فلاي دبي توسّع أسطولها خارج بوينغ عبر طلبية كبيرة من إيرباص

أعلنت "فلاي دبي"، شركة الطيران الشقيقة الأقل كلفة لـ"طيران الإمارات" الناقلة بعيدة المدى، يوم الثلاثاء عن طلبية لشراء 150 طائرة "إيرباص" "A321neo" خلال معرض دبي للطيران.

وتُقدّر قيمة الشراء بنحو 24 مليار دولار (20,71 مليار يورو)، وستشهد الشركة للمرة الأولى توسع أسطولها إلى ما يتجاوز "بوينغ". كما ستزيد هذه الصفقة أسطول "فلاي دبي" الحالي بأكثر من الضعف، فيما أضافت الشركة أن لديها خيارات لشراء 100 طائرة أخرى من طراز "A321neo".

وتأتي هذه الخطوة فيما تستعد دبي للتوسع لدى كل من "طيران الإمارات" و"فلاي دبي"، مع التحضير لمطار يضم خمسة مدارج في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتُعد "A321neo" طائرة متوسطة المدى، ذات محركين اثنين وبممر واحد، بما ينسجم مع نمط طائرات "بوينغ 737" التي اعتمدت عليها "فلاي دبي" منذ إطلاق رحلاتها في عام 2009. وتملك الشركة حاليا أسطولا يضم 95 طائرة.

ورفضت "إيرباص" و"فلاي دبي" الرد على أسئلة الصحفيين خلال الإعلان ولم تُفصّلا ما إذا كانت الطلبية ما يُسمى "طلبية مؤكدة". وأشارت الشركتان إلى الطلبية باعتبارها "مذكرة تفاهم".

وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ"طيران الإمارات" ورئيس "فلاي دبي": "إنها خطوة مثيرة لتوسيع وتنويع أسطولنا وتعزيز خططنا التوسعية طويلة الأمد".

وأشادت "إيرباص" أيضا بـ"فلاي دبي" في الإعلان.

وقال كريستيان شيرر، الرئيس التنفيذي لطائرات الركاب في "إيرباص": "نحن معجبون جدا بـ"فلاي دبي" كناقلة تركّز على الكفاءة وتقدم في الوقت نفسه منتجا فاخرا".

وفي معرض دبي للطيران عام 2023 الماضي، قدمت "فلاي دبي" طلبية بقيمة 11 مليار دولار (9,49 مليار يورو) لشراء 30 طائرة "بوينغ 787-9 دريملاينر"، والتي ستكون أول طائرة ذات بدن عريض في أسطولها عند التسليم.

"الاتحاد للطيران" في أبوظبي تعقد أيضا صفقة مع "إيرباص"

كذلك، قدمت "الاتحاد للطيران" يوم الثلاثاء طلبية لشراء 16 طائرة من "إيرباص"، في إطار جهودها للتوسع مع تحسن أوضاعها الاقتصادية.

وتشمل طلبية "الاتحاد" ست طائرات "A330-900" وسبع طائرات "A350-1000" وثلاث طائرات شحن "A350F"، بحسب ما قالت الشركتان في مؤتمر صحفي. ولم تقدما تكلفة الصفقة، إذ كثيرا ما تتفاوض شركات الطيران على أسعار أقل في الطلبيات الكبرى.

حققت "الاتحاد" ربحا قياسيا بلغ 476 مليون دولار (410,71 مليون يورو) في عام 2024، ضمن تعافٍ مالي لشركة الطيران التي تتخذ من أبوظبي مقرا. ورغم أنه ربح متواضع مقارنة بأرباح "طيران الإمارات" القياسية البالغة 5,2 مليار دولار (4,49 مليار يورو) في السنة المالية الماضية، فإنه يواصل التحول الكبير لدى "الاتحاد".

أطلق حكام أبوظبي "الاتحاد" في عام 2003، منافسةً للناقلة الراسخة المملوكة لحكومة دبي "طيران الإمارات"، التي تمتلك أسطولا أكبر وشبكة بعيدة الامتداد.

وعانت "الاتحاد" من خطتها التجارية وخضعت لإجراءات خفض للتكاليف حتى قبل جائحة فيروس كورونا. ومنذ عام 2016، تكبّدت "الاتحاد" خسائر بنحو ستة مليارات دولار (5,18 مليار يورو) بعدما اتبعت نهجا توسعيا بشراء حصص في شركات طيران من أوروبا إلى آسيا لمنافسة "طيران الإمارات" و"الخطوط الجوية القطرية".

"طيران الإمارات" يختار "بوينغ 777-9"

يوم الاثنين، طلبت "طيران الإمارات" 65 من طائرات "بوينغ" 777-9 بقيمة 38 مليار دولار (32,79 مليار يورو) حسب الأسعار المعلنة.

وأقر تيم كلارك، رئيس "طيران الإمارات"، مجددا للصحفيين يوم الثلاثاء بالتأخيرات التي لاحقت "بوينغ" في إيصال 777-9 إلى العملاء. لكنه قال إنه يعتقد أن حجم طلبية "طيران الإمارات" قد يدفع حتى البيت الأبيض برئاسة دونالد ترامب إلى الانتباه والضغط على الشركة المصنعة لإنجاز الطائرة.

وقال كلارك: "أنا متأكد من أن البيت الأبيض سيضغط على "بوينغ" لضمان أن كل شيء يسير كما يجب وأن يتم إخراج هذه الطائرات من خطوط الإنتاج بأسرع ما يمكن، لأنه يعني وظائف للجميع". وأضاف: "لا سيما أن طراز 9X سيُبنى في سياتل، وبالتالي فإن تلك القوى العاملة في الشمال الغربي باتت شبه مضمونة الآن لعقود".

واجهت "بوينغ" خسائر بمليارات الدولارات في الأعوام الأخيرة، إضافة إلى تباطؤ في التصنيع على خلفية جائحة فيروس كورونا. وتزامن ذلك مع إضرابات عمالية وتشديد الرقابة الحكومية عقب حادثين اثنين لطائرات "بوينغ 737 ماكس" في إندونيسيا عام 2018 وآخر في إثيوبيا عام 2019. كما تحطمت في يونيو طائرة ركاب "بوينغ 787-8" في الهند، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 260 شخصا.

وفي إعلان يوم الاثنين من "طيران الإمارات"، قال الشيخ أحمد إن الشركة تتوقع تسلم طائراتها 777-9 من "بوينغ" ابتداء من "الربع الثاني من عام 2027". وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن "بوينغ" ستسلم الطائرات لـ"طيران الإمارات" في ذلك الحين، قال كلارك: "سنرى". وكان كلارك منتقدا مرارا لتأخيرات "بوينغ".

وأقر كلارك أيضا بأن "طيران الإمارات" و"فلاي دبي" ستتمكنان من التوسع السريع في وجهاتهما مع دخول الطائرات الجديدة الخدمة، بمجرد أن توسع الإمارة مطار آل مكتوم الدولي في "دبي وورلد سنترال" توسعة جذرية، حيث يقام معرض الطيران.

وتخطط دبي لمشروع بقيمة 35 مليار دولار (30,19 مليار يورو) للتوسع إلى خمسة مدارج متوازية و400 بوابة للطائرات، على أن يكتمل خلال العقد المقبل.

وقال كلارك: "سنكون قادرين على الوصول إلى أي نقطة على الكوكب".