أمريكا ستنهي على الأرجح الحملة الجوية ضد الدولة الإسلامية بسوريا

أمريكا ستنهي على الأرجح الحملة الجوية ضد الدولة الإسلامية بسوريا
مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية في الرقة يوم 27 أكتوبر تشرين الأول 2018. تصوير: عبود حمام - رويترز Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من فيل ستيوارت وإلن فرنسيس

واشنطن/بيروت (رويترز) - قال مسؤولون أمريكيون يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستنهي على الأرجح حملتها الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا عندما تسحب قواتها من هناك.

ويضع ذلك كلمة النهاية في تغيير مفاجئ في السياسة أزعج الحلفاء الغربيين والأكراد، شركاء واشنطن في القتال في سوريا.

وحذرت فرنسا وألمانيا، شريكتا الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، من أن التغيير المفاجئ في نهج واشنطن بشأن سوريا يهدد بتقويض المعركة ضد التنظيم، وقال بعض رفاق ترامب من الجمهوريين إن سحب القوات سيعزز وضع روسيا وإيران في البلاد.

وقلب إعلان ترامب يوم الأربعاء ركنا أساسيا في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط رأسا على عقب. وفي الداخل دعا نواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ترامب إلى التراجع عن قراره.

وقالت فرنسا، وهي عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إنها ستحتفظ بقواتها في شمال سوريا في الوقت الحالي لأنه لم يتم القضاء بعد على تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي على تويتر "الدولة الإسلامية لم تمح من على الخريطة ولم تستأصل شأفتها. من الضروري أن تواجه الجيوب الأخيرة لهذه المنظمة الإرهابية هزيمة عسكرية حاسمة".

ولفرنسا نحو 1100 جندي في العراق وسوريا يقدمون الدعم اللوجستي والتدريب والدعم بالمدفعية الثقيلة فضلا عن الطائرات المقاتلة. وتنشر في سوريا عشرات من أفراد القوات الخاصة والمستشارين العسكريين وبعض الأفراد التابعين لوزارة الخارجية.

ودافع الرئيس الأمريكي في سلسلة تغريدات يوم الخميس عن قراره. وقال ترامب إن القرار يأتي وفاء بتعهد انتخابي. وذكر أن الولايات المتحدة تؤدي عمل دول أخرى بينها روسيا وإيران دون مقابل يذكر وأنه "حان الوقت أخيرا ليقاتل آخرون".

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الولايات المتحدة ستنهي كذلك حملتها الجوية على المتشددين في سوريا. وكانت الحملة عاملا حاسما في دحر التنظيم المتشدد في العراق وسوريا. وتقول بيانات للقوات الجوية إنه تم قصف أهداف في البلدين بأكثر من 100 ألف قنبلة وصاروخ منذ عام 2015.

غير أن مسؤولا أمريكيا نبه إلى أن القرار النهائي بشأن الحملة الجوية لم يصدر حتى الآن ولم يستبعد تقديم شكل من أشكال الدعم للشركاء والحلفاء.

وقالت الولايات المتحدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس إنها ملتزمة "بالتدمير الدائم" لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وإنها ستواصل الضغط من أجل انسحاب القوات التي تدعمها إيران من سوريا.

كانت القوات الأمريكية البالغ قوامها نحو 2000 جندي في سوريا، كثير منها قوات خاصة، تساعد في الظاهر في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، لكن كان ينظر إليها أيضا باعتبارها رادعا محتملا في مواجهة الأسد الذي استعاد معظم أراضي البلاد في الحرب الأهلية بدعم عسكري من إيران وروسيا.

وأبلغ مسؤولون أمريكيون رويترز شريطة عدم الكشف عن أسمائهم أن القادة العسكريين الأمريكيين على الأرض يشعرون بالقلق من تأثير الانسحاب السريع وإنهم فوجئوا بقرار سحب القوات.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، التي تقاتل التنظيم منذ نحو ثلاث سنوات بدعم من الولايات المتحدة، إن سحب كل القوات الأمريكية سيترك السوريين "بين مخالب القوى والجهات المعادية" التي تقاتل للسيطرة على الأراضي في الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات.

