لم يعلم الليبيون عندما استقبلوا الإعصار دانيال الذي اجتاح بلدهم صباح يوم السبت الماضي، بأن هذه العاصفة ستغيّر حياتهم بالكامل.
فالأمطار الغزيرة، وما تبعها من انهيار للسدود وطوفان للأنهر، حصدت آلاف الأرواح وتركت الكثيرين جرحى، ولم تتمكن السلطات حتى الآن من تحديد الرقم النهائي للخسائر.
وفي مدينة درنة، أكثر المناطق تأثرًا بما حصل، أظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي سيولًا هائجة، أزاحت منازل من مكانها ومخلّفة خسائر قد يحتاج المواطنون إلى سنوات لتعويضها.
وتستمر عمليات الإنقاذ وسحب المياه من الشوارع بحثًا عن المفقودين، حيث أعلنت حكومة طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة إرسال طائرتَي إسعاف ومروحية و87 طبيبًا وفريق إنقاذ بالإضافة إلى تقنيين من شركة الكهرباء الوطنية لمحاولة إعادة التيار الكهربائي المنقطع.
كما وصلت فرق إنقاذ أرسلتها تركيا إلى شرق ليبيا، وفق السلطات.
مساعدات طارئة
وأعلن السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على منصة "إكس" أن السفارة أصدرت "إعلانًا للحاجة الإنسانية من شأنه السماح بالتمويل الأولي الذي ستقدمه الولايات المتحدة لدعم جهود الإغاثة في ليبيا".
بدوره، قال منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "الاتحاد الأوروبي يشعر بالحزن لصور الدمار في ليبيا التي دمرتها ظروف جوية قصوى تسببت بخسائر بشرية مأساوية، ويراقب الوضع من كثب وهو على استعداد لتقديم دعمه".
كذلك، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر الثلاثاء أن فرنسا مستعدة لإرسال "مساعدات طارئة" إلى السكان المتضررين في ليبيا.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الثلاثاء عبر منصة "إكس" أن إيطاليا ستقدم مساعدات إلى ليبيا، موضحًا "توجّه فريق تقييم بتنسيق من الحماية المدنية الإيطالية إلى البلاد".
ووصفت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنه "كارثة مأسوية".
وفي الوقت نفسه، لفتت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى اختفاء "أحياء بأكملها" في درنة حيث "جرفت المياه سكانها بعد انهيار سدين قديمين، ما جعل الوضع كارثيًا وخارجًا عن السيطرة".