في الطرف الشرقي لجبال القوقاز، وبالقرب من بحر قزوين، تكمن واحدة من أجمل درر أوراسيا المكنونة وهي: المنحدرات المكسوة بحلة جليدية، والمناظر الخلابة لمنتجعات التزلج في أذربيجان.
لقضاء عطلة شتوية لا تُنسى، تتميز المنطقة بمرافق على أحدث طراز وخبرات ثقافية ثرية لا تُضاهى. يمتد موسم التزلج عادةً بين ديسمبر/أيلول ومارس/آذار، ولكن تتميز أيضًا بالكثير مما قد يبهر ناظريك وتستمتع بالقيام به في بقية المواسم. تجد هنا ما يناسب كل الاهتمامات وما يميز كل موسم؛ ولا تقتصر الأنشطة على التزلج فحسب، بل أيضًا التزلج بالقبقاب الثلجي وركوب الخيل والتزحلق بالتوبوغان والطيران المظلي والمشي لمسافات طويلة وفي نهاية اليوم -تستمتع بمذاق المأكولات المحلية الشهي.
اعلانإن استثمار أذربيجان في البنية التحتية المتمحورة حول السائح جعل البلاد محطًا للأنظار أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من افتتاح مرافق جديدة باستمرار، إلا أن منتجعات التزلج الرئيسية هي شاهداغ وتوفانداغ وأغبولاغ؛ توفر الثلاثة منتجعات العديد من الأنشطة، وإطلالة على معالم الطبيعة البكر تكسوها حلة ثلجية بيضاء.
يُعد منتجع جبل شاهداغ من أكبر منتجعات التزلج في القوقاز ويقدم خدماته لجميع المستويات، من المبتدئين إلى أكثر المتزلجين احترافية، الذين تزلجوا أكثر من 30 كيلومترًا في حلبات التزلج.
على بعد نحو ثلاث ساعات بالسيارة من باكو، وعلى ارتفاع 2500 متر تقريبًا، يوفر منتجع شاهداغ العديد من الأنشطة الصيفية والشتوية، كما يتميز بمجموعة من الفنادق تمنحكم أقصى درجات الراحة والرفاهية.
من بين هذه الفنادق، فندق Park Chalet الذي يضم مسبحًا داخليًا، وصالة ألعاب رياضية وساونا، أو الغرف ذات الطابع المريح في فندق Pik Palace الفاخر الذي يضم مسبحًا خارجيًا مدفأً ومنتجعًا صحيًا. ويتميز كلاهما بغرف فسيحة وأنيقة تتمتع بإطلالات خلابة على الجبل.
تضم مدارس التزلج في منتجع شاهداغ منحدرات ومدربين لجميع مستويات القدرات، ولكن تجد أيضًا الكثير من الأنشطة لغير المتزلجين. تتوفر أنشطة مثل التزلج بعربة الجليد الآلية، والتزلج بالقبقاب، الثلجي وجولات السكوتر في أشهر الشتاء، بينما يتوفر الطيران المظلي، وركوب الخيل، والرماية، وركوب التلفريك على مدار العام، ومن معالم الجذب المفضلة أيضًا Alpine Coaster، وهي لعبة تجعل الأدرينالين يتدفق في عروقك وتجمع بين الأفعوانية والزلاقات، وتصل سرعتها إلى 42 كيلومترًا في الساعة.
اعلانلا تفوت أيضًا زيارة قرية لازا المجاورة، ولا سيما لتحظى برؤية شلالاتها الساحرة التي تصبح وجهة لتسلق الجليد عند تجمدها في الشتاء.
يجمع منتجع توفانداغ، الواقع على الجانب الآخر من جبل شاهداغ الشاسع بين مزيج لا مثيل له من المغامرة، والطبيعة الخلابة والثقافة. تضيف منحدراته النقية ما يصل إلى 15 كيلومترًا للمتزلجين على ألواح الجليد والمتزلجين بالزلاجات، بينما تتضمن المدرسة الموجودة به الكثير من المنحدرات البسيطة المناسبة حتى للمبتدئين تمامًا.
يقع منتجع جبل توفانداغ على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من مطار غابالا الدولي، وعلى قرب من مدينة غابالا نفسها، حيث يحظى السياح بفرصة زيارة أسوار القلعة القديمة التي كانت في السالف مركزًا تجاريًا رئيسيًا على طريق الحرير، كما يوجد متحف قريب يعرض تاريخ المنطقة واكتشافاتها الأثرية.
على بعد نحو مسافة ساعة بالسيارة جنوب غابالا، يقع متنزه شاهداغ الوطني المترامي الأطراف والذي يُعد جنة للسياحة البيئية، حيث يتوقع المتجولون أن يحظوا برؤية طائفة كبيرة من النباتات والحيوانات التي قد تشمل الوشق، واليحمور، والخنازير البرية، وابن آوى وحتى الدببة البنية أو النسر الذهبي.
وإلى الغرب، يقع إقليم ناختشيفان المنفصل عن بقية أذربيجان، وهنا يجد السياح قرية أغبولاغ، حيث يقع أحدث منتجع للتزلج في أذربيجان.
يقع المنتجع على ارتفاع 2000 متر فوق مستوى سطح البحر في جبال القوقاز الصغرى، ويتميز مركز أغبولاغ للتزلج بظروف مثالية لممارسة جميع أنواع الأنشطة المتعلقة بالثلج، كما يتمتع بوجود مرافق على أعلى مستوى.
تضم مدرسة التزلج مدربين لديهم خبرة في التعامل مع المتزلجين الهواة وذوي المستوى المتقدم على حد سواء، وتتوفر ملاعب ومتنزهات ترفيهية لتغطية اهتمامات العائلات.
في ظل وجود فندق يتضمن 38 غرفة وثلاثة أكواخ ريفية للإيجار، توفر أغبولاغ كل ما قد يحتاج إليه الزائر، ولكن لقضاء يوم واحد، يفصلها عن مدينة ناختشيفان مسافة ساعة بالسيارة. تحتضن ناختشيفان العديد من المعالم الأثرية الفخمة، مثل قصر الخان الشرقي الطراز، الذي بُني في القرن الثامن عشر وأصبح متحفًا في وقتنا الحالي.
ومن المعالم التي لا تُفوت ضريح النبي نوح، الذي وُجد في تجسيدات مختلفة منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد. ويقال إن القمة المشقوقة لجبل إيلانداغ المجاور تشكلت عندما عبرت سفينة نوح فوقها، كما يُعتقد أن النبي نوح عاش هنا حتى وافته المنية.
مع ما يتميز به من أنماط هندسية مصممة بمزيج من الطوب الأحمر والبلاط الفيروزي، فإنه يتبع تصميمًا معماريًا مشابهًا (يُسمى "بمدرسة ناختشيفان") أقرب إلى ضريح مومن خاتون المجاور الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، ويُعد من أكثر المعالم الأثرية سحرًا في أذربيجان.
اعلانلا تقتصر هذه المنتجعات على أنشطة التزلج فحسب. بل يوفر كل منها مختلف عوامل الجذب التي تمنحك تجارب ثرية في عطلتك، ولكن العامل المشترك الوحيد بينهم هو أنك تحظى بكرم الضيافة الذي يشتهر به السكان المحليين.
إذ يعتبر الأذربيجانيون أنه من واجبهم إغداق ضيوفهم بشتى سبل الراحة، وبعد يوم مرهق على المنحدرات، تتسلل إليك روائح الشاي العطري الساخن المقدم مع الحلويات اللذيذة فتغمرك سعادة هائلة.
