء تجريم القتل الرحيم، الذي ينص عليه قانون العقوبات في البلاد.

القتل الرحيم لا يزال قضية مثيرة للجدل لدى غالبية المجتمعات، لما تنطوي عليه من تأويلات أخلاقية ودينية وإنسانية وصحية وقانونية متناقضة، وإضافة إلى ذلك، فثمّة اختلاف في وجهات نظر بين المرضى المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء، فبعضهم يطالب بقوننة القتل الرحيم وآخرين يعتبرون أنّه مدخل للاستهتار بالنفس البشرية.

رافائيل بوتيلا مارتي، شابٌ إسباني، يعاني من حالة شلل رباعي جرّاء حادث مروري حصل له قبل 15 عاماً، ويؤكد الشاب المريض أنه استطاع أن يواصل حياته مستخدماً كرسيّه المتنقل.

والشلل الرباعي، ينجم عن أضرار ٍ تلحق بالحبل الشوكي العنقي داخل قناة في فقرات العمود الفقري، ويربط ما بين الدماغ وبين أغلبية أعضاء الجسم، بواسطة ألياف عصبية تمر من خلاله، وربما تكون الإصابة ناجمة عن إصابة في الدماغ.

رافائيل بوتيلا مارتي، منذ خمس سنوات بدأت تداهمه نوبات ألم شديد، وفقدت الأدوية المسكّنة فعّاليتها في جسده المنهك، ما جعله يلازم الفراش طوال تلك المدّة التي كان يتلقى خلالها العلاج الذي لم يحدث تحسناً كما أنّه لم ينه الألم، وها هو الآن يفكر في القتل الرحيم بعد أن فقد الأمل بالتخلص من المعاناة التي لم تعد تطاق، حسب وصفه.

وعلى المقلب الآخر، ثمّة شابٌ إسباني اسمه جوردي ويبلغ من العمر 35 عاماً، يعاني من خمس سنوات من مرض التصلب الجانبي الضموري هو مرض في الجهاز العصبي يؤثر على الخلايا العصبية في المخ والحبل الشوكي ويسبب فقدان التحكم في غالبية العضلات ما يعيق حركة المريض وتناوله الطعام وقدرته على التنفس إضافة إلى فقدانه القدرة على التواصل شفهياً مع الآخرين.

جوردي، ومن خلال أشعة تحت الحمراء تلتقط حركة عينيه، يتواصل مع لوحة مفاتيح لحاسوب، ووفق آلية مبتكرة يقوم بإعادة ترتيب الكلمات على شاشة الحاسوب، ليبثّ للآخرين الفكرة التي تعتمل في رأسه.

جوردي، وعلى الرغم من هذا الحالة الصعبة التي يعيشها، إلا أنّه يؤكد رغبته بالاستمتاع بالحياة ما دام على قيد الحياة، فهو يرى بأنه مهما بلغت الصعاب التي تواجه الإنسان، إلا أن الحياة جديرة بأن تُعاش، حسب تأكيده، ويرغب جوردي بأن تساهم إفادته في تقديم الدعم والمساندة لمن يمرّون بظروفه الصحية، ولديه قناعة راسخة بأن التمسك بحبال الأمل هو خشبة خلاص من يعاني من مرض فتّاك.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إيطاليا: الدي جي فابيانو أنطونيانو يختار القتل الرحيم في سويسرا

"نيبل إيم أوغست"، فيلم ألماني حول "برنامج القتل الرحيم" النازي

البرلمان الألماني يُصوت على قانون يمنع "القتل الرحيم"