Eventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

"آخر مسيحيي" الناصرية في العراق يستقبلون البابا في مهد النبي إبراهيم

استقبال البابا في مدينة أور جنوبي العراق في محافظة قار. 2021/03/06
استقبال البابا في مدينة أور جنوبي العراق في محافظة قار. 2021/03/06 Copyright أحمد الربيعي/أ ف ب
Copyright أحمد الربيعي/أ ف ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

يؤكد ماهر طوبيا (53 عاما) لوكالة فرانس برس أن عائلته هي آخر العائلات المسيحية في المحافظة حيث موقع أور الأثري، ويحقق حضور البابا بالنسبة اليه حلماً كبيراً، ذلك أن زيارته هي "أساسا رسالة محبة وسلام"، كما يقول من غرفة الجلوس في منزله في الناصرية.

اعلان

حضّ البابا فرنسيس السبت في خطاب من أور في جنوب العراق على السير من "الصراع إلى الوحدة"، طالباً "السلام لكلّ الشرق الأوسط" و"بشكل خاص في سوريا المجاورة المعذبة". 

وكان البابا ذكر الجمعة في كلمة أمام المسؤولين في بغداد أيضاً سوريا حيث تحوّلت انتفاضة شعبية إلى حرب لا تزال مستمرةً منذ عشر سنوات راح ضحيتها أكثر من 387 ألف شخص.

ودعا الحبر الأعظم أيضاً إلى "احترام حرية الضمير والحرية الدينية والاعتراف بها في كل مكان"، خلال صلاة في أور في العراق، الموقع الذي يعتقد أنه مكان مولد النبي ابراهيم في جنوب العراق. 

وأضاف "إنها حقوق أساسية، لأنها تجعل الإنسان حراً للتأمل في السماء التي خلق لها". ويشكل المسيحيون نحو واحد في المئة من سكان العراق، ويقولون إنهم يتعرضون للتمييز. وكان البابا أطلق نداء مماثلاً في المغرب.

آخر العائلات المسيحية في أور

يؤكد ماهر طوبيا (53 عاما) لوكالة فرانس برس أن عائلته هي آخر العائلات المسيحية في المحافظة حيث موقع أور الأثري، ويحقق حضور البابا بالنسبة اليه حلماً كبيراً، ذلك أن زيارته هي "أساسا رسالة محبة وسلام"، كما يقول من غرفة الجلوس في منزله في الناصرية.

قبل الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينات، كانت الناصرية تضمّ ما بين "عشرين إلى ثلاثين عائلةً مسيحية"، وفق طوبيا، لكن اليوم لم تبق إلا عائلته وعائلة شقيقه.

تراجع عدد المسيحيين

وقد تراجع عدد المسيحيين على مراحل لا سيما بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، وقتل قبل أسبوع في المنطقة ستة متظاهرين خلال احتجاج على أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.

وكان البابا تضامن مع الانتفاضة الشعبية التي قادها شباب في العراق، اعتبارا من نهاية 2019 ضد الطبقة السياسية والفساد، ودعا الى عدم قمعها، وقتل خلال تلك التحركات 600 شخص وأصيب ثلاثون ألفا بجروح.

نبيل الجوراني/أ ب
موقع أور الأثري قرب الناصرية في العراق وسط تحضيرات لاستقبال البابا. 2021/03/06نبيل الجوراني/أ ب

ومع البابا فرنسيس الأرجنتيني الأصل الذي يأتي الى العراق حاملاً "رسالة صداقة وسلام"، كما قال، يثق طوبيا بتحسن الأوضاع في الناصرية. وخلال العامين الماضيين، شهدت هذه المدينة مظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية في العراق والفساد، تخللها عنف مع قوات الأمن راح ضحيته العشرات. ويتابع طوبيا بأمل قائلا: "إذا نظمت الزيارة بشكل جيد، يمكن أن تكون لها انعكاسات كبيرة".

وبدأ البابا الجمعة زيارة إلى العراق تنتهي الإثنين، وهي أول زيارة بابوية على الإطلاق لهذا البلد، ومن شأنها تقديم دعم معنوي مهم للمسيحيين الذين تعود جذورهم في بلاد الرافدين إلى تاريخ طويل، ولكنهم عانوا في التاريخ الحديث من استهداف وصعوبات، دفعت العديد منهم الى الرحيل.

وتراجع عدد المسيحيين تدريجيا في العراق لا سيما بعد الاجتياح الأميركي في عام 2003 الذي تلته حروب طائفية. ويروي طوبيا أن أباه كان رجل أعمال استقر في المدينة، حينما كانت تحت ظلّ الحكم العثماني.

نبيل الجوراني/أ ب
منظر جوي للموقع التاريخي في أور الذي يرجع إلى 6000 سنة قبل الميلاد. 2021/03/06نبيل الجوراني/أ ب

وعلى مر العقود التي تخللتها حرب عالمية ثانية وسقوط الملكية في العراق وصعود نظام حزب البعث، لم تبارح عائلة طوبيا المدينة، لكن غياب فرص العمل و"إهمال الدولة" بالدرجة الأولى، وفق طوبيا، دفع آخرين الى المغادرة.

ويضيف طوبيا: "من كان لديه مشروع كمطعم مثلاً، غادر بسبب الضيق المادي"، وغادر المسيحيون الى بغداد أو شمال العراق، وفق طوبيا، أو إلى الخارج مع مرور الأيام.

عدم الاستقرار السياسي وأمني

وبات عدد المسيحيين العراقيين ما بين 300 إلى 400 ألف، بعدما كان مليون ونصف المليون قبل عام 2003. ويحلم كثيرون ممن لا يزالون في العراق بالرحيل بدورهم في ظل الأزمة الاقتصادية التي يغرق فيها العراق وعدم الاستقرار السياسي والأمني.

إلا أن ماهر طوبيا متعلق بجذور عائلته في المدينة التي تعود إلى أكثر من مئة عام، ويقول "نحن في ذي قار منذ عام 1900 تقريباً". وتخلو مدينة الناصرية من الكنائس، لذلك يتوجه طوبيا إلى بغداد أو البصرة في الجنوب، للأعراس والجنازات.

ومع ذلك، يؤكد طوبيا أن لديه "انتماء" إلى مدينته يدفعه إلى البقاء فيها، رغم كل شيء، ويتمنى أن تفتح الزيارة البابوية الباب أمام قدوم مزيد من الحجاج إلى هذه المنطقة المقدسة. ويقول طوبيا: "هذا حدث كبير، قد يرفع المستوى المعيشي في المنطقة، وقد يفتح الباب أمام مزيد من الحجاج، شرط تأهيل المناطق السياحية"، كما يأمل أن تدفع الزيارة إلى "بناء كنيسة في ذي قار" أيضاً.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شيخ الأزهر يعتبر زيارة البابا فرنسيس إلى العراق زيارة سلام وتضامن

إعدام ثلاثة عراقيين مدانين بالإرهاب في الناصرية

شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز في شمال العراق