بسبب تهالك البنى التحتية وشبكات نقل الطاقة، تعيش أغلب مناطق العراق معاناة لا توصف خلال أيام الصيف جراء نقص الكهرباء.
رغم أن مدينة البصرة العراقية معتادة على الصيف الحار، فقد بدأ هذا العام أبكر مما كان متوقعاً، الأمر الذي أدى إلى معاناة إضافية لسكان مدينة تعاني أصلاً من نقص مزمن في الكهرباء.
حالما بدأ فصل الصيف، ارتفعت درجة الحرارة في البصرة إلى نحو 45 درجة مئوية (113 فهرنهايت). وبسبب تهالك البنى التحتية وشبكات نقل الطاقة، تعيش أغلب مناطق العراق معاناة لا توصف خلال أيام الصيف جراء نقص الكهرباء. وما يزيد الأمر صعوبة، عدم قدرة جزء كبير منهم على تأمين مبالغ للحصول على مصاريف مولدات كهرباء لتعويض نقص التيار الكهربائي.
يقول أركان عباس وهوعامل توصيل: "أحياناً، تؤدي شدة حرارة الشمس إلى الاصابة بالدوار". ويضيف وهو يشير إلى يده:" انظروا كيف أصبحت بشرتي سوداء، الحرارة قوية جداً." وفي البصرة، تضاعف الرطوبة العالية شدة الحرارة.
ويقول حسين علي وهو عامل بناء عمره 26 عاماً: "اليوم، كانت درجة الحرارة 52 درجة، مع ذلك خرجنا لأننا إذا لم نعمل لن نأكل. هذا هو الحال. هذه هي معاناتنا".
منذ مطلع حزيران/يونيو، تواجه البلاد موجة حرّ خانقة اقتربت خلالها درجات الحرارة، حتى في الظل، من الخمسين درجة مئوية. إجمالاً، رغم تعود العراقيين على طقس حار في بلادهم، هذه الأيام، يبدو الإرهاق واضحاً على كثير منهم خاصة عند انقطاع الكهرباء خلال الليل.
وعلى الرغم من أنّ العراق واحد من أكبر الدول من حيث احتياطي النفط في العالم، ما زال يعاني من نقص في الطاقة ويحاول معالجة هذه الفجوة عبر استيراد الغاز الطبيعي من إيران التي توفّر ثلث احتياجات محطاته الحرارية من هذه المادة.
لكن بسبب تخلّف العراق مطلع حزيران/يونيو عن سداد 1,6 مليار دولار لطهران مقابل الغاز، قطعت إيران منذ أسابيع الغاز عن العراق، لكنه دفع أخيراً هذه المستحقات. مع ذلك، فإنّ انقطاع الكهرباء مازال متواصلاً دون توقّف.