من خليل عشاوي
مدينة إدلب (سوريا) (رويترز) – ذكر مسؤول كبير بالمعارضة أن القوات الحكومية السورية التي تساندها روسيا ستتمكن من التقدم على طول الطريق إلى الحدود التركية إذا اخترقت دفاعات المعارضة في الشمال الغربي وحث تركيا على فعل المزيد لحماية المنطقة من هجوم كبير.
والهجوم المستمر منذ شهر هو أخطر تصعيد في الحرب بين الرئيس بشار الأسد وأعدائه منذ الصيف الماضي. ودفعت الضربات الجوية التي تشنها الحكومة السورية والبراميل المتفجرة التي تسقطها بدعم من القوة الجوية الروسية نحو 250 ألف شخص إلى الفرار من المنطقة، آخر معقل كبير للمعارضة.
وعبر فواز هلال رئيس “حكومة الإنقاذ” التي تدير محافظة إدلب عن ثقته في أن مقاتلي المعارضة المتجمعين في إدلب من شتى أنحاء سوريا قادرون على مقاومة الهجوم.
وقال لرويترز في مقابلة “هذه الهجمة شرسة وهي معركة كسر عظم، فالنظام إن استطاع أن يكسر خطوط دفاعنا في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي فلن يتوقف إلا في الحدود”.
وطالبت حكومته، التي تساندها هيئة تحرير الشام المتشددة القوية، موظفيها بالمساعدة في تحمل “العبء العسكري” من خلال بناء دفاعات بأكياس الرمال والمرابطة عند الخطوط الأمامية وتقديم الدعم المادي وغيرها من أشكال الدعم.
وقال “مصرون (المقاتلون) ونحن معهم على التصدي لهذه الحملة”.
وأفاد اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو منظمة غير حكومية طبية مقرها الولايات المتحدة، بأن القصف أودى بحياة 229 مدنيا وأصاب 727 منذ 28 أبريل نيسان.
وتحدث هلال من مكتبه في مدينة إدلب، عاصمة المحافظة حيث تسير الحياة بصورة طبيعية مع استهداف الهجوم في الغالب مناطق خط المواجهة إلى الجنوب.
وقال هلال “نحن متفائلون رغم هذه الحملة العسكرية، ولولا التفاؤل لما كنا موجودين هنا اليوم”.
والشوارع مزدحمة بالسيارات والمارة، وقبل الغروب يخرج الباعة الجائلون بأعداد كبيرة لبيع الطعام للمسلمين الصائمين.
وأشار هلال إلى أن دفاعات إدلب تلقت تعزيزات من مقاتلين نزحوا من مناطق سوريا الأخرى مثل الغوطة وحمص ودرعا عندما سيطر الأسد على بلداتهم ومدنهم.
وأضاف “الشباب يمتلكون عقيدة قتالية رائعة والحمد لله”.
وتحرير الشام هي أقوى جماعة مسلحة في المنطقة. وكانت معروفة في السابق باسم جبهة النصرة، جناح القاعدة في سوريا، إلى أن انفصلت عنها وأعادت تسمية نفسها في 2016. وتصنفها الأمم المتحدة منظمة إرهابية.
ومن بين فصائل المعارضة الأخرى التي تشارك في الدفاع عن المنطقة جماعات تساندها تركيا. وقال قياديون بالمعارضة ومصادر من المقاتلين يوم السبت إن تركيا أرسلت إمدادات جديدة من الأسلحة لهذه الجماعات لمساعدتها على صد الهجوم.
* حض تركيا على التحرك
تعمل تركيا مع روسيا منذ عدة سنوات لخفض التصعيد أو لاحتواء الصراع السوري في الشمال الغربي. وأحد أهدافها هو تجنب نزوح آخر للاجئين: فهي تستضيف بالفعل 3.6 مليون سوري.
لكن كثيرين ممن نزحوا في الآونة الأخيرة يحتمون عند الحدود ويطالبون تركيا بفتحها.
وأصاب معظم القصف في الفترة الأخيرة منطقة أعلنتها روسيا وتركيا منطقة عازلة “منزوعة السلاح” العام الماضي. ويقضي الاتفاق بمغادرة المسلحين المنطقة وإخلائها من الأسلحة الثقيلة.
وتقول الحكومة السورية إنها ترد على انتهاكات جبهة النصرة وهجماتها على المناطق التي تسيطر عليها دمشق.
ولتركيا 12 نقطة عسكرية في محافظة إدلب، أقامتها كذلك بالاتفاق مع روسيا. ومن تلك النقاط واحدة أصيبت في هذا الشهر في قصف من منطقة تسيطر عليها الحكومة السورية، مما أدى إلى إصابة جنديين تركيين.
وقال هلال إن المواقع التركية أقيمت على أمل توفير الحماية للشعب. وأضاف “لكن الواقع يقول إن هذه النقاط لا تستطيع اليوم حماية نفسها”.
ومضى يقول “نرجو من الجانب التركي أن يكون على مستوى جيد من المسؤولية وأن يدافعوا عن النقاط التي أقاموها بداية وعن المناطق التي دخلوا اليها، ومنع الطيران الروسي والطيران السوري من التحليق في المناطق التي تتواجد فيها النقاط وقصف المناطق المحيطة بها”.
وتابع “أما اليوم عندما تقصف هذه النقاط ويقصف في محيطها ويصاب عدد من العسكريين الأتراك فيها فيعتبر الأمر بحاجة لعدد من إشارات الاستفهام ونحتاج لتوضيح من الإخوة الأتراك حول دورهم وماذا يريدون من هذه النقاط”.
(رويترز)