مسيحيو العراق..أرقام وتاريخ ومآس

مصلون في كنيسة الحبل بلا دنس التي دمر تنظيم الدولة الإسلامية جزءاً منها في الموصل (أرشيف)
مصلون في كنيسة الحبل بلا دنس التي دمر تنظيم الدولة الإسلامية جزءاً منها في الموصل (أرشيف) Copyright AP Photo/Felipe Dana
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين في العراق حالياً لا يتجاوز الثلاثمائة ألف نسمة، بعد أن حملت غالبيتهم موجاتُ الهجرة المتعاقبة التي كانت أقواها الموجة التي أعقبت الحرب الأمريكية على العراق في العام 2003، كذلك الموجة التي نجمت عن استيلاء تنظيم داعش على أجزاء من شمال العراق في العام 2014.

اعلان

في الخامس من مارس آذار الجاري، يطأ البابا فرنسيس أرض بلاد الرافدين في زيارة هي الأولى للحبر الأعظم إلى الخارج منذ جائحة كورونا.

يتطلع العراقيون والمسيحيون تحديدا بكثير من الأمل إلى زيارة تعتبر الأولى للبابا إلى هذا البلد، فمن هم هؤلاء المسيحيون الضاربة جذورهم في أرض الرافدين؟

1,5 مليون مسيحي عراقي في بداية القرن

دفعت الكوارث المتلاحقة التي حلّت بالعراق خلال العقود الأربعة الماضية، دفعت أعداداً كبيرة من العراقيين إلى مغادرة البلاد، طلباً للأمان والعيش الكريم، ومن بين الذين فرّوا من جحيم الحروب والاضطهاد الفقر والحرمان، المسيحيون الذين كان عددهم بداية القرن الحالي يفوق المليون ونصف المليون نسمة يتوزعون على 14 طائفة أبرزها؛ الأرمنية، الكلدانية، الأرثوذكسية، البروتستانتية والآشورية، ويعيش غالبيتهم في مدينتي بغداد ونينوى وإقليم كردستان شمال البلاد.

جذور ضاربة في التاريخ

تعود المسيحية في العراق إلى القرن الأول من العصر المسيحي، حيث يعتقد أن الرسولين توما وتداوس بشرا بالإنجيل على السهول الخصبة لنهري دجلة والفرات ، ويعد العراق موطن للعديد من الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية، وهو مؤشر عادة على التنوع العرقي والديني في أي بلد.

انخفاض العدد من مليون ونصف مليون إلى 300 ألف مسيحي عراقي

وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية لعدد المسيحيين الذين يعيشون حالياً في العراق، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عددهم لا يتجاوز الثلاثمائة ألف نسمة، بعد أن حملت غالبيتهم موجاتُ الهجرة المتعاقبة التي كانت أقواها الموجة التي أعقبت الحرب الأمريكية على العراق في العام 2003، كذلك الموجة التي نجمت عن استيلاء تنظيم داعش على أجزاء من شمال العراق في شهر حزيران/يونيو من العام 2014، والفظائع التي ارتكبها عناصرالتنظيم الإرهابي بحق المسيحيين، كما باقي المواطنين العراقيين، في المناطق التي خضعت لسيطرتهم.

أهم المدن ذات الوجود المسيحي

قراقوش، أو الحمدانية، أو"بخديدا" (بيت الله بالسيريانية) كما تسمّى محلياً، هي واحدة من المدن والتجمعات السكّانية شمالي العراق التي فرّ سكّانها المسيحيون بعد استيلاء تنظيم داعش على مدينة الموصل، وعلى الرغم من أن السلطات العراقية استعادت السيطرة على قراقوش في العام 2016 إلا أن قلّة من سكّانها الـ50 ألفاً عادوا إلى منازلهم.

يقول الأب جورج جحولا رئيس "الهيئة العليا للاعمار" في قراقوش إن "الهيئة التي شكلت بتكليف من المطران يوحنا بطرس موشي رئيس اساقفة الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك تحاول تسريع العودة لانه حتى الان عادت 17 اسرة فقط الى قراقوش والقسم الأكبر من الاهالي مستعدون للعودة في الاسابيع المقبلة".

