تبادل الزيارات أمر نادر بين إيران ودول الخليج، في ظل وجود ملفات كثيرة يختلف عليها الطرفان، واتهام دول خليجية للجمهورية الإسلامية بالتدخل في شؤون دول عربية أخرى مثل اليمن ولبنان
اعلانأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية "إسنا" الأحد، أن مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد سيزور طهران يوم الاثنين للقاء عدد من كبار المسؤولين وبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية.
وقالت الوكالة "يصل الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي إلى طهران غدا بدعوة رسمية من الأدميرال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي".
وهذه هي الزيارة الأولى لمسؤول إماراتي رفيع المستوى إلى طهران، منذ أن خفضت الدولة الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية عام 2016.
وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع من استئناف المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ورفع العقوبات الأميركية عن إيران ووضع حد للتصعيد في برنامج طهران النووي.
وتتزامن هذه الخطوة مع وصول وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأحد إلى العاصمة الإيرانية في زيارة من المقرر أن تستغرق يومين، بحسب وسائل إعلام إيرانية محلية.
وبحسب "إسنا"، فإن المسؤول الإماراتي سيلتقي خلال زيارته شمخاني "بالإضافة إل كبار المسؤولين المحليين"، موضحة أنه من المتوقع "مناقشة تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول التطورات الإقليمية الأخيرة" خلال الزيارة.
وكان نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري زار الشهر الماضي الإمارات والكويت في خطوة انفتاح جديدة على الدول الخليجية.
وزار باقري الإمارات حيث التقى في العاصمة أبو ظبي المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش ووزير الدولة خليفة شاهين المرر.
ولن تكون هذه الزيارة الوحيدة لإيران. وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، كشف في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2019 عن زيارة سرية قام بها طحنون بن زايد آل نهيان إلى العاصمة الإيرانية طهران، وكانت تهدف إلى نزع فتيل الأزمة بين الدول الخليجية وإيران.
وتبادل الزيارات أمر نادر بين إيران ودول الخليج، في ظل وجود ملفات كثيرة يختلف عليها الطرفان، واتهام دول خليجية للجمهورية الإسلامية بالتدخل في شؤون دول عربية أخرى مثل اليمن ولبنان.
وعلى الرغم من التوتر بين إيران والسعودية خصوصا المتحالفة مع الإمارات، ترتبط إيران والإمارات بعلاقات جيدة على المستويين الاقتصادي والتجاري. وخفضت أبوظبي من مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في كانون الثاني/يناير 2016، بعد قطع السعودية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية.
والشيخ طحنون هو أحد أخوة الحاكم الفعلي للبلاد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ورئيس الشركة القابضة (إيه.دي.كيو) المملوكة لحكومة أبوظبي.
وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، الشهر الماضي "نتوجه نحو تعزيز الجسور وتصفير المشاكل، والانفتاح على جيراننا، ومنهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار سياسة الانفتاح والبناء على المشتركات وإدارة الاختلافات".