تبرز التأثيرات السلبية للحرب على الجانب النفسي للأطفال، حيث شاهد أغلبهم صور الموت والدمار، وفقد بعضهم أحد أفراد عائلته.
عادت الغارات الإسرائيلية على غزة، ومعها تتوالى المآسي وعذابات سكان القطاع المحاصر منذ سنوات، والذين كانوا يأملون بتمديد الهدنة لأطول فترة ممكنة.
وكما كان الوضع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بقي الأطفال الضحية الأولى للحرب، حيث أن أكثر من ثلث القتلى في غزة هم من الأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة.
"اسمه عبود"
وبالتوازي مع ذلك، تبرز التأثيرات السلبية للحرب على الجانب النفسي للأطفال، حيث شاهد أغلبهم صور الموت والدمار، وفقد بعضهم أحد أفراد عائلته.
وفي تتمة لهذه المشاهد، وفي الساعات الأولى لانتهاء الهدنة بين إسرائيل وحماس، ظهرت فتاة وهي تقف إلى جانب أخيها، بعدما قصف الطيران الحربي منزلهم جنوبي قطاع غزة.
وكانت الفتاة متسمرة أمام أخيها المخضب بالدماء، بمشهد أبعد ما يكون عن صورة طبيعية لأي طفل بهذا العالم.
وبعد الانتهاء من العلاج، راحت الطفلة، والتي لعب دور وليّ الأمر لشقيقها، وتحدثت مع المسعفين لتعطيهم المعلومات عن شقيقها.
وقالت الطفلة للمسعفين "اسمه عبود" الاسم الذي يعرف به الطفل "اسم الدلع"، قبل أن تصحح وتعطيهم اسمه الحقيقي (عبد).
قصف متواصل على غزة
ووصل عدد من الجرحى من الرجال والأطفال إلى مستشفى ناصر في خان يونس، جنوب قطاع غزة، مع استئناف القتال والغارات الجوية فور انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعًا بين إسرائيل وحماس.
وقال جميل أبو دقة، وهو أحد سكان خانيونس: "كنا في المنزل نستمع إلى الأخبار عندما بدأ القصف. قصفت الطائرات ودمرت منزلنا. هذا ثاني منزل لنا يتم تدميره. هذه هي طبيعة العدو الإسرائيلي، ماذا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك".
من جهتها، أشارت ريم، وهي من سكان خان يونس، إلى "أنني كنت نائمة عندما سمعت صوت تساقط الحجارة. وبعد ذلك سمعت أصوات إخوتي وذهبت إليهم. ثم سمعت الناس بدأوا في الحفر وجاؤوا وأخرجونا".
كما قالت أمل أبو دقة: "كنا نائمين في منازلنا، نستعد للاستيقاظ وإعداد الإفطار للأطفال، وفجأة تم استهداف منزلنا ومنزل جيراننا. لم أعرف ماذا حدث لأبنائي وبناتي، خرجت مسرعة إلى الشارع".