ويوضح لوكالة فرانس برس أن "قسما من أهالي قرقوش غادر الى الخارج لكن أكثر من نصف الأهالي ما زالوا في العراق وقد قمنا باستبيان أظهر أن 68 بالمائة منهم يريدون العودة بينما البقية مترددون"، مضيفاً "العودة تتوقف على سرعة إنجاز أعمال البنية التحتية وتوفير الأمان".

لكنّ واقع الحال، يشير إلى أن ارتباط مسيحيي العراق بوطنهم، لن تنال منه سنوات الهجرة، مهما طالت، فلهم في العراق ما يصعب نسيانه أو التعويض عنه، ويؤكد المراقبون أنه في حال استقرت الأمور في العراق خاصة على الصعيدين الأمني والمعيشي، ستجد أن المهاجرين من مسيحيي العراق، كما باقي مكونات هذه البلاد، سيبدأون العودة إلى وطنهم من أجل الاستقرار فيه.

وفيما يلي نبذة عن أبرز الطوائف المسيحية في العراق:

الكلدان

تأسست الكنيسة الكلدانية بالعراق في القرن الأول الميلادي، وتعدُّ جزءاً من المذهب الشرقي الكاثوليكي ويشكّلون الكلدانيون 80 بالمائة من إجمالي عدد مسيحيي العراق ويحتفظون بشعائر وطقوس دينية خاصة بهم، ويعيش معظم الكلدانيين في العراق وإيران ولبنان. ويتحدثون بلهجة مشتقة من الآرامية، وهي لغة سامية كانت مستخدمة في زمن المسيح. ويوجد أكثر من مائة كنيسة كلدانية في العراق.

السريان

يشكّل السريان حوالي عشرة بالمائة من مسيحيي بالعراق، وينتمي بعضهم للكاثوليكية وآخرون للأرثوذكسية، وتعدّ قراقوش وبعشيقة في الشمال من أكبر تجمعات السريان في البلاد، ويوجد مقر الكنيسة السريانية الكاثوليكية الرئيسية في لبنان، بينما الأرثوذكسية في سوريا، وتوجد 82 كنيسة (كاثوليكية وأرثوذكسية) سريانية في العراق.

الآشور

يشكّل الآشوريون، نحو 5 بالمائة من مسيحيي العراق. وينحدرغالبيتهم من إيران وتركيا. وقد فر كثيرون منهم إلى العراق خلال الحرب العالمية الأولى هرباً من بطش الجيش العثماني، ويصف الآشوريون قتل شعبهم في عام 1915 بأنه إبادة جماعية، وقعت في نفس وقت مذبحة الأرمن تقريبا. وتوجد في العراق 21 كنيسة آشورية.

الأرمن

يمثل الأرمن ما نسبته 3 بالمائة من عدد مسيحيي العراق، بعد الإبادة الجماعية للأرمن في الفترة من 1915-1923 على يد الدولة العثمانية، فرّ كثيرون منهم إلى العراق. وهم يتحدثون اللغة الأرمينية. وتوجد 19 كنيسة أرمينية في العراق، ما بين أرثوذكسية وكاثوليكية.

العرب

يشكّل العرب نحو 2 بالمئة من المسيحيين في العراق، كما توجد 3 كنائس يونانية أرثوذكسية و4 كنائس أرثوذكسية قبطية في بغداد، و57 كنيسة للروم الكاثوليك في أنحاء البلاد، فضلا عن عدد قليل من البروتستانت.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فيديو: مياه الصرف الصحي تهدد منطقة الأهوار جنوب العراق

شاهد: بعد إغلاقها لعشر سنوات.. العراق يعيد تشغيل مصفاة الشمال في بيجي

العراق والولايات المتحدة يبدآن محادثات رسمية لإنهاء مهمة التحالف الدولي