إسرائيل نظام أبارتيد.. هكذا وصفت منظمة حقوقية إسرائيلية الدولة العبرية

اعلان

نظام أبارتيد.. ضجة كبيرة أحدثتها منظمة بتسيلم الإسرائيلية بوصفها إسرائيل وقبضتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة بأن الدولة العبرية ماهي إلا نظام أبارتيد وهو ما لم يرق بطبيعة الحال لساسة البلاد.

ففي تقرير نُشر الثلاثاء، قالت بتسيلم إن الفلسطينيين يعيشون تحت أشكال مختلفة من السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر والقدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل وحتى داخل الدولة العبرية نفسها، وهم لا يتمتعون بنفس الحقوق التي لليهود الذين يعيشون في المنطقة الممتدة من البحر إلى النهر.

كسر للمحرّمات..

وبهذه تكون المنظمة الحقوقية الإسرائيلية قد اقتربت من المحظور إذ أنها اعتمدت تعبيرا هو من المحرّمات لا يستعمله حتى أكثر المعارضين انتقادا لإسرائيل. وتشي هذه الخطوة بتحوّل في النقاش بشأن نصف قرن من الاحتلال لأرض أثخنتها الحروب والانتفاضات على مدى سنوات وسط تلاشي أي أمل في أن يجد حل الدولتين ترجمة على أرض الواقع.

الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط

ولطالما قدمت إسرائيل نفسها للعالم على أنها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط بحسب وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز نفسه ولطالما قالت إن للفلسطينيين الذين يمثلون نسبة 20% من أصل عدد سكان إجمالي يقدر ب9.2 مليون نسمة يتمتعون بنفس الحقوق.

أما الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 67 والتي تضم كلا من القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة فيعيش بها نحو خمسة ملايين فلسطيني ويطمحون في أن تشكل تلك الأراضي نواة دولتهم إذا ما قُدّر لها أن ترى النور يوما.

وكانت إسرائيل قد انسحبت من قطاع غزة عام 2005 تحت قيادة رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون، لكنها فرضت حصارا على القطاع بعد فوز حركة حماس بالانتخابات وحصولها على الأغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006.

لكن لتل أبيب نظرة مختلفة للضفة الغربية المحتلة فهي تعتبرها أرضا متنازعا عليها وأنه لا بد من البتّ في مصيرها في إطار مباحثات سلام ما لبثت أن دخلت في سبات منذ سنوات عدة.

أما القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران 1967 وضمتها أواخر الشهر نفسه في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، فهي بنظر الدولة العبرية جزء لا يتجزأ من القدس الغربية التي سيطرت عليها في حرب 1948 وهي بقسميْها العاصمة الأبدية والموّحدة لدولة إسرائيل.

أما سكان القدس الشرقية فهم سكان يحملون هوية زرقاء في دولة إسرائيل لكنهم ليسوا مواطنين إسرائيليين ولا حق لهم في الانتخاب.

إسرائيل ومقاربة مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

وتقول منظمة بتسيلم إن إسرائيل بتقسيمها للأراضي الفلسطينية وباستعمالها مختلف طرق السيطرة والتحكم، فهي تخفي واقعا أساسيا وهو أن سبعة ملايين يهودي ومثلها من الفلسطينيين يعيشون في ظل نظام واحد لكنهم لا يتمتعون بنفس الحقوق.

ولطالما استعمل أشرس منتقدي إسرائيل تعبير "الأبارتيد" طيلة عقود وشبهوا ما تفعله تل أبير بنظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا حيث كانت للبيض اليد العليا قبل أن يتم القضاء عليه عام 1994.

تعريف الأبارتيد

وبحسب تعريف الجنائية االدولية فإن الأبارتيد هو نظام "مؤسسات قائمة على القمع والسيطرة تقوده مجموعة عرقية واحدة".

لكن إسرائيل ترفض هذا التعبير وتقول إن القيود المفروضة على الضفة والقطاع هي إجراءات مؤقتة تفرضها الظروف الأمنية.

60% من أراضي الضفة في قبضة تل أبيب والباقي مطوّق بالحواجز ومشرّع أمام الجنود الإسرائيليين

ويعيش أغلب الفلسطينيين في الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاقات أوسلو، لكن تلك الأراضي تطوّقها الحواجز وبإمكان الجنود الإسرائيليبن أن يدخلوها متى شاؤوا. في نفس الوقت تبقى 60% من أراضي الضفة في قبضة إسرائيل.

وفي رد فعل فلسطيني، قال جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح إن التقرير لم يأت بجديد بشان الاحتلال واصفا إسرائيل بالنظام السياسي الفاشي والعنصري.

وتقول بتسيلم ومنظمات حقوقية أخرى إن الحدود بين إسرائيل والضفة الغربية قد تلاشت منذ زمن بعيد على الأقل بالنسبة للمستوطنين الذين يتنقلون بكل حرية فيما يقع جيرانهم الفلسطينيون رهينة تصاريح قد تسمح لهم أو لا بالدخول إلى إسرائيل.