مراقبون ليورونيوز: الوضع في العراق دخل إلى مرحلة انتقالية، والسيناريوهات تحدد حسب ما سيجري في الساعات القادمة.
تتزايد المخاوف في العراق من احتمال اندلاع صراع مسلح شيعي شيعي، بعد اقتحام أنصار التيار الصدري مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء، والاعلان عن بقاء المعتصمين فيه في اعتصام مفتوح، بالإضافة إلى دعوة الإطار التنسيقي (التحالف الشيعي الآخر الذي يضم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي) اتباعه إلى الخروج في مظاهرات مضادة للدفاع عن الدستور والشرعية بحسب البيان الصادر منهم.
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان قد دعا أمس الأحد في بيان، "الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح بمن فيهم العشائر والقوات الأمنية والحشد الشعبي".
وسط هذه التطورات التي زادت من ضبابية المشهد السياسي والأمني في العراق، تجولت كاميرا يورونيوز في أروقة البرلمان العراقي الذي يسيطر عليه اتباع السيد مقتدى الصدر، بالإضافة إلى فئات أخرى من المجتمع العراقي وصلت إليه بعد بيان الصدر أمس، بعضهم من العشائر. وفي لقاءات مع المعتصمين، قال بعضهم إنهم سيبقون هنا لغاية "التغيير الجذري والكامل للعملية السياسية".
السيناريوهات المتوقعة
حملة الضغط التي يشنها الصدر على خصومه السياسيين، وتمسك الإطار التنسيقي بمشروعه لتشكيل الحكومة، بالإضافة إلى المبادرات الفردية من قبل أحزاب وشخصيات سياسية دون نتيجة، جعلت توقع القادم معقدا.
قال أستاذ العلوم السياسية مهند الجنابي إن السيناريوهات المتوقعة مرتبطة جميعها بما سيحدث أثناء المظاهرات المزعومة للإطار التنسيقي، وفي حديثه ليورونيوز أوضح الجنابي أن السيناريو الأول هو قبول الإطار التنسيقي بشروط الصدر، وهي انسحاب القيادي هادي العامري من تحالف الإطار وعزل المالكي.
أما السيناريو الثاني فهو العمل على انشاء وثيقة وطنية تكون ملزمة للجميع، وربما يطلب الصدر من الأمم المتحدة أن تكون طرفا ضامنا فيها. تنتج عنها تعديلات دستورية وإلغاء بعض قرارات القضاء العراقي.
فيما قال إن ثالث سيناريو متوقع هو أن يمتنع الإطار التنسيقي عن قبول شروط الصدر، وهذا السيناريو مرتبط بشكل كبير بما ستنتج عنه المظاهرات التي ستخرج عصر الإثنين لاتباع الإطار، ففي حالة حدوث صدامات مسلحة " فسيشتعل الوضع في العراق" وفي هذه الحالة لا يمكن التنبؤ بما سيحدث لاحقا. أما اذا ما مرت المظاهرات المضادة بسلام فهنا سيذهب الصدر إلى فرض الأمر الواقع وسيفرض ما يريده.
وفي سؤال ليورونيوز للباحث في الشأن السياسي العراقي علي البيدر عن "من هو الشخص أو الجهة التي يمكن أن تحمل مبادرة لنزع فتيل الأزمة" قال البيدر:" إن الوضع يتجه نحو التصعيد، ولا توجد بوادر لإنهاء حالة الاضطراب في البلاد، لكنه أضافة أنه من الممكن أن تقوم المرجعية بإصدار فتوى معينة وفي هذه الحالة ستمتثل الجماهير لأوامرها، أو يمن أن يكون الحل على يد دول خارجية مؤثرة في الشأن العراقي."
في هذه الاثناء بدأت ردود الفعل الدولية عن ما يجري في العراق، حيث عبر الاتحاد الأوربي عن قلقه إزاء التظاهرات، داعيا "جميع الأطراف إلى ضبط النفس لمنع وقوع مزيد من العنف." فيما قالت إيران إن ما يحدث في العراق "شأن داخلي يجب حله بالحوار."
ميدانيا وضعت القوات الأمنية العراقية في حالة تأهب وتم نشر عناصرها حول المنطقة الخضراء، فيما تم قطع العديد من الطرق والشوارع.