وقوات سوريا الديمقراطية في المراحل الأخيرة من حملة لاستعادة أراض سيطرت عليها الدولة الإسلامية.

غير أنهم يواجهون تهديدا بتوغل عسكري من جانب تركيا التي تعتبر مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، الذين يهيمنون على قوات سوريا الديمقراطية، منظمة إرهابية، فضلا عن احتمال تقدم قوات سورية، تدعمها روسيا وإيران، تعهدت باستعادة سيطرة الأسد على كل البلاد.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن المعركة ضد الدولة الإسلامية بلغت مرحلة حاسمة تتطلب المزيد من الدعم وليس انسحابا أمريكيا متعجلا.

اعلان

* التهديد لا يزال قائما

كانت الدولة الإسلامية قد أعلنت "الخلافة" في 2014 بعدما سيطرت على مساحات واسعة من سوريا والعراق. وجعل التنظيم المتشدد من مدينة الرقة السورية معقله الرئيسي، حيث استخدمها قاعدة لتدبير هجمات في أوروبا.

وتشير تقديرات أمريكية إلى أن التنظيم كان يدير مساحة من الأرض مساحتها نحو 100 ألف كيلومتر مربع ويسيطر على نحو ثمانية ملايين شخص. وكانت عائداته تقدر بقرابة المليار دولار سنويا.

كان مسؤول أمريكي رفيع قد قال الأسبوع الماضي إن الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم تقلصت إلى واحد بالمئة. ولم يعد التنظيم يسيطر على أراض في العراق، على الرغم من أن مقاتليه استأنفوا الهجمات بعد هزيمة التنظيم هناك العام الماضي.

اعلان

ولم يتم أسر زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أو يتأكد مقتله. ونشر التنظيم تسجيلا صوتيا على إحدى وسائل الإعلام التابعة له في أغسطس آب يفترض أنه أول خطاب للبغدادي خلال نحو عام. ودعا فيه أتباعه إلى القتال برغم الهزائم.

وقال الوزير بوزارة الدفاع البريطانية توبياس إلوود يوم الأربعاء إنه يختلف بشدة مع ترامب مضيفا أن الدولة الإسلامية "تحولت إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال قائما بقوة".

وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه متفق إلى حد بعيد مع ترامب على أن تنظيم الدولة الإسلامية قد انهزم لكنه أضاف أن هناك خطرا أن يعيد التنظيم تجميع صفوفه.

وعبر أيضا عن تشككه فيما يعنيه إعلان ترامب عمليا، وقال إن موسكو لم ترصد أي مؤشر على انسحاب القوات الأمريكية التي تعتبر موسكو وجودها في سوريا غير قانوني.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن إسرائيل ستصعد من قتالها للقوات المدعومة من إيران في سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية.

اعلان

ولم يصدر تعليق مباشر على إعلان ترامب من جانب تركيا لكنها سترحب بإنهاء الشراكة بين الولايات المتحدة والأكراد.

ونقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله إن المسلحين الأكراد شرقي نهر الفرات في سوريا "سيدفنون في خنادقهم في الوقت المناسب".

وتدخلت تركيا لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي الدولة الإسلامية من مناطق شمال سوريا الواقعة إلى الغرب من الفرات خلال العامين المنصرمين. ولم تذهب إلى الشرق من الفرات لتجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية.

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أمريكا تستعد لفرض عقوبات على كتيبة متطرفة في الجيش الإسرائيلي وغالانت يقول "لا أحد يعلمنا الأخلاق"

شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخمر في القدس

غيّرتها لتجنب توسع رقعة الصراع.. كيف خططت إسرائيل للرد على هجوم إيران؟